الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)} [الإسراء: 85](1).
وعن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَتْ قُرَيْش لِيَهُودَ أَعْطُونَا شَيْئًا نَسْأَلُ هَذَا الرَّجُلَ! فقالوا: سلوه عن الروح، فسألوه فَأَنْزَلَ الله {وَيَسْأَلُونَكَ. . .} (2).
فهذا يقتضي أنها نزلت بمكة والأول خلافه، وقد رجح بأن ما رواه البخاري أصح من غيره وبأن ابن مسعود كان حاضر القصة (3).
المسألة الخامسة: أن يكون نزولها عقيب السببين أو الأسباب المذكورة، بشرط ألا تكون معلومة التباعد:
مثال: عن ابن عباس أن هلال ابن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"البينة أو حَدٌّ في ظهرك، فقال: يا رسول الله، إذا رأى أحدنا مع امرأته رجلًا ينطلق يلتمس البينة؟ فأنزل عليه {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} حتى بلغ {إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} [النور: 9] "(4).
وعن سهل بن سعد قال جاء عويمر إلى عاصم بن عدي فقال: اسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت رجلًا وجد مع امرأته رجلًا فقتله أيقتل به أم كيف يصنع؟ فسأل عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فغاب السائل، فأخبر عاصم عويمرًا فقال: والله لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسألنه، فأتاه فقال: أنه قد أنزل فيك وفي صاحبتك قرآن. . . . الحديث) (5)، فجمع بينهما بأن أول من وقع له ذلك هلال وصادف مجيء عويمر أيضًا فنزلت في شأنهما معًا (6).
المسألة السادسة: تعدد النزول
.
ألا يمكن نزولها عقيب السببين أو الأسباب المذكورة فيحمل على تعدد النزول وتكرره:
(1) والحديث أخرجه البخاري. الفتح 8/ 253، ومسلم 4/ 2152/ 2794.
(2)
الترمذي 5/ 304/ 3140 قال الألباني: إسناده صحيح في ظلال الجنة 1/ 322.
(3)
الإتقان 1/ 94: 93.
(4)
البخاري 5/ 335/ 2671 - فتح، ومسلم: 2/ 1134/ 1496.
(5)
البخاري 9/ 354/ 5304 - فتح، ومسلم 2/ 1129/ 1492.
(6)
الإتقان 1/ 95: 94.