الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
19 -
كِتَابُ التَّهَجُّدِ
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ساقطة من نسخة.
1 - باب التَّهَجُّدِ بِاللَّيلِ
.
بَابُ التَّهَجُّدِ بِاللَّيْلِ وَقَوْلِهِ عز وجل: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ} [الإسراء: 79].
(باب: التهجد بالليل)[في نسخة: "من الليل"، وفي أخرى: "كتاب: التهجد بالليل"](1) والتهجد: التيقظ من النوم بالليل أي: ترك الهجود: وهو النوم، والمراد: التنفل بالصلاة في الليل بعد النوم.
(وقوله) بالجر عطفٌ على التهجد، وبالرفع استئناف ({فَتَهَجَّدْ بِهِ}) أي: فأترك الهجود بالصلاة، والمراد: فصلِ بالليل ({نَافِلَةً}) بالقرآن، وإليه أشار في نسخة بقوله:"أي أسهر به" أي: بالقرآن في صلاتك.
1120 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَال: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَال: "اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ
(1) من (م).
لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ الحَقُّ وَوَعْدُكَ الحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ المُقَدِّمُ، وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إلا أَنْتَ - أَوْ: لَا إِلَهَ غَيْرُكَ - " قَال سُفْيَانُ: وَزَادَ عَبْدُ الكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ: "وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلا بِاللَّهِ"، قَال سُفْيَانُ: قَال سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ: سَمِعَهُ مِنْ طَاوُسٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
[6317، 6385، 7442، 7499 - مسلم: 769 - فتح: 3/ 3]
(سفيان) أي: ابن عيينة. (عن طاوس) أي: ابن كيسان.
(إذا قام من الليل يتهجد) أي: ليتهجد. (قال: اللهم لك الحمد) جواب إذا، والجملة الشرطية خبر كان، وفي تقديم لك الحمد هنا، وفيما يأتي إفادة التخصيص. (أنت) ساقط من نسخة. (قيم) القيم والقيام والقيوم معناها: وهو القائم بتدبير الخلق. (أنت نور) في نسخة: "أنت نور السموات والأرض" منورهما بالشمس والقمر (1)، أو
(1) للعلماء في تفسير اسمه سبحانه وتعالى (النور) أقوال كثيرة، وغالبها صحيح إذا لم يُنْكر المعنى الأصلي وهو أن اللَّه نور، فلا شك فأنه سبحانه وتعالى منور السموات والأرض بالشمس والقمر كما ذكر المصنف، وكذا من قال معناه أن اللَّه هادي أهل السموات والأرض، أما القول بعدم جواز ذلك على اللَّه تعالى فهذا من التأويل المذموم، فهو سبحانه {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ}
…
الآية، وقوله تعالى {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} وفي الحديث "حجابه النور لو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه ما أدركه بَصَره من خلقه" رواه مسلم (179). =
منزه في السموات والأرض عن كلِّ عيب من قول العرب: امرأة منورة، أي: مبرأة من كل ريبة، وزاد في نسخة:"ومن فيهن". (ولك الحمد) ذكر الحمد؛ اهتمامًا بشأنه، وليناط به كل مرة معنى آخر (أنت ملك) بفتح الميم، وكسر اللام، وفي نسخة:"لك ملك" بضم الميم، وسكون اللام، والأول أنسب بالسياق. (أنت الحق) أي: واجب الوجود من حق الشيء: ثبت ووجب، وهذا الوصف لله بالحقيقة، لا ينبغي لغيره؛ إذ وجوده بذاته لم يسبقه عدم، ولا يلحقه عدم، وما عداه بخلاف ذلك، وأما إطلاقه على ما ذكره بقوله: "ووعدك الحق
…
إلخ" فلأنه كائن بإخباره تعالى فيجب أن يصدق به، وحكمة التعبير به في ذلك: التأكيد والتفخيم له، والمعطوفات على (أنت الحق) مغايرة له، وإمَّا هي بنسبة بعضها إلى بعض، فبعضها من ذكر الخاص بعد العام، وبعضها بالعكس.
واستشكل في تعريف الحق في (أنت الحق ووعدك الحق) مع تنكيره في البقية. وأجيب: بأنه عرف الأولان للحصر أنه مختص بالله بالحق حقيقة وبإنجاز الوعد، بخلاف غيرهما، وأورد عليه أن قوله:(وقولك حق) مُنكَّر مع أن قوله تعالى، كوعده فيما ذكر فيه، ويجاب: بأن المراد بالوعد: مدلوله، وهو لا يتغير بنَسْخ، أو غيره، وبالقول: الأخبار وهو يتغير بالنسخ؛ ولهذا قال الأصوليون: يجوز نسخ الأخبار بشيء بالأخبار بنقيضه، لا نسخ مدلول الخبر. (أسلمت) أي: انقدت
= وانظر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 6/ 374 - 396 وفيه كلام نفيس.