الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوجه السابع: حال النبي صلى الله عليه وسلم لتثبيت القرآن عند نزوله.
الوجه الثامن: عجز الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإتيان ببدل له.
الوجه التاسع: نسبة محمد صلى الله عليه وسلم القرآن إلى الله لا تكون احتيالًا منه لبسط نفوذه، وإلا لِمَ لَمْ ينسب أقواله كلها إلى الله.
الوجه العاشر: آية المباهلة.
الوجه الحادي عشر: توقف الرسول صلى الله عليه وسلم أحيانًا في فهم مغزى النص حتى يأتيه البيان.
الوجه الثاني عشر: الغيبيات التي ذكرت في القرآن.
الوجه الثالث عشر: بقاء القرآن محفوظًا دليلٌ على أنه من عند الله.
الوجه الرابع عشر: أوقات نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم.
الوجه الخامس عشر: الآيات التي تجرد الرسول صلى الله عليه وسلم من نسبتها إليه.
الوجه السادس عشر: الفرق بين كلام الله عز وجل وبين كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وإليك التفصيل (1)
الوجه الأول: الرد الصريح من القرآن على هذه الفرية كقوله تعالى {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ}
.
فَصَلَ الله تعالى هذه القضية بقوله: {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37)} [يونس: 37].
قال ابن كثير: هذا بيان لإعجاز القرآن، وأنه لا يستطيع البشر أن يأتوا بمثله، ولا بعشر سور، ولا بسورة من مثله؛ لأنه بفصاحته وبلاغته ووجازته وحَلاوته، واشتماله على المعاني العزيزة النافعة في الدنيا والآخرة، لا يكون إلا من عند الله الذي لا يشبهه شيء في
(1) اعلم - هداني الله وإياك - أن هذه الوجوه التي ستذكر كافية لإثبات أن القرآن من عند الله ولم يؤلفه بشر لا نبي، ولا قس، ولا راهب، ولا هو مقتبس من التوراة والإنجيل أو غير ذلك، إلا أنه قد خص في هذا المبحث الرد على من زعم أن القرآن من تأليف النبي محمد صلى الله عليه وسلم، على أن يخصص للرد على ما سبق ذكره في مسائل مستقلة. والله المستعان.
ذاته ولا صفاته، ولا في أفعاله وأقواله، فكلامه لا يشبه كلام المخلوقين؛ ولهذا قال تعالى:{وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ} أي: مثل هذا القرآن لا يكون إلا من عند الله، ولا يشبه هذا كلام البشر، {وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ} أي: من الكتب المتقدمة، ومهيمنا عليها، ومبينا لما وقع فيها من التحريف والتأويل والتبديل.
وقوله: {وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} أي: وبيان الأحكام والحلال والحرام، بيانًا شافيًا كافيًا حقًا لا مرية فيه من الله رب العالمين. (1)
لقد علم الناس أجمعون - علمًا لا يخالطه شك - أن هذا الكتاب العزيز جاء على لسان رجل عربي أمي، ولد بمكة في القرن السادس الميلادي، اسمه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم، هذا القدر لا خلاف فيه بين مؤمن وملحد؛ لأن شهادة التاريخ المتواتر به لا يماثلها ولا يدانيها شهادته لكتاب غيره ولا لحادث غيره ظهر على وجه الأرض.
أما بعد؛ فمن أين جاء به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم؟ أَمنْ عند نفسه ومن وحي ضميره، أم من معلم؟ ومَن هو ذلك المعلم؟
نقرأ في هذا الكتاب أنه ليس من عمل صاحبه، وإنما هو قول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثَمَّ أمين: ذلكم هو جبريل عليه السلام، تلقاه من لدن حكيم عليم، ثم نزله بلسان عربي مبين على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، فتلقنه محمد منه كما يتلقن التلميذ عن أستاذه نصًا من النصوص، ولم يكن له فيه من عمل بعد ذلك إلا:
1) الوعي والحفظ. 2) ثم التبليغ.
3) ثم البيان والتفسير. 4) ثم التطبيق والتنفيذ.
أما ابتكار معانيه وصياغة مبانيه فما هو منها بسبيل، وليس له من أمرهما شيء إن هو إلا وحيٌ يوحى.
(1) تفسير ابن كثير 4/ 268.