الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
33 - ياب في الميت يسمع ويسأل
777 -
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر، حدثنا محمد بن عبد الله المُخرَّمِيّ، حدثنا وكيع، عن سفيان الثوري، عن السدي، عن أبيه.
=وأخرجه أحمد 6/ 105 من طريق أبي سعيد قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الرحمن بن أبي الرجال قال: سمعت أبا الرجال يحدث عن عمرة، به. وهذا إسناد ضعيف كسابقه.
وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/ 95، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 106 من طريقين عن أبي الرجال، عن أمه عمرة، به.
وأخرجه عبد الرزاق برقم (6258) من طريق معمر، عن سعيد بن عبد الرحمن الجحشي، عن عمرة، عن عائشة
…
وهذا إسناد صحيح، سعيد بن عبد الرحمن ابن جحش ترجمه البخاري في الكبير 3/ 492 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 39، وقال النسائي:"لا بأس به"، ووثقه ابن حبان.
وأخرجه أحمد 6/ 100 من طريق محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن محمد ابن عبد الرحمن الأنصاري قال: قالت لي عمرة: "أعطني قطعة من أرضك أدفن فيها فإني سمعت عائشة تقول: كسر عظم الميت، مثل كسر عظم الحي. قال محمد:
وكان مولى من أهل الفدينة يحدثه عن عائشة
…
موقوفاً، ثم قال محمد: "وكان
مولى من أهل المدينة يحدثه عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد قدمنا غير مرة أن وقف الحديث لا يضر إذا كان من رفعه ثقة، وقد رفعه أكثر من ثقة كما تقدم.
وأخرجه الدارقطني 3/ 188 - 189 برقم (314) من طريق زهير بن محمد، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن القاسم، عن عائشة، به مرفوعاً.
وهو من بلاغات مالك في الجنائز (45) باب: ما جاء في الاختفاء، عن عائشة. ومن طريق مالك هذه أخرجه البيهقي 4/ 58.
وقال الزرقاني في "شرح الموطأ" 2/ 291: " ...... وهذا جاء مرفوعاً. أخرج أحمد، وأبو داود، وابن ماجة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(كسر عظم الميت ككسر عظم الحي)، حسنه ابن القطان، وقال ابن دقيق العيد: على شرط مسلم، ورواه القضاعي من وجه آخر عنها وزاد: في الإثم. وأخرجه ابن ماجه أيضاً من حديث =
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْمَيِّتَ لَيَسْمَعُ خفق نِعَالِهِمْ إذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ"(1).
778 -
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أحمد بن عيسى
=أم سلمة". وانظر "تحفة الأشراف" 12/ 407 برقم (27893). وجامع الأصول 11/ 163.
(1)
إسناده جيد، عبد الرحمن بن أبي كريمة والد إسماعيل البندي ما رأيت فيه جرحاً، ووثقه الحافظ ابن حبان. وحسن الهيثمي حديثه. وهو في الإحسان 5/ 48 برقم (3108).
وأخرجه البزار 1/ 413 برقم (873) من طريق محمد بن عبد الله المخرمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 378 باب: في المسألة في القبر، وأحمد في المسند 2/ 445، وفي السنة برقم (1343) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/ 347 من طريق عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
وهذا إسناد حسن.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" 5/ 413 برقم (1521) من طريق ابن عدي،
حدثنا عبد الله بن سعيد، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا عنبسة بن سعيد بن كثير،
قال: حدثني جدي، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا إسناد جيد، كثير ابن عبيد رضيع عائشة ترجمه البخاري في الكبير 7/ 256 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 155، وروى عنه جماعة، ووثقه ابن حبان، وقال الذهبي في كاشفة: وثق.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 54 باب: السؤال في القبر وقال: "رواه البزار، وإسناده حسن". وفاته أن ينسبه- في هذا المكان- إلى الإمام أحمد.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري 3/ 206 هذه الرواية. وانظر الرواية الآتية برقم (781). وانظر "جامع الأصول" 11/ 178.
