الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوجه الثاني: التكرار في كلام العرب
.
لقد وقع التكرار للتأكيد في كلام العرب كثيرًا كما في قول الشاعر:
فَأَيْنَ إلَى أَيْنَ النَّجَاةُ بِبَغْلَتِي
…
أَتَاكَ أَتَاكَ اللَّاحِقُّون احْبِسِ احْبِس
وقول الآخر:
كَمْ نِعْمَةٍ كانَتْ لَكُمْ
…
كَمْ كَمْ وكم كانَتْ وَكَمْ
إلى غير ذلك ما وقع في كلامهم مما لا تأخذه الإحاطة. (1)
وقال ابن عادل: والتكرير حسن في مثل هذا، وقال الشاعر (من البسيط):
لا تَقْتُلِي مُسْلِمًا إن كُنْتِ مُسْلمَةً
…
إيَّاكِ من دمِهِ إيَّاكِ إيَّاكِ
وقال آخر (من المنسرح):
لا تَقْطَعَنَّ الصَّديقَ ما طَرَفَتْ
…
عَيْنَاكَ من قَوْلِ كَاشحٍ أشِرِ
ولا تمَلَّنَّ مِنْ زيَارتِهِ
…
زُرْهُ وَزُرْهُ وَزُرْ وَزُرْ وَزُرِ
وقال الحسين بن الفضل: التكرير طرد للغفلة، وتأكيد للحجَّة. (2)
قال الفراء: إن القرآن نزل بلغة العرب ومن عادتهم تكرار الكلام للتأكيد والإفهام فيقول المجيب: بلى بلى، الممتنع: لَا لا، وعليه قوله تعالى:{كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4)} ، وأنشد قوله (من الطويل):
كائن وكم عندي لهم من صنيعة
…
أيدي سنوها عليّ وأوجبوا
وقوله (من الرجز):
نعق الغراب ببين ليلى غدوة
…
كم كم وكم بفراق ليلى ينعق
وهو كثير نظمًا ونثرًا. (3)
الوجه الثالث: وسائل التكرار
.
(1) كتاب الصناعتين للعسكري (1/ 60)، وخزانة الأدب للبغدادي (5/ 156).
(2)
تفسير اللباب (15/ 37).
(3)
روح المعاني (30/ 251).