الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شبهة: دور أخت ورقة بن نوفل لتنصير عبد الله بن عبد المطلب والد النبي صلى الله عليه وسلم
-.
نص الشبهة:
إن عبد الله أَبا النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بأُختِ ورَقَةَ بن نَوْفَلٍ، وهي تَنْظُرُ وتَعْتافُ فرأَتْ في وجهه نُورًا فدعته إِلى أَن يَسْتَبْضِعَ منها وتُعْطِيَهُ مائةً من الإِبل فأَبى.
فهذا دليل على استمالة ورقة بن نوفل لأخته لإعداد النبي محمد.
الرد على الشبهة:
الوجه الأول: ذكر روايات القصة:
1 -
قال الطبري: حدثني على بن حرب الموصلي، قال حدثنا محمد بن عمارة القرشي، قال: حدثنا الزنجي بن خالد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: خرج عبد المطلب بعبد الله ليزوجه، مر به على كاهنة من خثعم يقال لها فاطمة بنت مر، متهودة من أهل تبالة قد قرأت الكتب، فرأت في وجهه نورًا، فقالت له: يا فتى، هل لك أن تقع عليَّ الآن وأعطيك مائة من الإبل، فقال: أما الحرام فالممات دونه، والحل لا حل فأستبينه، فكيف بالأمر الذي تبغينه؟ ! ثم قال: أنا مع أبي ولا أقدر أن أفارقه، فمضى به فزوجه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، فأقام عندها ثلاثًا ثم انصرف، فمر بالخثعمية فدعته نفسه إلى ما دعته إليه، فقال لها: هل لك فيما كنت أردت؟ فقالت: يا فتى، إني والله ما أنا بصاحبة ريبة، ولكني رأيت في وجهك نورًا فأردت أن يكون فيَّ، وأبى الله إلا أن يجعله حيث أراد فما صنعت بعدي؟ قال: زوجني أبي آمنة بنت وهب، فأقمت عندها ثلاثًا فأنشأت فاطمة بنت مر تقول:
إني رأيت محيلة لمعت
…
فتلألأت بحناتم القطر
فلمأتها نورًا يضيء له
…
ما حوله كإضاءة البدر
فرجوتها فخرًا أبوء به
…
ما كل قادح زنده يورى
يورى لله ما زهرية سلبت
…
ثوبيك ما استلبت وما تدرى
وقالت أيضًا:
بني هاشم قد غادرت من أخيكم
…
أمينة إذ للباه يعتركان
كما غادر المصباح عند خموده
…
فتائل قد ميهت له بدهان
وما كل ما يحوي الفتى من تلاده
…
لعزم ولا ما فاته لتوان
فأجمل إذا طالبت أمرًا فإنه
…
سيكفيكه جدان يعتلجان
سيكفيكه إما يد مقفعلة
…
وإما يد مبسوطة ببنان
ولما حوت منه أمينة ماحوت
…
حوت منه فخرًا ما لذلك ثان (1)
2 -
عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: ثم انصرف عبد المطلب آخذًا بيد عبد الله، فمر به فيما يزعمون على امرأة من بني أسد بن عبد العزى بن قصي، وهي عند الكعبة، فقالت له حين نظرت إلى وجهه: أين تذهب يا عبد الله؟ فقال: مع أبي، قالت: لك عندي من الإبل مثل التي نحرت عنك، وقَعْ عليَّ الآن فقال لها: إن معي أبي الآن؛ لا أستطيع خلافه ولا فراقه، ولا أريد أن أعصيه شيئًا، فخرج به عبد المطلب حتى أتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة؛ ووهب يومئذ سيد بني زهرة نسبًا وشرفًا، فزوجه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسبًا وموضعًا، وهي لبرة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، وأم برة: أم حبيب بنت أسد بن عبد العزى بن قصي، وأم حبيب بنت أسد: لبرة بنت عوف بن عبيد؛ يعني: ابن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي. قال: وذكروا أنه دخل عليها حين ملكها مكانه، فوقع عليها عبد الله، فحملت برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ثم خرج
(1) إسناده ضعيف. أخرجه الطبري في تاريخه 2/ 6، وأبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي في عيون الأثر 1/ 75، السيرة لابن كثير 1/ 204 كلاهما عن علي بن حرب به. قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي: تفرد به محمد بن عمارة القرشي عن مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس.
الإرشاد في معرفة علماء الحديث لأبي يعلى الخليلي 2/ 24. ومحمد بن عمارة القرشي: ثقة؛ مسلم بن خالد الزنجي: ضعفه أبو داود وغيره؛ تهذيب الكمال، الجرح والتعديل (2664).
وابن جريج لم يسمع من عطاء، وإن قيل: إن إسناد ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: في صحيح البخاري، قيل له؛ لأن البخاري اشترط السماع، فقد تخير رواية المدلسين عن مشايخهم، فتخير الروايات التي سمعوها منهم حتى ولو ذكروها بالعنعنة - فأثبتها وترك الروايات التي لم يسمعوها.
من عندها حتى أتى المرأة التي قالت له ما قالت، وهي أخت ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى وهي في مجلسها، فجلس إليها، وقال لها: ما لك لا تعرضين علي اليوم مثل الذي عرضت أمس؟ فقالت: قد فارقك النور الذي كان فيك، فليس لي بك اليوم حاجة، وكانت فيما زعموا تسمع من أخيها ورقة بن نوفل، وكان قد تنصر واتبع الكتب؛ يقول: إنه لكائن في هذه الأمة نبي من بني إسماعيل، فقالت في ذلك شعرًا، واسمها أم قتال بنت نوفل بن أسد:
آلآن وقد ضيعت ما كنت قادرًا عليه
…
وفارقك الذي كان جاءكا
غدوت عليّ حافلًا قد بذلته
…
هناك لغيري فالحقن بشانكا
ولا تحسبني اليوم خلوًا وليتني
…
أصبت جنينًا منك يا عبد داركا
ولكن ذاكم صار في آل زهرة
…
به يدعم الله البرية ناسكا
وقالت أيضًا:
عليك بآل زهرة حيث كانوا
…
وآمنة التي حملت غلاما
ترى المهدي حين ترى عليه
…
ونورا قد تقدمه أماما
وذكرت أبياتًا، وقالت فيها:
فكل الخلق يرجوه جميعًا
…
يسود الناس مهتديًا إماما
براه الله من نور صفاء
…
فأذهب نوره عنا الظلاما
وذلك صنع ربك إذ
…
حباه إذا ما سار يوما أو أقاما
فيهدي أهل مكة بعد كفر
…
ويفرض بعد ذلكم الصياما
قلت: وهذا الشيء قد سمعته من أخيها في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أن كانت أيضًا امرأة عبد الله مع آمنة (1).
3 -
قال ابن إسحاق: اصرف عبد المطلب آخذًا بيد عبد الله، فمرَّ به - فيما يزعمون - على امرأةٍ من بني أسد ابن عبد العزى بن قصي، وهي عند الكعبة، فقالت له حين نظرت
(1) دلائل النبوة للبيهقي 1/ 32، السيرة النبوية لابن كثير 1/ 176، وإسناده معضل ابن إسحق لم يدرك القصة.
إلى وجهه - فيما يذكرون -: أين تذهب يا عبد الله؟ قال: مع أبي، قالت: لك عندي مثل الإبل التي نحرت عنك وقَعْ عليَّ الآن، فقال: إن معي أبي الآن؛ ولا أستطيع خلافه ولا فراقه، ولا أريد أن أعصيه شيئًا، فخرج به عبد المطلب حتى أتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة، ووهب يومئذٍ سيد بني زهرة نسبًا وشرفًا، فزوجه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسبًا وموضعًا، وهي لبرة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، وأم برة: أم حبيب بنت أسد بن عبد العزى بن قصي، وأم حبيب بنت أسد لبرة بنت عوف بن عبيد بن كعب بن لؤي.
