المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الوجه التاسع: منافاة أسلوب القرآن لأسلوب الشعر عامة - موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام - جـ ٤

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌شبهات علوم القرآن

- ‌1 - شبهة: ادعاؤهم وجود آيات متعارضة في القرآن الكريم

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: قواعد وتنبيهات مهمة

- ‌الوجه الثاني: طرق دفع الإشكال عن آيات القرآن الكريم

- ‌الأول: تحرير وجه الإشكال:

- ‌الثاني: معرفة سبب النزول:

- ‌الثالث: رد المتشابه المشكل إلى المحكم، وإلى العالم به مع الإيمان والتصديق:

- ‌الرابع: اعتبار طريقة القرآن وعادته في دفع الإشكال:

- ‌الخامس: جمع الآيات ذات الموضوع الواحد:

- ‌سادسًا: النظر في السياق:

- ‌سابعًا: تلمس الأحاديث والآثار الصحيحة الدافعة للإشكال:

- ‌ثامنًا: استخدام الإعراب في بيان المشكل:

- ‌تاسعًا: الجمع بين الآيات بإعمال قواعد الترجيح:

- ‌2 - شبهة: حول حفظ الله للقرآن، وحديث الداجن

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: أن الحديث لا يصح، فلا تعارض حينئذ

- ‌الوجه الثاني: على القول بتحسين الحديث، أو من قال بصحته فيجاب عليه أيضًا بهذه الوجوه:

- ‌الأول: أن عائشة ليست وحدها عندها الأوراق، والحفظ كان في صدور الرجال:

- ‌الثاني: تفسير أهل العلم لمعنى الحفظ في الآية

- ‌الثالث: أن الله هو الذي تولى حفظ القرآن الكريم بنفسه، دون سائر الكتب

- ‌الوجه الثالث: إثبات أن كتبهم مليئة بالتحريف إما بالزيادة أو النقصان

- ‌1 - إثبات التحريف بالزيادة:

- ‌2 - إثبات التحريف بالنقصان:

- ‌3 - شبهة: حول المتشابه بين آيات القرآن

- ‌الوجه الأول: فوائد وجود المتشابه إن كان مما يمكن علمه

- ‌الوجه الثاني: فوائد وجود المتشابه إن كان مما لا يمكن علمه

- ‌الوجه الثالث: الأسباب الموهمة للاختلاف في القرآن الكريم

- ‌الأسباب التي جعلت وجود متشابه في القرآن:

- ‌الأول: وقوع المخبَر به على أحوالِ مختلفة وتطويرات شتى:

- ‌الثاني: لاختلاف الموضع والمكان والآيات:

- ‌الثالث: لاختلاف جهة الفعل:

- ‌الخامس: بوجهين واعتبارين، وهو الجامع للمفترقات:

- ‌السادس: تفهم تعارض الآية أو الآيات مع الأحاديث النبوية:

- ‌السابع: توهم استحالة المعنى:

- ‌التاسع: الإيجاز والاختصار:

- ‌العاشر: احتمال الإحكام أو النسخ للآية:

- ‌الحادي عشر: تعدد القراءات في الآية:

- ‌الثاني عشر: تردد معنى الآية بين أن يكون لها مفهوم مخالفة أو لا:

- ‌الثالث عشر: الاستعارة البديعة:

- ‌الرابع عشر: اعتقاد أمر مخالف للكتاب والسنة:

- ‌الخامس عشر: خفاء المعنى:

- ‌4 - شبهة: ادعاؤهم عدم وجود إعجاز في القرآن الكريم

- ‌نص الشبهة:

- ‌المبحث الأول: مقدمة مختصرة في إعجاز القرآن

- ‌الأدلة على إعجاز القرآن:

- ‌الدليل من القرآن:

- ‌الدليل من السنة:

- ‌الأدلة العقلية:

- ‌لماذا خص الله القرآن بأنه معجزة هذه الأمة

- ‌اختلاف العلماء في معرفة وجه الإعجاز في القرآن:

- ‌أنواع الإعجاز:

- ‌كيفية الوقوف على إعجاز القرآن

- ‌المبحث الثاني: بيان أوجه إعجاز القرآن

- ‌الوجه الأول: الإعجاز في فصاحة القرآن الكريم

- ‌1 - سبب نزول القرآن باللسان العربي:

- ‌2 - الأعجمي لا يعلم أن القرآن معجز، إلا بأن يعلم عجز العرب عنه، فيعلم أن القرآن معجز بفصاحته استدلالًا

- ‌3 - من كان متناهيًا في معرفة وجوه الخطاب، وطرق البلاغة، والفنون التي يمكن فيها إظهار الفصاحة، فهو متى سمع القرآن عرف إعجازه ضرورة

- ‌4 - النبي صلى الله عليه وسلم حين أوحي إليه القرآن؛ عرف كونه معجزًا

- ‌5 - متى علم البليغ المتناهي في صنوف البلاغات عجزه عن القرآن علم عجز غيره عنه

- ‌6 - نقض العادة يقع موقع المعجزة في القول أو الفعل

- ‌7 - بيان سبب عدم إسلام جميع فصحاء العرب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌8 - بيان سبب أن البلغاء عاجزون عن الإتيان بمثله مع قدرتهم على صنوف البلاغات، وتصرفهم في أجناس الفصاحات

- ‌10 - فصاحة القرآن في جميع الفترات الإنسانية

- ‌11 - السر في أن القرآن له أسلوب خاص، وأن الأساليب تختلف باختلاف المتكلمين

- ‌الوجه الثاني: الإعجاز في حروف القرآن الكريم

- ‌1 - طبيعة تنوع الحروف في القرآن:

- ‌2 - إعجاز في مخارج الحروف بتناسق مخارجها:

- ‌3 - إعجاز في وضع الحروف: بمراعاة وضعها في مكان دون الآخر:

- ‌الوجه الثالث: الإعجاز الصوتي في القرآن الكريم

- ‌الوجه الرابع: الإعجاز في ألفاظ القرآن الكريم

- ‌1 - ترتيب الألفاظ

- ‌2 - صفة الألفاظ

- ‌3 - عدم وجود لفظة مُستكرهة:

- ‌4 - مناسبة الألفاظ لجميع الأجيال:

- ‌الوجه الخامس: الإعجاز في المعنى (أي في معاني الألفاظ في القرآن الكريم)

- ‌1 - الأعجمي إن لم يحدث له تحد عن طريق ألفاظ القرآن؛ فإنه يتحداه من جهة المعاني وترتيبها

- ‌2 - القرآن مشتمل على الفصيح والأفصح والمليح والأملح:

- ‌3 - القرآن يُورد المعنى الواحد بألفاظ وبطرق مختلفة بمقدرة فائقة:

- ‌الوجه السادس: الإعجاز في وفاء اللفظ بالمعنى في القرآن

- ‌1 - براعة اللفظ في المعنى البارع:

- ‌2 - الكلمة من القرآن يتمثل بها في تضاعيف كلام كثير وهي غرة جميعه وواسطة عقده:

- ‌3 - عدم زيادة اللفظ على المعنى: عن طريق القصد في اللفظ مع الوفاء بالمعنى

- ‌الوجه السابع: الإعجاز في التركيب (أي: تركيب مفردات القرآن الكريم)

- ‌بيان المقصود من الإعجاز في التركيب:

- ‌الوجه الثامن: الإعجاز في النظم

- ‌أنواع النظم المختلفة في الكلام عمومًا:

- ‌القرآن يختلف عن جميع هذا النظم:

- ‌طول النظم في القرآن لا يُضاهيه طول نظم آخر:

- ‌النظم في القرآن لا يختلف باختلاف أغراضه من قصص ومواعظ، خلافًا لكلام البشر:

- ‌حسن التنقل في القرآن من معنى إلى غيره، مع حسن النظم:

- ‌الحكمة من اختلاف نظم القرآن عن غيره:

- ‌اختلاف نظم القرآن عن نظم الشعر خاصة:

- ‌الحكمة من اختلاف نظم القرآن عن نظم الشعر:

- ‌التوراة والإنجيل والصحف ليس شيء من ذلك بمعجز في النظم والتأليف كالقرآن:

- ‌الوجه التاسع: الإعجاز في كثرة أغراضه

- ‌الوجه العاشر: الإعجاز البلاغي

- ‌أنواع البلاغة في اللغة العربية وفي القرآن

- ‌حازت بلاغات القرآن من كل قسم من أقسام البلاغة حصة:

- ‌سبب عدم إتيان البشر بمثل البلاغة في القرآن:

- ‌إعجاز القرآن في علم البديع

- ‌أمثلة من القرآن على إتيانه بأنواع البلاغة المختلفة، وبيان سبب إتيان القرآن بها:

- ‌إعجاز القرآن في علم البيان:

- ‌تعريف علم البيان

- ‌الوجه الحادي عشر: الإعجاز الخطابي: في مناسبة القرآن وإرضائه للعامة والخاصة - إعجاز خاص بالأقوال المحكية في القرآن

- ‌الوجه الثاني عشر: الإعجاز في الوحدة الموضوعية (العضوية) للآيات والسور:

- ‌الوجه الثالث عشر: الإعجاز في عرضه القصصي

- ‌الوجه الرابع عشر: الإعجاز في ضربه للأمثال

- ‌تعريف التمثيل

- ‌الحكمة من ذكر الأمثال في القرآن:

- ‌الوجه الخامس عشر: الإعجاز في التكرار. سواء تكرار العبارات أو الكلمات:

- ‌الوجه السادس عشر: الإعجاز في تيسير الله القرآن للذكر

- ‌الوجه السابع عشر: الإعجاز النفسي

- ‌الوجه الثامن عشر: إعجاز القرآن في كثرة علومه ومعارفه

- ‌الوجه التاسع عشر: الإعجاز التشريعي

- ‌أ - لا تعارض بين التشريع والعقل:

- ‌ إعجاز القرآن في كونه صالحًا ومُصلحًا لكل زمان ومكان:

- ‌ب - إعجاز في أن تشريعاته؛ مهما حاولت التشريعات الوضعية أن تأتي بمثلها فلن تستطيع

- ‌ج - عرض التشريع في القرآن فيه حث للقلوب على الخضوع له، لا أنها قوانين صارمة:

- ‌الوجه العشرون: الإعجاز العلمي في القرآن

- ‌الوجه الحادي والعشرون: الإعجاز الغيبي

- ‌الوجه الثاني والعشرون: الإعجاز التأثيري

- ‌تأثيره في أعدائه:

- ‌تأثير القرآن في نفوس أوليائه:

- ‌الوجه الثالث والعشرون: القرآن معجزة متجددة

- ‌الوجه الرابع والعشرون: الإعجاز في هيمنته على الكتب السابقة وجمعه لعلومها

- ‌الوجه الخامس والعشرون: إعجاز القرآن في أسمائه وصفاته

- ‌الوجه السادس والعشرون: إعجاز القرآن في بيانه للحق بالأدلة العقلية والقياس البين

- ‌الوجه السابع والعشرون: إعجاز القرآن في حفظ الله له

- ‌الوجه الثامن والعشرون: إعجاز القرآن في عدم المجيء بمثله، وتحديه للبشر

- ‌5 - شبهة: ادعاؤهم وجود ألفاظ أعجمية في القرآن الكريم

- ‌نص الشبهة:

- ‌المبحث الأول: هل في القرآن ألفاظ أعجمية؟ والجواب: في ذلك خلاف، والراجح عدم وجود ألفاظ أعجمية. وإليك تفصيل الكلام

- ‌القول الأول: لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ لَفْظٌ غَيْرُ عَلَمٍ إلَا عَرَبِيٌّ

- ‌أدلة القول الأول:

- ‌القول الثاني: أنَّ في القرآن أَلْفَاظًا غَيْرِ الْعَرَبِيَّةِ:

- ‌المبحث الثاني: على فرض وجود ألفاظ أعجمية فالجواب عليه من وجوه

- ‌الوجه الأول: ان لسان العرب أوسع من أن يحيط به أحد

- ‌الوجه الثاني: ليس أحد الجنسين أولى بأن يكون أصل ذلك كان من عنده من الجنس الآخر، فلعل ما وصف أنه عجمي يكون عربي الأصل

- ‌الوجه الثالث: لم يرد أن أحدًا من سكان مكة أو غيرها قال بأنها غريبة عنه لا يعرفها

- ‌الوجه الرابع: هذه المفردات غير العربية هي عربية باستعمال العرب لها، فتكلّمت به العرب حتى صار كاللغة

- ‌الوجه الخامس: لا يمتنع أن يتفق لسان العرب مع لسان العجم في بعض الألفاظ، فتكون عربية وأعجمية، فالقرآن فيه من كلّ لسان اتفق فيه لفظ العرب ولفظ غيرها من الأمم التي تنطق به وليس معنى هذا أن اللفظ أصله أعجمي

- ‌الوجه السادس: إن كل ما في القرآن من كلمات غير عربية الأصل؛ إنما هي كلمات مفردات

- ‌الوجه السابع: إن وجود مفردات أجنبية في أي لغة سواء كانت اللغة العربية أو غير العربية لا يخرج تلك اللغة عن أصالتها

- ‌الوجه الثامن: وجود عدد وإن كان نادرًا جدًا من الألفاظ ذات الأصل غير العربي، ومن مختلف اللغات القديمة، يحمل إشارة إلى عالمية الدعوة الإسلامية

- ‌الوجه العاشر: ذكر الأعجمي على فرض أنه ذكر للإعجاز

- ‌6 - شبهة: حول التكرار في القرآن

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: معنى التكرار في اللغة

- ‌الوجه الثاني: التكرار في كلام العرب

- ‌الوجه الثالث: وسائل التكرار

- ‌الوجه الرابع: التكرار في عموم القرآن كمنهج عام، وفيه مباحث:

- ‌أولًا: من أمثلة التكرار في القرآن:

- ‌ثانيًا: من أمثلة التكرار في السنة:

- ‌ثالثًا: فوائد التكرار في القرآن:

- ‌فوائد التكرار بوجه عام:

- ‌الوجه الخامس: التكرار في الكتاب المقدس

- ‌الإصْحَاح التاسِع عَشَرَ

- ‌7 - شبهة: حول اختلاف المسلمين في أول ما نزل، وآخر ما نزل من القرآن الكريم

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: الاختلاف بين العلماء

- ‌الوجه الثاني: فوائد معرفة أول وآخر ما نزل من القرآن

- ‌الوجه الثالث: ذكر الأقوال فما أول ما نزل، وبيان الراجح منها

- ‌القول الأول: أن أول ما نزل قوله تعالى {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ

- ‌القول الثاني: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ

- ‌القول الثالث: سورة الفاتحة

- ‌القول الرابع: سورة من المفصل

- ‌الخلاصة:

- ‌الوجه الرابع: ذكر الأقوال في آخر ما نزل، وبيان الراجح منها

- ‌القول الأول: آخر ما نزل آية الربا

- ‌القول الثاني: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة: 281]

- ‌القول الثالث: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ}:

- ‌القول الرابع: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)}:

- ‌فائدة: الجمع بين الأقوال:

- ‌الخلاصة:

- ‌8 - شبهة: حول اختلاف المسلمين في المكي والمدني

- ‌الوجه الأول: معرفة المكي والمدني وفوائده، وأن الاختلاف في ذلك لا يضر

- ‌أولًا: اصطلاحات العلماء في معنى المكي والمدني:

- ‌ثانيًا: فوائد معرفة المكي والمدني:

- ‌الوجه الثاني: سبب الاختلاف في المكي والمدني

- ‌فائدة: أن القرآن لم ينزل جملة واحدة، وإنما نزل مفرقًا

- ‌الوجه الثالث: أن اختلاف العلماء ليس منهيًا عنه في هذه الأمور

- ‌9 - شبهة: اختلاف المسلمين في أسباب النزول

- ‌الوجه الأول: لا يُحتج إلا بالحديث الصحيح

- ‌الوجه الثاني: لا إشكال في تعدد أحاديث أسباب النزول

- ‌المسألة الأولى: وهي: التعدد قد يكون في التفسير وليس في السبب

- ‌المسألة الثانية: قد يكون الأول تفسيرًا والآخر سببًا

- ‌المسألة الثالثة: قد يكون أحدهما صحيحًا والآخر ضعيفًا

- ‌المسألة الرابعة: أن يستوي الإسنادان في الصحة:

- ‌المسألة الخامسة: أن يكون نزولها عقيب السببين أو الأسباب المذكورة، بشرط ألا تكون معلومة التباعد:

- ‌المسألة السادسة: تعدد النزول

- ‌المسألة السابعة: قد يكون في إحدى القصتين (فتلا) فَيَهِمُ الراوي فيقول (فنزل)، أو تكون بلفظ (فقرأ) وتأتي في الرواية الأخري (فنزل)

- ‌الوجه الثالث: فوائد معرفة أسباب النزول

- ‌10 - شبهة: اختلاف المسلمين في ترتيب السور

- ‌الوجه الأول: ذكر الأقوال في ترتيب السور

- ‌القول الأول: وهو مذهب الجمهور: أن النبي صلى الله عليه وسلم فوَّضَ ذلك إلى أمته من بعده، يعني أن هذا الترتيب من فعل الصحابة

- ‌القول الثاني: أن هذا الترتيب توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، وبه قالت طائفة من أهل العلم

- ‌القول الثالث: أن ترتيب كثير من السور كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم وعلم ذلك في حياته، وأن ترتيب بعض السور كان باجتهاد من الصحابة

- ‌الوجه الثاني: الجمع بين الأقوال

- ‌الوجه الثالث: ما ورد من اختلاف في ترتيب مصاحف الصحابة

- ‌الوجه الأول: أن هذا الاختلاف كان قبل العلم بالتوقيف فيه

- ‌الوجه الثاني: أن الاختلاف كان في مصاحف فردية

- ‌الوجه الثالث: أن هذا الاختلاف زال بما اتفقوا عليه في مصحف عثمان

- ‌11 - شبهة: اختلاف المسلمين في عدد سور وآيات القرآن

- ‌الوجه الأول: معنى قول الله عز وجل: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}

- ‌الوجه الثاني: سبب هذا الاختلاف

- ‌الوجه الثالث: سور القرآن على ثلاثة أقسام

- ‌12 - شبهة: الوحي

- ‌نص الشبهة

- ‌الوجه الأول: مقدمة لا بد منها

- ‌تعريف الوحي في اللغة والشرع

- ‌الوجه الثاني: مَرَاتِب الْوَحْيِ مَرَاتِب عَدِيدَة

- ‌الوجه الثالث: حال النبي عند نرول الوحي عليه وبيان كذب ما يدَّعون

- ‌الوجه الرابع: خصائص الوحي

- ‌1 - الوحي حدث مفاجئ:

- ‌2 - الوحي حدث إلزامي: ونستبين ذلك من ناحيتين:

- ‌أولاهما: الأعراض الجسدية:

- ‌ثانيهما: الأحوال النفسية:

- ‌3 - الوحي مستقل عن ذات النبي صلى الله عليه وسلم وإرادته

- ‌4 - حصول الوحي وفق الاصطفاء الإلهي

- ‌5 - قوة يقين النبي بالوحي:

- ‌الوجه الخامس: المراد بالثقل في قوله تعالى {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)}

- ‌الوجه السادس: نفي الله عز وجل عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هذه الأمراض

- ‌الوجه السابع: إجماع الأمة على عصمة وسول الله صلى الله عليه وسلم من مثل هذه الأمراض

- ‌الوجه الثامن: أعراض مرض الصرع من الناحية الطبية

- ‌أسبابه:

- ‌الوجه التاسع: الصرع كان معروفًا عند العرب فما الجاهلية فلماذا لم يتهمه المشركون بمثل هذا

- ‌الوجه العاشر: حالة الأنبياء عند نزول الوحي كما في الكتاب المقدس

- ‌أولًا: دانيال خاف وخر على وجهه:

- ‌ثانيًا: حزن وفزع:

- ‌ثالثًا: فزع وتغيرت هيئته:

- ‌رابعًا: لم يفهم معنى الوحي:

- ‌خامسًا: خر على وجهه أمام جبريل:

- ‌سادسًا: ضعف وأصبح نحيلًا غير فاهم لعدة أيام:

- ‌سابعًا: ناح ثلاثة أسابيع ولم يأكل ولم يدهن:

- ‌ثامنًا: يرى الرؤيا وحده لا يراها الناس:

- ‌تاسعًا: راحت قوته ونضارته وتحولت إلى فساد وخر بوجهه على الأرض:

- ‌عاشرًا: وجهه على الأرض لا يتكلم أثناء الوحي:

- ‌إليك إبراهيم عليه السلام (تك 15: 1):

- ‌وموسى في (خروج 3: 06)

- ‌وموسى في العبرانيين 21: 12:

- ‌وهذا إيليا الملوك الأول 19: 12:

- ‌وهذا إشعيا (إشعيا 6: 6 - 7):

- ‌وحزقيال (3: 12)

- ‌وهذا شاول في صمويل (16: 14 - 20)

- ‌الرد على الشبهات الفرعية المتعلقة بالوحي

- ‌1 - شبهة رقية النبي صلى الله عليه وسلم من العين

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني:

- ‌2 - تشبيه الوحي بالجرس

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني:

- ‌3 - شبهة نزول الوحي في ثوب عائشة

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: حرف في بمعنى على

- ‌الوجه الثاني: كلمة لباس تطلق على الرجل والمرأة

- ‌الوجه الثالث: الرواية الأخرى تبين المعنى الصحيح

- ‌الوجه الرابع: بيان فضل عائشة من خلال الحديث

- ‌4 - شبهة موافقة عمر رضي الله عنه لربه

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: الوحي حاشاه أن يوافق أهواء الناس

- ‌الوجه الثاني: المعنى الصحيح للحديث

- ‌الوجه الثالث: فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإبطال ما رُمِيَ به من أنه يطلع على عورات زوجات النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌عمر بن الخطاب الملهم:

- ‌عمر بن الخطاب رضي الله عنه وما له في الجنة:

- ‌عمر بن الخطاب رضي الله عنه العالم:

- ‌الشيطان يخاف من عمر رضي الله عنه

- ‌عمر رضي الله عنه الشهيد:

- ‌الوجه الرابع: عمر حاشاه أن يطلع على عورات زوجات النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌5 - شبهة: ادعاؤهم انقطاع الوحي بسبب جرو

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: بيان ضعف حديث الجرو الذي ذكر أنه سبب في نزول هذه الآية

- ‌الوجه الثاني: بيان السبب الصحيح للآية

- ‌الوجه الثالث: بيان أن الوحي تأخر ولم ينقطع مع ذكر سبب تأخره

- ‌6 - شبهة امتحان خديجة للوحي:

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: الحديث لا يصح

- ‌الوجه الثاني: افتراض أن القصة ثابتة:

- ‌13 - شبهة: ادعاؤهم أن القرآن من تأليف النبي محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: الرد الصريح من القرآن على هذه الفرية كقوله تعالى {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ}

- ‌الوجه الثاني: عجز البشر أن يأتوا بمثله دليلٌ أنه من عند الله

- ‌الوجه الثالث: آيات العتاب

- ‌الوجه الرابع: تبرؤ محمد صلى الله عليه وسلم من نسبة القرآن إليه ليس ادعاءً يحتاج بينة، بل هو إقرار يؤخذ به صاحبه

- ‌الوجه الخامس: موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من النص القرآني موقف المفسر الذي يتلمس الدلالات، ويأخذ بأرفق احتمالاتها

- ‌الوجه السادس: ما نزل بعد طول انتظار

- ‌أولها: تحويل القبلة:

- ‌ثانيها: حادث الإفك:

- ‌الوجه السابع: حال النبي صلى الله عليه وسلم لتثبيت القرآن عند نزوله

- ‌الوجه الثامن: عجز الرسول عن الإتيان ببدل له

- ‌الوجه التاسع: نسبة محمد صلى الله عليه وسلم القرآن إلى الله لا تكون احتيالًا منه لبسط نفوذه، وإلا لِمَ لَمْ ينسب أقواله كلها إلى الله

