الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كما قال للرهط الذين تهودوا
…
وجاهدهم في الله كل جهاد
فقال ولم يترك له النصح رده
…
فإن له أرصاد كل مصاد
فإني أخاف الحاسدين وأنه
…
لفي الكتب مكتوب بكل مداد (1)
رواية ابن عباس:
عن ابن عباس "أن أبا بكر الصديق، رضي الله عنهم صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان عشرة، والنبي صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة، وهم يريدون الشام في تجارة، حتى إذا نزلوا منزلًا فيه سدرة، قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلها، ومضى إلى راهب يقال له بحيرى، يسأله عن شيء، فقالوا له: من الرجل الذي في ظل السدرة؟ فقال له: ذاك محمد بن عبد الله. فقال: هذا والله نبي، ما استظل تحتها بعد عيسى إلا محمد عليهما السلام، فوقع من ذلك في قلب أبي بكر اليقين والتصديق، فلما نُبئ النبي صلى الله عليه وسلم اتبعه". (2)
رواية نفيسة بنت أمية أخت يعلى:
عن نفيسة بنت أمية أخت يعلى سمعتها تقول: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسًا وعشرين سنة وليس له بمكة اسم إلا الأمين؛ لما تكاملت فيه من خصال الخير قال له أبو طالب: يا ابن أخي أنا رجل لا مال لي، وقد اشتد الزمان علينا وألحت علينا سنون منكرة، ليس لنا مادة ولا تجارة، وهذه عير قومك قد حضر خروجها إلى الشام، وخديجة بنت خويلد تبعث
(1) معضل. دلائل النبوة للبيهقي 1/ 407. قال الألباني: هذه الرواية معلقة بدون إسناد وهي عند الآخرين مسندة فالاعتماد عليهم - أي الروايات الأخرى - أولى. دفاع عن الحديث النبوي والسيرة 1/ 63.
(2)
موضوع. معرفة الصحابة لأبي نعيم 4/ 131 - رقم 1202، وكذلك في دلائل النبوة 1/ 45، وابن منده، وابن عساكر كما عند السيوطي كلهم من طرق عن محمد بن عمر الواقدي، قال السيوطي: وموسى بن عبد الرحمن الصنعاني دجال قال ابن حبان وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتابًا في التفسير. جامع الأحاديث 35/ 466، وضعفه ابن حجر حيث قال: أخرجه ابن منده من تفسير عبد الغني بن سعيد الثقفي أحد الضعفاء المتروكين بأسانيده عن ابن عباس (الإصابة 1/ 118).
وقال: فهذا الخبر إن صح يحتمل أن يكون في سفرة أخرى بعد سفرة أبي طالب. الإصابة في معرفة الصحابة 1/ 118.
رجالا من قومك في عيراتها فيتجرون لها ويصيبون منافع، فلو جئتها فعرضت نفسك عليها لأسرعت إليك وفضلتك على غيرك؛ لما يبلغها من طهارتك وإني كنت لأكره أن تأتي الشام وأخاف عليك من اليهود ولكن لا نجد من ذلك بدًا، وكانت خديجة امرأة تاجرة ذات شرف ومال كثير وتجارة وتبعث بها إلى الشام فيكون عيرها كعامة عير قريش، وكانت تستأجر الرجل وتدفع إليه المال مضاربة، وكانت قريش قوما تجارا من لم يكن تاجرًا فليس عندهم بشيء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلعلها أن ترسل إليَّ في ذلك. قال أبو طالب: إني أخاف أن تولي غيرك؛ فتطلب أمرًا مدبرًا. فافترقا فبلغ خديجة ما كان من محاورة عمه له، وقبل ذلك ما قد بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه فقالت: ما دريت أنه يريد هذا. ثم أرسلت إليه فقالت: إنه قد دعاني إلى البعثة إليك ما بلغني من حديثك وعظم أمانتك وكرم أخلاقك وأنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلًا من قومك. ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقي أبا طالب فقال له ذلك فقال: إن هذا لرزق ساقه الله إليك. فخرج مع غلامها ميسرة حتى قدم الشام وجعل عمومته يوصون به أهل العير حتى قدم الشام فنزلا في سوق بصرى في ظل شجرة قريبًا من صومعة راهب من الرهبان يقال له نسطورا قال: فتطلع الراهب إلى ميسرة وكان يعرفه فقال: يا ميسرة من هذا الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ فقال: من قريش من أهل الحرم. قال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ثم قال: أفي عينيه حمرة؟ قال ميسرة: نعم لا تفارقه قط. قال الراهب: هذا هو، وهو آخر الأنبياء ويا ليت أني أدركه حين يؤمر بالخروج. فوعى ذلك ميسرة ثم حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم سوق بصرى فباع سلعته التي خرج بها واشترى، فكان بينه وبين رجل اختلاف في سلعة فقال له الرجل: احلف باللات والعزى! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حلفت بهما قط وإني لأمر بهما فأعرض عنهما، فقال الرجل: القول قولك، ثم قال لميسرة وخلا به: يا ميسرة هذا نبي والذي نفسي بيده إنه لهو هو ويجده أحبارنا منعوتا في كتبهم، فوعى ذلك ميسرة ثم انصرف أهل العير جميعًا وكان ميسرة يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا