الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في لُجة الخلاف بين اليهود والنصارى، وهذا غاية ما يمكن أن يعبر به ورقة عن يقينه بإلهية رسالة محمد صلى الله عليه وسلم (1).
الوجه الثاني:
ذكرنا في المطلب الأول وهو (حياة ورقة بن نوفل ومراحلها): حيث إن ورقة عندما رجع من الشام إلى مكة ظل فترة وجيزة لا تتجاوز ثلاث سنوات حتى أتته المنية، وقبل وفاته قد عمي بصره، فأين الفترة التي بشر فيها بالنصرانية حتى أصبح القسيس المعظم لدى مكة، الذي يُطاع فيما أمر؟ !
الوجه الثالث:
هناك من العلماء من له وجهة أخرى في أمر نصرانية ورقة، فيقول: إن نصرانيته لم تكن بكهنوت يتبعه كما يلتزم النصارى بطقوسهم باختلاف طوائفهم، ولم يلتزم الكنائس والأديرة، فكم ممن يقرأ كتبًا لديانة ما وربما اتَّبع بعض ما فيها، ولكنه يتوقف في أمور كثيرة منها، وأن الأدلة من السنة التي تشير إلى أنه كان نصرانيًا إن هذا فيما يبدو لأهل مكة؛ لأنهم عندهم من ترك دينهم والتمس أي دين فينسبونه إلى هذا الدين الذي التمسه سواء أكان لم يقتنع تماما به أو غير ذلك، فقد تكون نسبة اتباعه لهذا الدين الجديد ضئيلة، ولكن لأنه بمجرد أنه ترك دينهم فقد صَبِئ، أما الأدلة التي تشير إلى أنه استحكم في النصرانية فهي ضعيفة.
أدلة هؤلاء العلماء:
أولًا: قولُ "ابن مَنِّ الله" في حديقة البلاغة في رده على ابن غرسية: وكانت فيهم (أي: العرب) الملّة الحنيفية الإسلامية، والشريعة الإبراهيمية، ومن أهلها كان قس بن ساعدة الإيادي، وورقة بن نوفل، وزيد بن عمرو من بني عدى (2).
فقالوا: من هذا النص يتضح لنا أن ورقة كان على دين إبراهيم عليه السلام.
ثانيًا: لشرح الروايات التي أتت في أمر تَنَصُر ورقة:
(1) وحي الله حقائقه وخصائصه (88: 90).
(2)
نوادر المخطوطات (1/ 327).
روى البخاري في صحيحه بخصوص ورقة بن نوفل: كان امرءًا تنصّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمى (1).
وأخرجه البخاري في كتاب الأنبياء بلفظ: وكان رجلًا تنصر يقرأ الإنجيل بالعربية (2).
وقال ابن إسحاق في السيرة: فأما ورقة بن نوفل فاستحكم في النصرانية، واتبع الكتب من أهلها، حتى علم علمًا من أهل الكتاب (3).
وفي تاريخ الطبري: وكان ورقة قد تنصر، وقرأ الكتب، وسمع من أهل التوراة والإنجيل (4).
قالوا: هل تدل هذه الروايات على أن ورقة كان راهبًا ومهرطقًا وصاحب كنيسة. . . إلخ؟ ! بالطبع لا.
يقول د. عويد المطرفي: فإن كان قد تنصر، ففي أي المدارس؟ وكم دام تحصيله لها؟
ونحن إذا طلبنا إجابات عن هذه الأسئلة المُلحّة التي طرحناها بشأن ما تنسبه الروايات الحديثية والتاريخية إلى ورقة بن نوفل من الدخول في النصرانية، والاستحكام فيها، واتباع كتبها من أهلها في الجاهلية، لم نجد لأي من هذه الأسئلة جوابًا محددًا ولا غير محدد يوضح متى تنصّر ورقة بن نوفل؟ ولا كيف تنصر؟ كما لم يُذكر في أي من هذه الروايات، ولا في غيرها من الأخبار الصحيحة الإسناد، ولا غير الصحيحة مَنْ دعاه إلى الدخول في النصرانية، بل لم يكن أبدًا أن أحدًا من الناس دعاه إلى الدخول في النصرانية ولا رَغّبَهُ فيها، وحبّبَهُ فيها، ولا كيف تعلمها، ولا ذكرت أسماء أشخاصٍ لا معروفين ولا غير معروفين تلقّاها عنهم، ولا شيوخ لا من الرهبان ولا ممن هم دونهم درسها عليهم، أو سمع أخبارها منهم.
كما لم يُذكر في هذه الروايات، ولا في غيرها اسمٌ لبلدٍ تعلم فيه ورقة بن نوفل النصرانية
(1) صحيح البخاري (3)، ومسلم (160، 252).
