الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
253 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَمَيْمُونَةَ كَانَا يَغْتَسِلانِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ" قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ:"كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ أَخِيرًا عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، وَالصَّحِيحُ مَا رَوَى أَبُو نُعَيْمٍ".
[مسلم: 322 - فتح: 1/ 366]
(أبو نعيم) هو الفضل بن دكين.
(من إناء) في نسخة: "في إناءٍ". أوالمراد بالإناء: ما يسع صاعًا فيوافق الترجمة. (يقول أخيرًا) أي: آخر عُمْرِه] (1) والمراد: أنه كان مستمرًّا على ذلك إلى آخر عمره، فيكون عنده من مسند ميمونة لا من مسند ابن عباس؛ لأنه لا يطلع على النبيِّ صلى الله عليه وسلم في حال اغتساله معها، فيكون ابن عباس أخذه عنها، لكن صحَّح البخاريُّ عكسه؛ حيث قال (والصحيح ما رواه أَبو نعيم) أي: من أنه من مسند ابن عباس، لا من مسند ميمونة، وهو الذي صحَّحه الدارقطني (2).
4 - باب مَنْ أَفَاضَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثًا
.
(باب: مَنْ أفاض) أي: الماء في الغسل. (على رأسه ثلاثًا) أي: ثلاث غرفات.
254 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "أَمَّا أَنَا
(1) من (م).
(2)
"سنن الدارقطني" 1/ 53 كتاب: الطهارة، باب: استعمال الرجل فضل وضوء المرأة.
فَأُفِيضُ عَلَى رَأْسِي ثَلاثًا، وَأَشَارَ بِيَدَيْهِ كِلْتَيْهِمَا".
[مسلم: 327 - فتح: 1/ 367]
(أما أنا فأفيض) بفتح همزة (أمَّا) وضمَّ همزة (أفيضُ) ولم يعادل بأمَّا أخرى بعدها؛ لأنه ليس بلازم، والمعنى: مهما يكن من شيء (1) فأنا أُفيضُ، أو عادل بها تقديرًا، أي: وأمَّا غيري فلا يفيض، أو لا أعلم حاله.
(كلتيهما) في نسخة: "كلاهما" بالألف علي لغة، وبلا تاء بالنظر إلى اللفظ دون المعنى، وفي أخرى:"كلتاهما" بالتاء والألف.
وفي الحديث: أن الإفاضة ثلاثًا باليدين علي الرأس، ويقاس به سائر البدن.
255 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مِخْوَلِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"يُفْرِغُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاثًا".
[انظر: 252 - مسلم: 329 - فتح: 1/ 367]
(حدثني محمد) في نسخةٍ: "حدثنا محمد بن بشار" بفتح الموحدة وبالشين المعجمة. (عن مخول) بكسر الميم وسكون المعجمة، وفي نسخة:"عن مخول" بضم الميم وفتح الخاءِ وتشديد الواو المفتوحة. (عن محمد بن علي) هو أَبو جعفر الباقر.
(يفرغ) بضم الياءِ من الإفراغ. (على رأسه ثلاثًا) زاد في نسخةٍ: "أظنه من غسل الجنابة".
(1) جمهور النحاة يقدرون أما بـ (مهما يكن من شيء) لأنها قائمة مقام أداة الشرط وفعل الشرط، فإذا قيل: أما زيد فمنطلق، فالتقدير: مهما يكن من شيء فزيد منطلق، فحذف فعل الشرط وأداته، وأقيمت (أما) مقامهما، وأخرت الفاء إلى الجزء الثاني. ولذلك قيل: إنَّ أما: حرف شرط وتفصيل، وقال بعضهم: حرف إخبار مضمَّن معنى الشرط.
256 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَامٍ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ، قَالَ: قَالَ لِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَتَانِي ابْنُ عَمِّكَ يُعَرِّضُ بِالحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ. قَالَ: كَيْفَ الغُسْلُ مِنَ الجَنَابَةِ؟ فَقُلْتُ: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأْخُذُ ثَلاثَةَ أَكُفٍّ وَيُفِيضُهَا عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ يُفِيضُ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ" فَقَالَ لِي الحَسَنُ إِنِّي رَجُلٌ كَثِيرُ الشَّعَرِ، فَقُلْتُ:"كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ مِنْكَ شَعَرًا".
[انظر: 252 - مسلم: 329 - فتح: 1/ 368]
(معمر بن يحيى) بفتح الميمين، وسكون العين، وفي نسخة:"معمر" بضم الميم الأولى، وتشديد الثانية، بوزن مُحَمَّد. (حدثني أَبو جعفر) في نسخة:"حدثنا أَبو جعفر". (جابر) في نسخة: "ابن عبد الله".
(ابن عمّك) أي: ابن عم أبيك ففيه: تجوز.
(يعرض بالحسن) التعريض خلاف التصريح، وهو اصطلاحًا: كناية سيقت لموصوفٍ غير مذكور. (ثلاثة أكفٍّ) في نسخة: "ثلاث أكفٍّ" وأكف جمع كف، يذكر ويؤنث فيجوز دخول التاء وتركه، كذا قال شيخنا (1)، وكلام الجوهريِّ وغيره يقتضي أنها مؤنثة فقط (2) ومن ثمَّ قال الكرماني وغيره: إنما أتي بالتاء مع أن الكف مؤنثة؛ لأن المراد: قدر كفٍّ، ثم ليس المراد أنه يأخذ في كلِّ مرة كفًّا واحدة، بل المراد: أنه يأخذ في كلِّ مرة كفَّين بقرينة قوله (3) في الحديث السابق: "وأشار بيديه" ويراد بالكف: الجنس.
(ويفيضها) أي: الثلاثة أكف، وفي نسخةٍ:"فيفيضها، بالفاء. (على رأسه) في نسخةٍ: "رأسه" بالنصب، وبدون (علي). (ثُمَّ يفيض) مفعوله محذوف، أي: الماء، ولا يعاد إلى ما مرَّ في المعطوف عليه،
(1)"الفتح" 1/ 368.
(2)
انظر: "الصحاح" 4/ 1422.
(3)
"البخاري بشرح الكرماني" 3/ 119.