الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لأنه لم يقع منه ذلك فلعله أراد السوم (1). (من إستبرق) هو غليظ الديباج، وهو المتخذ من الإبريسم. (تباع) في محل نصب صفة لـ (جبة).
(فأتى رسول الله) في نسخة: "فأتى بها رسول الله". (ابتع هذه تجمل بها) بجزم الفعلين، ثانيهما جواب الأول، وفي نسخة:"ابتاع .. إلخ" بإشباع فتحة التاء فصار بعدها ألف، وفي أخرى:"أبتاع .. إلخ" بهمزة الاستفهام ممدودة ومقصورة، برفع الفعلين، أو جزم الثاني؛ جوابًا للاستفهام بمعنى: إن عمر استأذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يبتاعها؛ ليتجمل النبي صلى الله عليه وسلم. وأصل (تجمل) تتجمل فحذفت إحدى التاءين. (للعيد) سبق في الجمعة، في رواية نافع (للجمعة) ولعل ابن عمر ذكرهما معا، فأخذ كل راوٍ عنه واحدًا منهما. (من لا خلاق له) أي: من لا نصيب له في الجنة، وهذا خرج مخرج التغليظ، وإلا فالمؤمن العاصي لا بد من دخوله الجنة، فله نصيب منها. والحديث وإن شمل النساء لكنهنَّ خرجن بدليل. (تبيعها وتصيب بها) أي: بثمنها، وفي نسخة:"تصيب بها" وفي أخرى: "أو تصيب بها" فـ (أو) بمعنى الواو، أو للتقسيم، وعليه فمعنى المتعاطفين: تبيعها؛ لتنتفع بثمنها، أو تجعلها لبعض نسائك مثلًا.
2 - بَابُ الحِرَابِ وَالدَّرَقِ يَوْمَ العِيدِ
(باب: الحراب والدَّرَق) أَي: إباحتها (يوم العيد) للسرور به.
949 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَال: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَال: أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَسَدِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ، فَاضْطَجَعَ عَلَى الفِرَاشِ، وَحَوَّلَ وَجْهَهُ، وَدَخَلَ
(1)"الفتح" 2/ 439.
أَبُو بَكْرٍ، فَانْتَهَرَنِي وَقَال: مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ عليه السلام فَقَال:"دَعْهُمَا"، فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا.
[انظر: 952، 987، 2906، 3529، 3931 - مسلم: 892 - فتح: 2/ 440]
(أحمد) أي: "ابن عيسى" كما في نسخة. واسم أبي عيسى: حسان التستري، وفي نسخة:"أحمد بن صالح". (ابن وهب) هو عبد الله المصري. (عمرو) أي: ابن الحارث. (علي رسول الله) في نسخة: "علي النبي". (بغناء) بكسر الغين، وبالمد. (بعاث) بضم الموحدة، وخفة المهملة، والمثلثة، غير مصروف على الأشهر، قيل: موضع من المدينة على ليلتين، وقيل: هو حصن للأوس [وقيل: هو موضع](1) في ديار بني قريظة، فيه أموال لهم، قال شيخنا: ولا منافاة بين القولين (2).
(وحول وجهه) أي: إعراضًا عن ذلك، لأن مقامه يقتضي أن يرتفع عن الإصغاء إليه، لكن عدم إنكاره يدل على جواز مثله؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لا يقر على باطل فيقتصر على ما ورد فيه. (فانتهرني) أي: زجرني؛ لتقريري الجاريتين على فعلهما وروي: (فانتهرهما) أي: الجاريتين. (مزمارة الشيطان) بكسر الميم وتاء التأنيث: صوت فيه صفير، وفيه: استفهام مقدر، وإنما أنكر أبو بكر لما تقرر عنده من تحريم اللهو والغناء مطلقًا، ولم يعلم أنه صلى الله عليه وسلم أقرهن على هذا القدر اليسير، لكونه دخل فوجده مضطجعًا، فظنه نائمًا. (دعهما) أي: الجاريتين، وفي نسخة:"دعها" أي: عائشة، وعلل ذلك في رواية: بأنه يوم عيد (3) أي: يوم سرور، وفرح شرعي، فلا ينكر فيه مثل هذا، كما لا ينكر في
(1) من (م).
(2)
"الفتح" 2/ 441.
(3)
حديث الباب سيأتي برقم (952).
الأعراس. (فلما غفل) بفتح الفاء على الأكثر أي: ترك أبو بكر الانتهار وسهى عنه. (فخرجنا) في نسخة: "خرجنا" بلا فاء بدل مما قبله، أو استئناف.
950 -
وَكَانَ يَوْمَ عِيدٍ، يَلْعَبُ السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالحِرَابِ، فَإِمَّا سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَإِمَّا قَال:"تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ؟ " فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ، خَدِّي عَلَى خَدِّهِ، وَهُوَ يَقُولُ:"دُونَكُمْ يَا بَنِي أَرْفِدَةَ" حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ، قَال:"حَسْبُكِ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَال:"فَاذْهَبِي".
[انظر: 454 - مسلم: 892 - فتح: 2/ 440]
(وكان) أي: اليوم. (يوم عيد) هو من مقول عائشة. قال شيخنا، وهذا حديث آخر، وقد جمعهما بعض الرواة، وأفردهما بعضهم (1). (يلعب السودان) في نسخة:"يلعب فيه السودان". (سألت النبي صلى الله عليه وسلم) في نسخة: "سألت رسول الله" أي: التمست منه النظر إلى اللعب. (خدي على خده) جملة اسمية حالية، لكن الزمخشري مرة يقول: إنها بلا واو فصيح، ومرة يضعفه. وتحقيقه، كما قال الكرماني: إن صلح موضعها مفرد ففصيح نحو: {اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} [البقرة: 36] أي: معادين، وإلا فلا، وهذا مقدر متلاصقين (وهو يقول) أي: للسودان، منشطًا لهم.
(دونكم) إغراء والمغرى به محذوف دلَّ عليه الحال أي: دونكم اللعب أي: الزموا ما أنتم فيه. (يا بني أرفدة) بفتح الهمزة، وسكون الراء وكسر الفاء، وقد تفتح، قال شيخنا: قيل هو لقب للحبشة، وقيل: اسم جنس، وقيل: اسم جدهم الأكبر، وقيل: المعنى يا بني الإماء. (مللت) بكسر اللام أي: سئمت. (حسبك) أي: أحسبك؟ والاستفهام
(1)"الفتح" 2/ 443.