الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ قَالَتْ (1): دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَأنَا فِي حَائِطٍ مَنْ حَوَائِطِ بَنِي النَّجَّارِ، فِيهِ قُبُور مِنْهمْ وَهُوَ يَقُولُ:"اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلِلْقَبْرِ عَذَابٌ؟ قَالَ:"نَعَمْ، إِنَّهُمْ ليُعَذَّبُونَ فِي قبورهم تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ"(2).
35 - باب زيارة القبور
788 -
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست (3)، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد الوارث، عن محمد بن جحادة، عن أبي صالح (4).
(1) أم مبشر هي بنت البراء بن معرور الأنصارية.
(2)
إسناده صحيح، وهو في الإحسان 5/ 51 برقم (3115).
وأخرجة البيهقي في "إثبات عذاب القبر" برقم (108) من طريق
…
محمد بن إسحاق الصغاني، حدثنا ابن نمير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 3/ 374 - 375 باب: في عذاب القبر ممَّ هو، وأحمد 6/ 362 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد" 3/ 56 باب: في العذاب في القبر وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".
(3)
تقدم عند الحديث السابق برقم (55).
(4)
هكذا جاء "أبو صالح" عند أحمد، وأبي داود، والنسائي، والبيهقي، والطيالسي، وابن ماجة، وابن أبي شيبة. ولم يسمه أحد منهم.
وقال ابن حبان: "أبو صالح هذا اسمه ميزان، بصري ثقة، وليس بصاحب محمد ابن السائب الكلبي".
وقال أيضاً: "أبو صالح ميزان، ثقة، وليس بصاحب الكلبي، ذاك اسمه باذام".
وقال الترمذي:"وأبو صالح هذا هو مولى أم هانئ بنت أبي طالب، واسمه: باذان، ويقال: باذام أيضاً". =
عَنِ ابْنِ عَباس قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَائِرَاتِ الْقُبُورِ وَالْمُتَّخِذَات عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ وَالسرُجَ (1).
= وقال الحاكم في "المستدرك" 1/ 374: "أبو صالح هذا ليس بالسمان المحتج به، إنما هو باذان، ولم يحتج به الشيخان، لكنه حديث متداول فيما بين الأئمة
…
... " ووافقه الذهبي على هذا.
وقال المزي في "تحفة الأشراف" 4/ 368: "باذام- ويقال: باذان- أبو صالح الكوفي، موى أم هانئ بنت أبي طالب، عن ابن عباس ...... "، وذكر هذا الحديث.
وقال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 10/ 385: "فجزم ابن حبان في الصحيح أن اسم أبي صالح هذا: ميزان".
وقال: "ولم يذكر المزي: ميزان هذا، لأنه مبني على أن أبا صالح المذكور في الحديث هو مولى أم هانئ، كما صرح بذلك في الأطراف.
ويؤيده أن علي بن مسلم الطوسي روى هذا الحديث عن شعيب، عن محمد بن جحادة: سمعت أبا صالح مولى أم هانئ، فذكر هذا الحديث.
وجزم بكونه مولى أم هانئ: الحاكم، وعبد الحق في الأحكام وابن القطان، وابن عساكر، والمنذري، وابن دحية، وغيرهم، والله تعالى أعلم".
وقال ابن حجر في "تلخيص الحبير" 2/ 137: "رواه أحمد، وأصحاب السنن، والبزار، وابن حبان، والحاكم من رواية أبي صالح، عنه- يعني: عن ابن عباس-.
والجمهور على أن أبا صالح هو مولى أم هانئ، وهو ضعيف، وأغرب ابن حبان
فقال: أبو صالح راوي هذا الحديث اسمه: ميزان، وليس هو مولى أم هانئ.
وقال الشوكاني في "نيل الأوطار" 4/ 165: "وعن ابن عباس عند أحمد،
وأصحاب السنن، والبزار، وابن حبان، والحاكم، وفي إسناده أبو صالح مولى أم هانئ، وهو ضعيف".
(1)
إسناده ضعيف، باذام أبو صالح ترجمه البخاري في الكبير 4/ 144 وقال: قال لي محمد بن بشار: ترك ابن مهدي حديث أبي صالح".
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 432: "سمعت أبي يقول: "صالح
الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به".
وأورد عن أحمد قوله: "كان عبد الرحمن بن مهدي ترك حديث أبي صالح =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= باذام". وقال النسائي: "ليس بثقة".
وقال عبد الحق في الأحكام: "أبو صالح ضعيف جداً" فأنكر عليه ابن القطان ذلك. وقال: الجوزقاني: "متروك"، وقال الأزدي:"كذاب". وقال الجوزجاني في "أحوال الرجال" ص (63): "غير محمود". وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالقوي عندهم".