(2)
صحيح البخاري (3212).
(3)
سيرة ابن هشام (1/ 243).
(4)
تاريخ الطبري (2/ 302).
لا مدرسة، ولا معهد، ولا كنيسة، ولا أي مؤسسة من مؤسسات النصارى التي كانوا ينشرون نصرانيتهم من خلالها (1).
ثالثا: ويجيبون على قول القائل: فما معنى الروايات المذكورة في البخاري وغيره أن ورقة تنصر واستحكم في النصرانية؟
فيُجيب د. عويد المطرفي إذ يقول: قول الرواية (تنصر في الجاهلية) لا ينهض دليلًا قاطعًا ولا شبه قاطع على تديّنه بالنصرانية، لا من قريب ولا من بعيد لأمور منها:
1 -
أن الإخبار عنه بالتنصر إخبار باعتناق دين النصرانية، وهي انتماء ديني، وأمر عقدي، وكلاهما فعل قلبي لا يتأكد إلا بأمور منها:
أهمها: التصريح الحقيقي في حال اليسر والعسر ممن نُسب إليه ذلك الانتماء والاعتقاد بأنه قد دان بذلك الدين أو المذهب الذي دان بدين من الأديان التي كان الناس يدينون بها في حياته وبعد مماته حتى وقتنا الحاضر، والمعلوم المعروف من ورقة بن نوفل أنه لم يُصرح في يوم من الأيام أنه يدين بالنصرانية؛ بل على العكس من ذلك كان يصرح بأنه على الحنيفية فإن ديدنه وهِجِّيراه في حياة صديقه ونديمه زيد بن عمرو بن نفيل، وبعد مماته أن يقول: إلهى إله زيد وديني دين زيد.
بل إن مما يدل على بُعد ورقة بن نوفل عن النصرانية أنه حين ذكر لخديجة بنت خويلد رضي الله عنها تصديقه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفرحه بمبعثه، واستبشاره به أيما استبشار - فإنه لم يذكر عيسى ابن مريم في الروايات الصحيحة في البخاري ومسلم - رحمهما الله - الذي جاء بالنصرانية فلم يقل: هذا هو الناموس الذي نزَّل الله على عيسى عليه السلام مثلًا؛ بل قال: (هذا هو الناموس الذي نزّل الله على موسى)(2). مما يدل على أن استحضار قلبه لذكر موسى أسرع من استحضاره لذكر عيسى عليهما الصلاة والسلام.
(1) ورقة بن نوفل في بطنان الجنة (58، 59) صادر عن رابطة العالم الإسلامي.
(2)
البخاري (3212)، مسلم (252).
ولم يُعلم لورقة بن نوفل كلمة واحدة في الدفاع عن النصرانية، ولا عن رجالها، ولا في الدعوة إليها، ولا في ترغيب أحد فيها، وهذا يدل على أنه لا علاقة بينه وبينها ولا صلة له بها ولا برجالها، ولا بالبلدان التي تنتشر فيها هذه الديانة الغريبة عنه وعن أسرته وعشيرته، وبلده، وقومه القرشيين. ولا رأوا له مكانًا يرتاده يُشبه معابد النصارى، لا في بيته الذي كان يقع تحت أنظار عموم الناس من أهل مكة وغيرهم غربي الكعبة بينه وبينها تسعة أذرع، تفيء الكعبة على دارهم بالضحى، وتفيء دارهم على الكعبة بالعشي، حتى إن الدوحة التي كانت في دارهم ربما تعلّق بعض أفنانها بأثواب بعض الطائفيين بالكعبة لقرب دارهم منها (1). ولا رأوا له شيئًا من ذلك - أيضًا - في بلده مكة؛ لا في جبالها، ولا في كهوفها مع سعتها وكبر مساحتها، وتوفر كل ذلك فيها لو أراد عمل شيء منه (2).
رابعًا: ويجيبون عن رواية (استحكم في النصرانية)، يقول الدكتور المطرفي:
إنها مردودة من وجهين:
1 -
أنها لم تثبت بإسناد صحيح، بل لم يذكر ابن إسحاق في السيرة لها أصلًا.
2 -
على فرض أن ورقة بن نوفل استحكم في النصرانية فليس معنى استحكامه فيها أنه قد دان بها، بل معناه أنه علمها حق العلم بها، وعرف حقائقها، وأسرارها وتاريخها بأخذ كُتبها من أهلها.