قال ابن إسحاق: فذكروا أنه دخل عليها حين مَلَكها مكانه، فوقع عليها عبد الله، فحملت برسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج من عندها حتى أتى المرأة التي قالت له ما قالت؛ وهي أخت ورقة بن نوفل ابن أسد بن عبد العزى؛ وهي في مجلسها، فجلس إليها، وقال: مالك لا تعرضين عليَّ اليوم مثل الذي عرضت عليَّ أمس؟ قالت: فارقك النور الذي كان فيك، فليس لي بك اليوم حاجة.
قال ابن إسحاق: وكانت فيما ذكروا تسمع من أخيها ورقة بن نوفل، وكان قد تنصر واتبع الكتب، ويقول: إنه لكائن في هذه الأمة نبي من بني إسماعيل، فقالت في ذلك شعرًا، واسمها أم قبال ابنة نوفل بن أسد، كذا قال: أم قبال:
الآن وقد ضيعت ما كنت قادرًا
…
عليه وفارقك الذي كان جابكا
غدوت عليَّ حافلًا قد بذلته
…
هناك لغيري فالحقن بشأنكا
ولا تحسبني اليوم جلوا وليتني
…
أصبت حبيبًا منك يا عبد داركا
ولكن ذاكم صار في آل زهرة
…
به يدعم الله البرية ناسكا
فأجابها عبد الله فقال:
تقولين قولًا لست أعلم ما الذي
…
يكون وما هو كائن قبل ذلك
فإن كنت ضيعت الذي كان بيننا
…
من العهد والميثاق في ظل دارك
فمثلك قد أصبت عند كل حله
…
ومثلي لا يستام عند الفوارك
فقالت له أيضًا أم قبال:
عليك بآل زهرة حيث كانوا
…
وآمنة التي حملت غلاما
يرى للمهدي حين يرى
…
عليه ونور قد تقدمه أماما
فيمنع كل محصنة حر يد
…
إذا ما كان مرتديًا حساما
وتحقره الشمال وبان منها
…
رياح الجدب تحسبه قتاما
فأنجبه ابن هاشم غير شك
…
وءادته كريمته هماما
فكل الخلق يرجوه جميعًا
…
يسود الناس مهتديًا إماما
براه الله من نور مصفي
…
فأذهب نوره عنا الظلاما
وذلك صنع ربك إذ حباه
…
إذا ما سار يومًا أو أقاما
فيهدي أهل مكة بعد كفر
…
ويفرض بعد ذلكم الصياما
وقال عبد المطلب:
دعوت ربي مخفيًا وجهرا
…
أعلنت قولي وحمدت الصبرا
يا رب لا تنحر بني نحرًا
…
وفاده بالمال شفعًا ووترا
أعطيتك من كل سوام عشرًا
…
أو مائة دهما وكمتا وحمرا
معروفة أعلامها وصحرا
…
لله من مالي وفاء ونذرا
عفوا ولم تشمت عيونًا خزرا
…
بالواضح الوجه المزين عذرا
فالحمد لله الأجل شكرا
…
أعطاني البيض بني زهرا
ثم كفاني في الأمور أمرا
…
قد كان أشجاني وهد الظهرا
فلمست والبيت المغطى سترا
…
واللات والركن المحاذى حجرا
منك لأنعمك إلهي كفرا
…
ما دمت حيًا وأزور القبرا (1)
4 -
قال الزبير: وكان عبد الله أحسن رجل مرئي في قريش قط، وكان أبوه عبد المطلب قد مرَّ به فيما يزعمون على امرأة من بني أسد بن عبد العزى، وهي أخت ورقة بن نوفل وهي عند الكعبة فقالت له: أين تذهب يا عبد الله؟ قال: مع أبي قالت: لك مثل الإبل التي نحرت عنك - وكانت مائة - وقَعْ علي الآن قال: أنا مع أبي، ولا أستطيع خلافه ولا فراقه وأنشد بعض أهل العلم في ذلك لعبد الله بن عبد المطلب:
أما الحرام فالممات دونه
…
والحل لا حل فأستبينه
فكيف بالأمر الذي تبغينه
…
يحمي الكريم عرضه ودينه (2)
5 -
عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني والدي إسحاق بن يسار، قال: حدثت أنه: "كان لعبد الله بن عبد المطلب امرأة مع آمنة بنت وهب بن عبد مناف، فمر بامرأته تلك وقد أصابه أثر من طين عمل به، فدعاها إلى نفسه، فأبطأت عليه لما رأت من أثر الطين، فدخل، فغسل عنه أثر الطين، ثم دخل عامدًا إلى آمنة، ثم دعته صاحبته التي كان أراد إلى نفسها، فأبى للذي صنعت به أول مرة، فدخل على آمنة، فأصابها، ثم خرج، فدعاها إلى نفسه، فقالت: لا حاجة لي بك، مررت بي وبين عينيك غرة، فرجوت أن أصيبها منك، فلما دخلت على آمنة ذهبت بها منك. قال ابن إسحاق: فحدثت أن امرأته تلك كانت تقول: مر بي وإن بين عينيه لنورًا مثل الغرة، ودعوته له رجاء أن يكون لي، فدخل على آمنة، فأصابها، فحملت برسول الله صلى الله عليه وسلم"(3).
الوجه الثاني: كيف يليق بالقس أن يُحَفِز أخته أن تزني بعبد الله والد محمد؟ !
(1) السيرة النبوية لابن إسحاق (1/ 8)، تاريخ الرسل والملوك 1/ 367، ذكره الواقدي (1/ 35).
(2)
عيون الأثر 1/ 75، والسيرة لابن كثير 1/ 204.
(3)
دلائل النبوة للبيهقي (23)، سيرة ابن هشام 1/ 156.
ويبدو من بعض النصوص السابقة أنها كانت من بغايا المعابد الوثنية كما في هذه الرواية: (قد مر به فيما يزعمون على امرأة من بني أسد بن عبد العزى وهي أخت ورقة بن نوفل وهي عند الكعبة فقالت له: أين تذهب يا عبد الله؟ قال: مع أبي، قالت: لك مثل الإبل التي نحرت عنك - وكانت مائة - وقَعْ علي الآن (1).
فهذه الرواية توضح جرأتها الشنيعة بأنها طلبت منه الزنا وهي عند الكعبة، وهذا الأمر لا تفعله إلا امرأة قد استحلَّت الزنا فصارت لا تعبأ بالوقوع فيه حتى ولو كانت عند الكعبة.
الوجه الثالث: فبافتراض أن عبد الله استمع لأمر أخت ورقة وجامعها لإنجاب محمد، فهل يليق برجل يؤهله ورقة لأمر النبوة أن يكون قد أتى من سفاح؟ ! وكيف يليق هذا بامرأة كانت تقرأ الكتاب المقدس، وتأتمر بأمر القس، وتدَّعي أنها من الراهبات المتطلعات لظهور نبي آخر الزمان؟ !
فإحدى الروايات تقول: (مر به على كاهنة من أهل تبالة متهودة قد قرأت الكتب)(2).
كيف يليق بها أن تُعَرِّض نفسها للزنا؟ أهذا من تعاليم الكتاب المقدس وتطبيق محكم لنشيد الإنشاد؟ !
فالواضح من الرواية أنها طلبت من عبد الله الفاحشة فأبى، وفي اليوم التالي عرض هو عليها فأبت، وعللت إباءها بأن النور الذي كان في وجهه قد زال، وفي هذا اتهام لعبد الله، وفلسفة للفاحشة بأنها كانت رغبة في النور! وليس نور النبوة إفراز عضو ولا إشراقة وجه! والرواية ظاهرة الاختلاق، وهي ذم في صورة مدح، هذا وقد جاء بعدُ أنها طلبت منه الزواج.
الوجه الرابع: النص يوضح أن والد محمد بعد ما فرغ من جماع آمنة، رجع لأخت ورقة، ألم يكتفِ بالجماع من سيدة قريش؟ أيرضى بالدون بعد ما شَرُف بزواجه منها؟ ! فهذا لا يليق برجل يتفطن فيه ورقة أنه سيكون والد نبيه، والعجيب أن رواية تصفه بأنه يتعفف عن الزنا، ورواية أخرى تدل على أنه ما منعه عن الزنى إلا لوجود عبد المطلب معه.
(1) عيون الأثر 1/ 75، السيرة لابن كثير 1/ 204.
(2)
عيون الأثر 1/ 75، السيرة لابن كثير 1/ 204.
الوجه الخامس: فهذه الروايات السابقة تدحض ما يدَّعيه النصارى من قداسة القس ورقة وأخته، فتدل بصراحة أن هناك قاعدة لديهما وهي الغاية تبرر الوسيلة، ففِعل الزنا طالما أنه يهدف لغاية حميدة فلا بأس به، وهذا ما لا يرضاه كل عاقل من النصارى فضلًا عن قساوستهم، فلا يَشرُف لهم أن يدَّعو بأن دعوة ورقة دعوة مسيحية.
الوجه السادس: وهو الاختلاف في اسم المرأة التي دعت عبد الله لنفسها، فهناك رواية تذكر أنها كاهنة من أهل تبالة متهودة يقال لها: فاطمة بنت مر الخثعمية (1).
الوجه السابع: مسألة النور الذي رأته أخت ورقة، لماذا لم تره أخريات من الراهبات في مكة؟ فأنتم تدَّعون أن مكة كانت معقلًا للنصارى، وكان منهم من علم باقتراب ظهور النبي الخاتم، وكان من الطبيعي أن يتفرسوا أهل مكة واحدًا واحدًا.
الوجه الثامن: من الواضح أن عبد المطلب لم يكن متواطئًا مع ورقة كما تدعون، أو أن عبد المطلب كان نصرانيًا أو كان على علاقة وطيدة مع النصارى، فالسؤال: لماذا لم يُحرِّض عبد المطلب ابنه عبد الله على الزواج من أخت ورقة، كما ادعيتم أن أبا طالب حرَّض محمدًا للزواج من خديجة، وذلك كله لكي يتم الهدف المنشود وهو النبوة؟
الوجه التاسع: وعلى افتراض صحة رواية طلب المرأة الفاحشة من والد النبي، فنقول كما قال ابن كثير: وهذه الصيانة لعبد الله ليست له وإنما هي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه كما قال تعالى:{اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} . وقد تقدم الحديث المروي من طريق جيد أنه
(1) أخرجه الطبري في تاريخه 2/ 6، وأبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي في عيون الأثر 1/ 75، السيرة لابن كثير 1/ 204؛ وهي أصح من الرواية التي تقول أنها أخت ورقة بن نوفل؛ عيون الأثر 1/ 75، السيرة لابن كثير 1/ 204، السيرة النبوية لمحمد بن إسحاق 1/ 8، تاريخ الرسل والملوك 1/ 367، ذكره الواقدي (1/ 35).
قال النويري: قد اخُتلف في هذه المرأة، فمنهم من يقول: هي قتيلة بنت نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وهي أخت ورقة بن نوفل. قال السهيلي: اسمها: رقيقة بنت نوفل تكنى أم قتال، وهي أخت ورقة بن نوفل. ومنهم من يقول: هي فاطمة بنت مر الخثعمية، وقيل غيرها. . . فأما عبد الملك بن هشام فقال: فمر به على امرأةٍ من بني أسد، وهي أخت ورقة بن نوفل، وقال الواقدي: هي قتيلة بنت نوفل. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنها امرأةٌ من بني أسد، وهي أخت ورقة. نهاية الأرب في فنون الأدب 4/ 230.