ويشهد له حديث أَنس عند البخاري في الجنائز (1338) باب: الميت يسمع خفق النعال، ومسلم في الجنة (2870) (71) وأبي داود في السنة (4752) باب: في المسألة في القبر وعذاب القبر، والنسائي في الجنائز 4/ 97 باب: المسألة في القبر، والبغوي في "شرح السنة" 5/ 414 برقم (1522).
المصري، حدثنا ابن وَهْب، حدثني حُيَيّ (1) بن عبد الله المعافري، أن أبا عبد الرحمن الحبلي حدثه.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْروٍ: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ فَتَّانَي الْقَبْرِ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب رضي الله عنه: أَتُرَدُّ عَلَيْنَا عُقُولُنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟. قَالَ: "نَعَمْ كَهَيْئَتِكُمُ الْيَوْمَ". قَالَ: فَبِفِيهِ الْحَجَرُ (2).
779 -
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم، وعبد الله ابن قحطبة بن مرزوق بفم الصلح، قالا: حدثنا إسماعيل بن حفص الأبُلِّي (3)، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي سفيان "
(1) في الأصلين "يحيى" وهو خطأ.
(2)
إسناده حسن، حيي بن عبد الله فصلنا القول فيه عند الحديث (7250) في مسند الموصلي، وأبو عبد الرحمن الحبلي هو عبد الله بن يزيد. والحديث في الإِحسان 5/ 47 برقم (3105)، وقد تحرف فيه "أبو عبد الرحمن الحبلي" إلى "أبي عبد الله الحبلي".
وأخرجه ابن عدي في كامله 2/ 855 من طريق
…
أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/ 172 من طريق حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا حيي بن عبد الله، بهذا الإسناد. وعنده:"فقال عمر: بفيه الحجر". وابن لهيعة ضعيف، ولكن تابعه ابن وهب كما تقدم.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 47 باب: السؤال في القبر وقال: "رواه أحمد، والطبراني في الكبير، ورجال أحمد رجال الصحيح".
(3)
الأبُلي- بضم الهمزة، والباء الموحدة من تحت، وكسر اللام المشددة-: نسبة إلى الأبلة بلدة على الدجلة أقدم من البصرة
…
قيل فيها: ما رأيت أغذى نطفة ولا أوطأ مطية، ولا أربح لتاجر، ولا أخفى لعائذ من الأبلة.
وحكي أن بكر بن النطاح مدح أبا دلف العجلي بقصيدة، فأثابه عليها عشرة آلاف
درهم، فاشترى بها ضيعة بالأبلة، ثم جاء بعد مُدَيْدَةٍ وأنشده أبياتاً:
بكَ ابْتَعْتُ فِي نَهْرِ الأُبُلَّةِ ضَيْعَةً
…
عَلَيْهَا قُصَيْرٌ بالرُّخَام مَشِيدُ
إَلَى جَنْبِهَا أُخْتٌ لَهَا يَعْرِضُونَهَا
…
وَعِندَكَ مَالٌ لِلْهِبَاتِ عَتِيدُ =
عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذَا دَخَلَ الْمَيِّت الْقَبْرَ مُثِّلَتْ الشَّمْشُ عِنْد غرُوبِهَا، فَيَقُول: دَعُونِي أصَلِّي"(1).
= فأعطاه أبو دلف ثمنها وطلب إليه أن لا يعود إليه بمثلها لأن لكل قرية أختاً حتى ما لا نهاية
…
وانظر الأنساب 1/ 120، ومراصد الإطلاع 1/ 18، ومعجم البلدان 1/ 76 - 78.
(1)
إسناده حسن من أجل أبي بكر بن عياش، فإن فيه كلاماً لا ينزل بحديثه عن مرتبة الحسن.
وأبو سفيان طلحة بن نافع، قال أبو حاتم في "المراسيل" ص "100":"لم يسمع أبو سفيان من أيوب شيئاً، فأما جابر فإن شعبة يقول: لم يسمع أبو سفيان من جابر إلا أربعة أحاديث".