وإن لم يفعل ذلك لقيل - جدلًا -: إنه لم يطلع حق الاطلاع على النصرانية، بل إنه هو قد تحدثه نفسه بأن النصرانية المعاصرة له قد تكون على شيء من التوحيد الذي يبحث عنه هو، وزملاؤه الآخرون، ولكنه لرجاحة عقله، وقوة فهمه وحسن تبصّره في أمره، وتحققه في بحثه عن الحنيفية ملة أبيه إبراهيم حصل على كتب أهل الكتاب من أهلها، فرأى - بلا ريب - أن النصرانية ليست على شيء من دين إبراهيم دين التوحيد الخالص لله تعالى، فهل يعقل أن يُقال: إن ورقة بن نوفل بعد اطلاعه على كتب النصرانية تلك وتحققه مما فيها من
(1) أخبار مكة للفاكهي (3/ 307).
(2)
ورقة بن نوفل في بطنان الجنة (66)؛ صادر عن رابطة العالم الإسلامي.
تناقضات وتحريفات ووثنية الثالوث قد رضيها دينا لنفسه، وهو الذي رفض الوثنية من أصلها بما فيها من فكرة تعدد الآلهة؟ ! . (1)
ويعقب الدكتور المطرفي شارحًا موضوع (استحكم في النصرانية):
(هناك الكثير من الرهبان ومن هم في معناهم من أهل النصرانية اليوم يحفظون القرآن الكريم، لا ليدينوا به، ولا ليتبعوا أحكامه، وشرائعه، وآدابه؛ بل لأغراض أخرى انطوت عليها أنفسهم، وقلوبهم الحاقدة على الإسلام، والمسلمين، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجه خاص.
فهل يقال: إنهم باستحكامهم في حفظ القرآن ومعرفة الشرائع، وتاريخه قد دانوا بالإسلام؟ هذا ما لم يقل به أحد لا منَّا ولا منهم (2).
خامسًا: تفسيرهم لكلمة: قس.
وحتى لا يستشكل أحد ويقول لقد ذكر ابن القيم أن ورقة (قس)، فإننا نقول: إن قس لا تعني نصراني، وإنما تعنى: تتبع الشيء وتطلّبه، والقُسس: هم العقلاء، والساقة الحذاق (3).
سادسًا: ورقة هناك مَنْ عدَّه مِن الصحابة.
فقد ذكره الطبري، وابن قانع، وابن السكن، وغيرُهم في الصحابة، وقال الحافظ العراقي:"ينبغي أن يقال: إن أول مَن آمن من الرجال ورقةُ بن نوفل، لحديث الصحيحين في بدء الوحي"(4). ومن الأدلة على ذلك:
1 -
أن ورقة بن نوفل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (إن يدركني يومُك أنصرك نصرًا مؤزرًا).
قال الحافظ ابن كثير: فإن مثل هذا الذي صدر عنه تصديق بما وجد، وإيمان بما حصل من الوحي ونية صالحة للمستقبل (5).
(1) ورقة بن نوفل في بطنان الجنة 70، 71؛ صادر عن رابطة العالم الإسلامي.
(2)
ورقة بن نوفل في بطنان الجنة 73؛ صادر عن رابطة العالم الإسلامي.
(3)
معجم مقاييس اللغة (5/ 9)، لسان العرب (6/ 174)، والقاموس المحيط (729).
(4)
ينظر تدريب الراوي (2/ 229).
(5)
البداية والنهاية (3/ 9).
وقال ابن حجر: فهذا ظاهره أنه أقر بنبوته.
وقال أبو زرعة العراقي: قَالَ وَالِدِي رحمه الله فِي نُكَتِ ابْنِ الصَّلَاحِ: يَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ: إنَّ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ مِنْ الرِّجَالِ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ لِهَذَا الْحَدِيثِ، فَإِنَّ فِيهِ أَنَّ الْوَحْيَ نَزَلَ فِي حَيَاةِ وَرَقَةَ، وَأَنَّهُ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ، وَذَكَرَهُ فِي الصَّحَابَةِ أَبُو عَبْدِ الله بْنُ مَنْدَهْ؛ وَقَالَ: اخْتُلِفَ فِي إسْلَامِهِ قَالَ وَالِدِي: وَمَا تَقَدَّمَ مِنْ الْأَحَادِيثِ يَدُلُّ عَلَى إسْلَامِهِ (1).
2 -
وعن الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: (سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ وَرَقَةَ فَقَالَ: أَبْصَرْته فِي بُطْنَانِ الْجَنَّةِ عَلَيْهِ السُّنْدُسُ)(2).
3 -
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا ورقة فإني رأيت له جنة أو جنتين (3).
4 -
عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: "كان ورقة بن نوفل يمر ببلال وهو يعذب على الإسلام، وهو يقول: أحد أحد، فيقول ورقة: أحد أحد والله يا بلال (4).
(1) طرح التثريب 5/ 220.
