الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - بَابُ فَضْلِ مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ فَاحْتَسَبَ
وَقَال اللَّهُ عز وجل: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].
(باب: فضل من مات له ولد فاحتسب) أي: صبر راضيًا بقضاء اللَّه، وفي نسخة:["فاحتسبه" ولم يصرح في أحاديث الباب بالاحتساب، لكنه معلوم من أحاديث أخر. (وقال اللَّه) في نسخة:](1)"وقول اللَّه عز وجل" عطف على (فضل)، وذكر الآية لمناسبة الصبر للاحتساب، والمصيبة للموت وإن كانت أعم منه.
1248 -
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَال: قَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنَ النَّاسِ مِنْ مُسْلِمٍ، يُتَوَفَّى لَهُ ثَلاثٌ لَمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ، إلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ".
[1381 - فتح: 3 - 118]
(عبد العزيز) أي: ابن صهيب.
(ما من الناس من مسلم)(من) الأولى بيانية، والثانية زائدة، ومن ثمَّ سقطت من رواية في أواخر الجنائز (2).
(يتوفى) بالبناء للمفعول. (ثلاث) في نسخة: "ثلاثة". (لم يبلغوا الحنث) أي: من التكليف الذي يكتب فيه الإثم، وفسر (الحنث) بعد بالذنب، وهو مجاز من باب: تسمية المحل بالحال، ومقتضى الحديث: أن من بلغ الحنث لا يحصل لمن فقده ما ذكره من الثواب، وبه صرَّح جماعة فارقين بأن حب الصغير أشد منه على الكبير، فالشفقة عليه أعظم، وصرَّح الآخرون بحصول ذلك في البالغ بطريق الأولى؛
(1) من (م).
(2)
سيأتي برقم (1381) كتاب: الجنائز، باب: ما قيل في أولاد المسلمين.
لأنه إذا ثبت ذلك في الصغير مع أنه كَلٌّ على أبويه، فكيف لا يثبت في الكبير الذي بلغ معه السعي، وصار التفجع عليه أشد؟! (إياهم) راجع، كما قال شيخنا إلى الأولاد بدليل أخبار أُخر (1)، لا إلى الرجل على ما قاله الكرماني (2).
1249 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه: أَنَّ النِّسَاءَ قُلْنَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اجْعَلْ لَنَا يَوْمًا فَوَعَظَهُنَّ، وَقَال:"أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَ لَهَا ثَلاثَةٌ مِنَ الوَلَدِ، كَانُوا حِجَابًا مِنَ النَّارِ"، قَالتِ امْرَأَةٌ: وَاثْنَانِ؟ قَال: "وَاثْنَانِ".
[انظر: 101 - مسلم: 2633 - فتح: 3/ 118]
(مسلم) هو ابن إبراهيم الأزدي. (حدثنا عبد الرحمن) في نسخة: "أخبرنا عبد الرحمن". (عن ذكوان) هو أبو صالح السمان.
(وقال) في نسخة: "فقال". (ثلاثة) في نسخة: "ثلاث". (كانوا) أي: الثلاثة. (لها) في نسخة: "كن لها" أنث باعتبار النفس، أو النسمة. (قالت امرأة) هي أم سليم والدة أنس، أو أم مبشر، أو أم هانئ، ولعل القصة تعددت. (واثنان) سكت عن الواحد، وقد وقع التصريح به في بعض طرق الحديث، كما رواه الطبراني في "الأوسط"(3).
1250 -
وَقَال شَرِيكٌ: عَنْ ابْنِ الأَصْبَهَانِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَال أَبُو هُرَيْرَةَ:"لَمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ".
[انظر: 102 - مسلم: 2634 - فتح: 3/ 118]
(1)"فتح الباري" 3/ 120.
(2)
"صحيح البخاري بشرح الكرماني" 7/ 58 - 59.
(3)
"المعجم الأوسط" 3/ 63 (2489).
وذكره الهيثمي في "المجمع" 3/ 10 وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" و "الكبير" وفيه: ناصح بن عبد اللَّه أبو عبد اللَّه، وهو ضعيف متروك.