وقال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 185: "يحدث عن ابن عباس ولم يسمع منه"، ثم أورد بإسناده عن ابن معين أنه قال:"كوفي، ضعيف الحديث".
وقال ابن عدي في الكامل 2/ 504: "
…
ولم أعلم أحداً من المتقدمين رضيه".
وقال ابن المديني: "سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: لم أر أحداً من أصحابنا تركه، وما سمعت أحداً من الناس يقول فيه شيئاً".
وذكره ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" ص (47) وأورد فيه ما ذكره القطان.
وقال العجلي في "تاريخ الثقات" ص (77): "
…
ثقة، وهو مولى لأم هانئ
…
". وقال ابن أبي خيثمة، عن ابن معين: "ليس به بأس". وحسن الترمذي حديثه، وصححه الحاكم.
والحديث في الإحسان 5/ 72 برقم (3169).
وأخرجهِ الترمذي في الصلاة (320) باب: ما جاء في كراهية أن يتخذ على القبر
مسجداً- ومن طريقه هذه أخرجه البغوي في "شرح السنة" 2/ 416 - 417
برقم (510) - والنسائي في الجنائز 4/ 94 - 95 باب: التغليظ في اتخاذ السرج على
القبور، من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد.
وقال الترمذي: "حديث ابن عباس حديث حسن".
وأخرجه ابن ماجة في الجنائز (1575) باب: ما جاء في النهي عن زيارة النساء القبور، من طريق أزهر بن مروان،
وأخرجه البيهقي في الجنائز 4/ 78 باب: ما ورد في نهيهن عن زيارة القبور، من طريق عفان، كلاهما حدثنا عبد الوارث، بهذا الإسناد.
وإخرجه الطيالسي 1/ 171 برقم (818) - ومن طريقه هذه أخرجه البيهقي 4/ 78 - ، وأحمد 1/ 229، 287، 324، 337، وابن أبي شيبة 3/ 344 باب: من كره زيارة القبور، وأبو داود في الجنائز (3236) باب: في زيارة النساء للقبور، =
قُلْتُ: وَأعَادَهْ بِإِسْنَادِهِ إِلَاّ أنَّهُ قَالَ:"وَالْمُتَخِذِينَ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ والسرج"(1).
789 -
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد (2)، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة. عن أبيه. عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ .. فَذَكَرَ نَحْوَهُ (3).
790 -
أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا بندار (4) -، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود، قالا: حدثنا الأسود بن شيبان، حدثنا خالد بن سُمَيْر (5)، حدثني بشير بن نهيك.
= والحاكم 1/ 374، من طريق شعبة،
وأخرجه البيهقي 4/ 78 من طريق همام، كلاهما عن محمد بن جحادة، به. وهو في "تحفة الأشراف" 4/ 368 برقم (5370). وجامع الأصول 11/ 150.
ويشهد له حديث أبي هريرة الآتي، أخرجناه في مسند أبي يعلى 10/ 314 برقم (5908) فانظره مع تعليقنا عليه.
(1)
هو في الإحسان 5/ 72 برقم (3170)، وانظر سابقه، والاعتبار للحازمي ص: 246 - 249، و"نيل الأوطار" 4/ 165.
(2)
تقدم التعريف به عند الحديث (25).
(3)
إسناده حسن، وهو في الإحسان 5/ 71 - 72 برقم (3168).
وأخرجه أبو يعلى 10/ 314 برقم (5908) من طريق شيبان، حدثنا أبو عوانة، بهذا الإسناد، وهناك استوفينا تخريجه. وانظر "تحفة الأشراف"10/ 469 برقم (14980).
(4)
هو محمد بن بشار.
(5)
سمير- بالسين المهملة مصغراً، وانظر المؤتلف والمختلف للدارقطني 3/ 1251، والإكمال 4/ 372، والمشتبه 2/ 401، وتصحيفات المحدثين 2/ 811 والتبصير لابن حجر 2/ 789.