وقال أبوزرعة: "طلحة بن نافع، عن عمر مرسل، وهو عن جابر أصح".
وقال البخاري: "كان يزيد أبو خالد الدالانى يقول: أبو سفيان لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث، وما يدريه؟ أو لا يرضى أن ينجو رأساً برأس حتى يقول مثل هذا؟ ".
وقال ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص (100) بإسناده "عن شعبة يقول: حديث
أبي سفيان، عن جابر إنما هو صحيفة". وقال سفيان بن عيينة مثل هذا.
وقال البخاري في التاريخ 4/ 346: "حدثنا مسدد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان: جاورت جابراً ستة أشهر بمكة ".
وقال أيضاً: "قال علي: سمعت عبد الرحمن، قال لي هشيم عن أبي العلاء أيوب
قال أبو سفيان: كنت أحفظ، وكان سليمان اليشكري يكتب- يعني: عن جابر".
وقال ابن عدي في كامله 4/ 1432: "وطلحة بن نافع أبو سفيان صاحب جابر، وقد روى عن جابر أحاديث صالحة، رواها الأعمش عنه، ورواها عن الأعمش الثقات، وهو لا بأس به. وقد روى عن أبي سفيان هذا غير الأعمش بأحاديث مستقيمة".
وقال الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص (103): "فمن المدلسين من دلس
عن الثقات الذين هم في الثقة مثل المحدث،- أو فوقه، أو دوف، إلا أنهم لم
يخرجوا من عداد الذين تقبل أخيارهم. فمنهم من التابعين طلحة بن نافع،
وقتادة بن دعامة، وغيرهما"، وانظر "جامع التحصيل" ص (245 - 246).
والحديث في الإحسان 5/ 47 برقم (3106). =
780 -
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا بشر بن معاذ العَقَدِيّ، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، حدثني سعيد المقبري.
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَال رَسُولُ اللهِ- صلى إلا عليه وسلم-: "إذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ- أوِ الإنْسَانُ- أتَاهُ مَلَكَانِ أسْوَدَانِ أزْرَقَانِ يُقَالُ لأحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَلِلآخَرِ النَّكِيرُ، فَيَقُولانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ - صلى إلا عليه وسلم -؟ فَهُوَ قَائِلٌ مَا كَانَ يَقُولُ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِناً، قَالَ: هُوَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، أشْهَدُ أنْ لا إله إلا اللهُ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُه. فَيَقُولانِ لَهُ: إِنْ كُنَّا لَنَعْلَمُ أنَّكَ لَتَقُولُ (57/ 2) ذلِكَ. ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سبعون ذِرَاعا فِي سَبْعِينَ ذِرَاعاً، وَيُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ، فَيُقَالُ لَهُ: نمْ، فَيَنَامُ كنَوْم الْعَرُوسِ الَّذِي لا يُوقِظُهُ إلا أحَبُّ أهْلِهِ إلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ.
= وأخرجه ابن ماجه في الزهد (4272) باب: ذكر القبر والبلى في طريق إسماعيل ابن حفص الأبلي، بهذا الإسناد. وقد سقط من إسناده "جابر".
وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة": "هذا إسناد حسن إن كان أبوسفيان - واسمه طلحة بن نافع- سمعه من جابر بن عبد إلا، وإسماعيل بن حفص مختلف فيه".
"وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة برقم (867) من طريق إسماعيل بن حفص، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة برقم (866)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"
برقم (238) من طريق يوسف االصفار مولى فى أمية، حدثنا ابن عياش، بهذا
الاستاد.
وذكره صاحب كنز العمال 15/ 651 - 602 وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور.
وانظر "تحفة الأشراف" 2/ 201 برقم (2334).
ؤيشهد له حديث أبي هريرة الآتي برقم (781).