(2)
رواه أبو يعلى (2047)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (602)، قال الألباني: إسناده حسن.
(3)
أخرجه الحاكم (4211) وقال: صحيح على شرط الشيخين، وابن عساكر (63/ 24)، وأخرجه أيضًا: الديلمي (7297). قال البوصيري: رُوي من حديث عائشة مرفوعًا بسند صحيح؛ إتحاف الخيرة المهرة 1/ 15، قال الألباني:(صحيح)؛ صحيح الجامع (7320).
(4)
رواه البيهقي في شعب الإيمان 1582، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 148، وذُكر في سيرة ابن هشام 1/ 317، ورواه الذهبي بإسناده عن هشام؛ (انظر سير أعلام النبلاء 1/ 128 ترجمة: سعيد بن زيد)، وذكره السهيلي في الروض الأنف 2/ 83.
وإن ترجيح الذهبي أقوى من ترجيح ابن حجر في مسألة وفاة ورقة قبل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للإسلام، فلقد قال الحافظ ابن حجر:"وهذا مرسل جيد يدل على أن ورقة عاش إلى أن دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام حتى أسلم بلال"؛ الإصابة في تمييز الصحابة (6/ 607)، وقد رجحنا قول الذهبي؛ لأنه مرسل كما قال ابن حجر، وأنه معارض لروايات أخرى صحيحة قد ذكرناها في هذا البحث، فإنه يُرجح ما في الصحيح لأن ما في الصحيح أصح، ويقال: يكفي في إيمانه وتصديقه ما جاء في الصحيح كما تقدم عن الحافظين ابن كثير وابن حجر، وإن كان هناك محاولة للجمع بين هذه الروايات المتعارضة لكن لا يسلم هذا الجمع من انتقاضات. فلقد قال ابن حجر: "فلعل الراوي لم يحفظ لورقة ذكرًا بعد ذلك في أمر من الأمور فجعل هذه القصة انتهاء أمره بالنسبة إلى علمه لا إلى ما هو الواقع؛ فتح الباري (1/ 27).
وهذا الأثر وإن كان يدل على إسلام ورقة ولكنه لا يصح سندًا ولا متنًا.
قال الذهبي: هذا مرسل، وورقة لو أدرك هذا لعد من الصحابة، وإنما مات الرجل في فترة الوحي بعد النبوة وقبل الرسالة كما في الصحيح (1).
5 -
حديث عائشة رضي الله عنها: أَنَّ خَدِيجَةَ سَأَلَتْ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَن وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ فَقَالَ: "قَدْ رَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ فَرَأَيْتُ عَلَيْهِ ثِيَابُ بَيَاضٍ فَأَحْسِبُهُ لَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ثِيَابَ بَيَاضٍ"(2).
قوله: لقد رأيت القس في الجنة عليه ثياب الحرير؛ لأنه آمن بي وصدقني، وفي هذا الإسناد انقطاع.
وقد ألف أبو الحسن برهان الدين إبراهيم البقاعي الشافعي تأليفًا في إيمان ورقة بالنبي وصحبته له.
قال البغدادي: ولقد أجاد في جمعه وشدد الإنكار على من أنكر صحبته، وجمع فيه الأخبار التي نقلت عن ورقة رضي الله عنه بالتصريح بإيمانه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وسروره بنبوته، والأخبار الشاهدة له بأنه في الجنة (3).
ولعل في قصة ورقة والرسول صلى الله عليه وسلم ما يدلل على أن ورقة كان مسلمًا، إذ قد سأل ورقة للرسول عن أمر الوحي: يابن أخي ماذا ترى؟ ، فأخبره الرسول صلى الله عليه وسلم خبر ما رأي، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزّل الله على موسى، ياليتني فيها جذعًا، ليتني أكون حيًا إذ يخرجك قومك.
يعلق الدكتور المطرفي على هذا الحديث ودلالته بما يلي:
أولًا: إن ورقة بن نوفل قد عرف مما أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم به أنه صلى الله عليه وسلم، وهو الرسول الذي أخبره علماء أهل الكتاب في بحثه عن الملة الحنيفية هو وزيد بن عمرو بن نفيل أنه قد أظل زمانه، وأن ما نزّل الله عليه هو الناموس الذي نزّله الله على موسى عليه السلام.
(1) سير أعلام النبلاء 1/ 128؛ ترجمة: سعيد بن زيد.
(2)
أخرجه الإمام أحمد في المسند 6/ 65، قال ابن كثير في السيرة النبوية 1/ 397:"وهذا إسناد حسن، لكن رواه الزهري وهشام عن عروة مرسلًا".
(3)
خزانة الأدب (3/ 391).