حَدَّثَنِي بَشيرُ بْنُ الخَصَاصِيَّة- وَكَانَ اسْمَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ زَحْمٌ (1) فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا اسْمُكَ؟ ". قال: زَحْم. قَالَ: "أنْتَ بَشِيرٌ"، فَكَانَ اسْمَهُ. قَالَ: بَيْنَمَا أمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "يَا ابْنَ الخَصَاصِيَّةِ، مَا أصْبَحْتَ تَنْقِمُ (2) عَلَى اللهِ؟ ". قُلْتُ: مَا أصْبَحْتُ أنْقِمُ عَلَى اللهِ شَيْئاً، كُلَّ خَيْرٍ فَعَلَ اللهُ بِي. فَمَرَّ عَلَى قُبُورِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ:"لَقَدْ سَبَقَ هؤُلاءِ خَيْر كثِيرٌ"- ثَلاثَ مَرَّات- ثُمَّ أتَى عَلَى قُبُورِ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: "لَقدْ أدْرَكَ هؤُلاءِ خَيْراً كثِيراً".- ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَبَيْنَا، هُوَ يَمْشِي، حَانَتْ مِنْهُ نَظْرَة، فَإِذَا هُوَ بِرَجُل يَمْشِي بَيْن الْقُبُورِ وَعَلَيْهِ نَعْلانِ، فَنَادَاهُ:"يَا صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ (3)، أَلْقِ سَبْتِيَّتَيْكَ". فَنَظَرَ فَلَمَّا عَرَفَ الرجُلُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَلَعَ نَعْلَيْهِ فَرَمَى بِهِمَا (4).
(1) هو بشير بن يزيد بن معبد، وانظر "أسد الغابة" 1/ 229 - 230، والإصابة 1/ 263 - 264.
(2)
نقم- بابه: ضرب، وفهم-: عتب. وفي (س): "ما أصبحت أنتقم
…
". وانظر "مقاييس اللغة" 5/ 464.
(3)
قال ابن الأثير في النهاية 2/ 330: "السِّبت- بالكسر-: جلود البقر المدبوغة بالْقَرَظِ يتخذ منها النعال ......... يريد: يا صاحب النعلين
…
وُيروى: السِّبتيتين على النسب إلى السبت.
وإنما أمره بالخلع احتراماً للمقابر لأنه كان يمشي بينها. وقيل: لأنها كان بها قذر، أو لاختياله في مشيه". وانظر التعليق التالي.
(4)
إسناده صحيح، وهو في الإحسان 5/ 67 - 68 برقم (3160)، وعنده "خالد بن
سفيان" بدل "خالد بن سمير" وهو خطأ.
كما سقط منه "ثم أتى على قبور المسلمين فقال: لقد أدرك هؤلاء خيراً كثيراً - ثلاث مرات". =
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ مَهْدِى: كُنْتُ أكُونُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ فِي الْجَنَائِزِ فَلَمَّا بَلَغَ الْمَقَابِرَ حَدثْتُهُ بِهذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: حَديثٌ جَيد، وَرَجُلٌ ثِقَةٌ. ثُمّ خَلَعَ نَعْلَيْهِ فَمَشَى بَيْنَ الْقُبُورِ (1).
= وهو عند الطيالسي 1/ 171 برقم (820).
وأخرجه أحمد 5/ 83، والنسائي في الجنائز 4/ 96 باب: كراهية المشي بين القبور في النعال السبتية، وابن ماجة في الجنائز (1568) باب: ما جاء في خلع النعلين في المقابر، وابن أبي شيبة 3/ 396 باب: في المشي بين القبور، والحاكم 1/ 373 من طريق وكيع،
وأخرجه أحمد 5/ 83 - 84 من طريق يزيد بن هارون،
وأخرجه أحمد 5/ 84 من طريق عبد الصمد.
وأخرجه أبو داود في الجنائز (3230) باب: المشي في النعل بين القبور، والطبراني في الكبير 2/ 43 برقم (1230) والبخاري في "الأدب المفرد" برقم (775) من طريق سهل بن بكار،
وأخرجه الحاكم 1/ 373، والبيهقي 4/ 80 من طريق أبي عاصم.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" برقم (829) من طريق سليمان بن حرب، وأخرجه الطبراني في الكبير 2/ 43 برقم (1230) - ومن طريقه أورده المزي في "تهذيب الكمال" ترجمة خالد بن سمير- من طريق الحجاج بن المنهال ومسلم ابن إبراهيم، جميعهم حدثنا الأسود بن شيبان، بهذا الإِسناد.
وصححه الحاكم، ووافقه الدهبي. وانظر جامع الأصول 11/ 159.
وذكره- مختصراً- الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 398 باب: ما جاء في بشير ابن الخصاصية رضي الله عنه، وقال:"رواه أحمد، والطبراني بنحوه الله أنه قال: كل خير صنع الله لي، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير خالد بن سمير وهو ثقة". وقد تصحف فيه "سمير" إلى "شمير" وانظر التعليق التالي.
(1)
أخرجه ابن ماجة بعد الحديث (1568) بدون رقم، من طريق محمد بن بشار، بهذا الإِسناد. وانظر "تحفة الأشراف" 2/ 99 برقم (2021)، و"شرح السنة" للبغوي 5/ 413.
وقال الخطابي في "معالم السنن" 1/ 317: "قال الأصمعي السبتية من النعال ما كان مدبوغاً بالقرظ. =