فَإنْ كَانَ مُنَافِقاً قَالَ: لا أدْرِي، كُنْتُ أسْمَعُ الناس يَقُولُونَ شَيْئاً فَكُنْتُ أقُولُهُ، فَيَقُولانِ لَهُ: إِنْ كُنَّا لَنَعْلَمُ أنَّكَ تَقُولُ ذلِكَ. ثُمَّ يُقَالُ لِلأرْضِ: الْتَئِمي عَلَيْهِ، فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ حَتَّى تَخْتَلِفَ أضْلاعُهُ، فَلَا يَزَالُ مُعَذَّباً حَتَّى يَبْعَثَهُ اللهُ تَعَالَى مِنْ مَضْجَعِهِ ذلِكَ" (1).
781 -
أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا عبد الواحد بن غياث، حدثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت محمد بن عمرو يُحدث عن أبي سلمة.
(1) إسناده صحيح، وهو في الإحسان 5/ 47 - 48 برقم (3107). وأخرجه الترمذي في الجنائز (1071) باب: ما جاء في عذاب القبر، من طريق أبي سلمة يحيى بن خلف البصري، حدثنا بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: "حديث أبي هريرة حديث حسن غريب".
وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" برقم (67، 68) من طريق بشر بن المفضل، ويزيد بن زريع قالا: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، به.
وقال أيضاً: "وفي الباب عن علي، وزيد بن ثابت، وابن عباس، والبراء بن عازب، وأبي أيوب، وأنس، وجابر، وأبي سعيد، كلهم رووا عن النبي صلى الله عليه وسلم في عذاب القبر".
وعزاه صاحب الكنز 15/ 632 - 633 برقم (4250) إلى الترمذي. وهو في "تحفة الأشراف" 9/ 475 برقم (12976). وانظر "الشريعة" للآجري (365)، والسنة لابن أبي عاصم (864) أيضاً. وجامع الأصول 11/ 176
ويشهد له حديث أَنس برقم (4300،2996) في مسند الموصلي وقد ذكرنا شاهداً للحديث المتقدم برقم (777).
كما يشهد له حديث البراء عند الطيالسي 1/ 154 برقم (743)، وأحمد 4/ 287، 295، وأبي داود في السنة (4753) باب: في المسألة في القبر وفي عذاب القبر.
وحديث ابن مسعود عند ابن أبي شيبة 3/ 337 باب: في المسألة في القبر.
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْمَيِّتَ إذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ إنَّهُ يَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ حِينَ يُوَلُّونَ (1) مُدْبِرِينَ، فَإِنْ كانَ مُؤْمِناً، كانت الصَّلَاةُ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَكانَ الصِّيَامُ عَنْ يَمِينِهِ، وَكانَتِ الزَّكاةُ عَنْ شِمَالِهِ، وَكانَ فِعْلُ الْخَيْرَاتِ: مِنَ الصَّدَقَةِ، وَالصَّلاةِ، وَالْمَعْرُوفِ، وَالإحْسَانِ إلَى النَّاسِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَيُؤتَى مِنْ قِبَلِ رَأسِهِ، فَتَقُولُ الصَّلاةُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤتَى مِنْ قِبَلِ يَسَارِهِ فَتَقُولُ الزَّكاةُ: مَا قِبَلِي مَدْخَل، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ، فَيَقُولُ فِعْلُ الْخَيْرَاتِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصَّلاةِ وَالْمَعْرُوفِ وَالإحْسَانِ إلَى النَّاسِ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ. فَيَقُولُ لَهُ: اجْلِسْ، فَيَجْلِسُ قَدْ مُثِّلَتْ لَهُ الشَّمْسُ وَقَدْ آذَنَتْ لِلْغُرُوبِ، فَيُقَالُ لَهُ: أرَأيْتُكَ هذَا الَّذِي كان قَبْلَكُمْ مَا تَقُولُ فِيهِ، وَمَاذَا تَشْهَدُ عَلَيْهِ؟. فَيَقُولُ: دَعُونِي حَتَّى أصَلِّيَ. فَيَقُولانِ: إِنَّكَ سَتَفْعَلُ، أخْبِرْنَا عَمَّا نَسْأَلُكَ عَنْهُ، أرَأيْتُكَ هذَا الرَّجُلُ الَّذِي كان قَبْلَكُمْ مَاذَا تَقُولُ فِيهِ، وَمَاذَا تَشْهَدُ عَلَيْهِ؟. قَالَ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ؟ أَشْهَدُ أنَّهُ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأنَّهُ جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ اللهِ. فَيُقَالُ لَهُ: عَلَى ذلِكَ حَييتَ، وَعَلَى ذلِكَ مِتَّ، وَعَلَى ذلِكَ تُبْعَثُ إنْ شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ أبْوَاب الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ: هذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا، وَمَا أعَدَّ اللهُ لَكَ فِيهَا، فَيَزْدَادُ غبْطًةً وَسُرُوراً. ثُمَّ يُفْتَحُ لَه بَابٌ مِنْ أبْوَابِ النَّارِ فَيُقَالُ لَهُ: هذَا مَقْعَدُكَ وَمَا أَعَدَّ اللهُ لَكَ فِيهَا لَوْ
(1) في الأصل "يولوا"، وفي الإحسان كما أثبتنا وهو الصواب. أما في (س) فهي "حتى يولوا". =
عَصَيْتَهُ، فَيَزْدَادُ غِبْطَةً وَسُروراً. ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعاً، وَيُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ، وَيُعَادُ الْجَسَدُ لِمَا بُدِىءَ مِنْهُ فَتُجْعَلُ نَسَمَتُهُ فِي النَّسِيمِ الطَّيِّب، وَهِيَ طَيْرٌ تَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ، فَذلِكَ قَوْلُهُ:{يُثَبِّتُ اللهُ الذين آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} [إبراهيم: 27] الآيَةَ.، وَإنَّ الْكَافِرَ إذَا أُتِيَ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ لَمْ يُوجَدْ شَيْء، ثُمَّ أُتِي عَنْ يَمِينِهِ فَلا يُوجَدُ شَيْء، ثُمّ أُتيَ عَنْ شِمَالِهِ فَلَا يُوجَدُ شيْء، ثُمَّ أُتِيَ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ فَلَا يُوجَدُ شيْء، فَيُقَالَ لَهُ: اجْلِسْ، فَيَجْلِسُ مَرْعُوباً خَائِفاً. فَيُقَالُ: أرَأَيْتُكَ هذَا الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ، مَاذَا تَقُولُ فِيهِ، وَمَاذَا تَشْهَدُ عَلَيْهِ؟. فَيَقُولُ: أيُّ رَجُلٍ؟، وَلا يَهْتَدِي لاسْمِهِ فَيُقَالُ لَهُ: مُحَمَّد. فَيَقُولُ: لا أدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ قَالُوا قَوْلاً، فَقُلْتُ كمَا قَالَ النَّاسُ. فَيُقَالُ لَهُ: عَلَى ذلِكَ حَيِيتَ، وَعَلَيْهِ مِتَ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَاب مِنْ أبْوَابِ (58/ 1) النَّارِ فَيُقَالُ لَهُ: هذَا مَقْعَدُكَ مِنَ النَّارِ وَمَا أعَدَّ اللهُ لَكَ فِيهَا، فَيَزْدَادُ حَسْرَةً وَثُبُوراً. ثُم يُفْتَحُ لَهُ بَاب مِنْ أبْوَابِ الْجَنةِ فَيُقَالَ لَهُ: ذلِكَ مَقْعَدُكَ وَمَا أعَدَّ الله لَكَ فِيهَا لَوْ أطَعْتَهُ. فَيَزْدَادُ حَسْرَةً وَثُبُوراً. ثُم يَضِيقُ عَلَيْه قَبْرُهُ حَتى تَخْتَلِفَ فِيهِ أضْلَاعُهُ، فَتِلْكَ الْمَعِيشَةُ الضَّنْكُ الّتِي قَالَ الله:{فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (1)[طه: 256].
(1) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو، وهو في الإحسان 5/ 45 - 46 برقم (3103).