- ‌الوجه العاشر: آية المباهلة

- ‌الوجه الحادي عشر: توقف الرسول صلى الله عليه وسلم أحيانًا في فهم مغزى النص حتى يأتيه البيان

- ‌الوجه الثاني عشر: الغيبيات التي ذكرت في القرآن

- ‌أ - أنباء الماضي لا سبيل إليها إلا بالتلقي:

- ‌ب - الحقائق الدينية الغيبية لا سبيل للعقل إليها:

- ‌ج - أنباء المستقبل قد تستنبط بالمقايسة الظنية، ولكنها لا سبيل فيها لليقين إلا بالوحي الصادق:

- ‌الوجه الثالث عشر: بقاء القرآن محفوظًا دليلٌ على أنه من عند الله

- ‌الوجه الرابع عشر: أوقات نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الوجه الخامس عشر: الآيات التي تجرد الرسول صلى الله عليه وسلم من نسبة القرآن إليه

- ‌الوجه السادس عشر: الفرق بين كلام الله عز وجل وبين كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌14 - شبهة: اقتباس القرآن من الشعر

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: تحدي القرآن للعرب وعجز فصحائهم عن الإتيان بمثل القرآن، وإقرارهم بأنه ليس من قبيل الشعر

- ‌الوجه الثاني: موقف القرآن والسنة من الشعر والشعراء

- ‌بدء الشعر عند العرب

- ‌الشعر والشعراء في القرآن:

- ‌موقف السنة من الشعر والشعراء:

- ‌الوجه الثالث: سيرته صلى الله عليه وسلم تشهد على قلة معرفته للشعر، واستحالة تأليفه له

- ‌الوجه الرابع: اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم شعراء يردون على أعدائه دليل أنه لم يكن شاعرًا

- ‌الوجه الخامس: إن امرئ القيس وغيره من الشعراء قد نحلت عليهم العديد من القصائد فضلا عن الأبيات

- ‌الوجه السادس: ولأن الأبيات من الشعر المولد؛ فإن صاحبها اقتبس كلماتها من القرآن الكريم

- ‌الوجه السابع: أن المتقدمين من أهل اللغة والأدب كانوا يذكرون في كتبهم قضية اقتباس الشعراء من كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌الوجه الثامن: لو افترضنا صحة نسبة الأبيات إلى امرئ القيس - وهو أمر مستحيل - وافترضنا أن هناك تشابه في الكلمات بين ألفاظ القرآن وهذه الأشعار فإن ذلك يشهد للقرآن بالفصاحة والبلاغة والبيان

- ‌الوجه التاسع: منافاة أسلوب القرآن لأسلوب الشعر عامة

- ‌الوجه العاشر: إن فساد معاني الأبيات بما لا يقتضيه واقع العرب وعقيدتها الجاهلية يفضح كذب ادعائها على الشعر الجاهلي كله

- ‌الوجه الحادي عشر: مخالفة الشبهة لمقتضى العقل وانعدام المنهج العلمي في تقريرها

- ‌15 - شبهة: ادعاؤهم اقتباس محمد الوحي من ورقة بن نوفل

- ‌أولًا: بذكر ردود إجمالية ومنها:

- ‌ثانيًا: ذكر ردود تفصيلية، وذلك بأن نفَصِّل الشبهات الدائرة حول ورقة بن نوفل، فهناك عدة شبهات تتعلق بكل مطلب من هذه المطالب:

- ‌أولًا: ذكر ردود إجمالية ومنها:

- ‌1 - إثبات نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وخصائصه، وأسباب اصطفائه

- ‌إجراء المعجزات على يد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌معرفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمورًا غيبية من لدن الله:

- ‌استحالة كذب النبي صلى الله عليه وسلم، وإثبات أن أخلاقه موافقة لأخلاق الأنبياء:

- ‌2 - إثبات حال العرب قبل الإسلام وعلى أي دين كانوا يدينون:

- ‌كنيسة صنعاء:

- ‌ثانيًا: الردود التفصيلية:

- ‌المطلب الأول: حياة ورقة بن نوفل ومراحلها

- ‌الوجه الأول: ورقة لم يعرف النصرانية إلا متأخرًا فكيف يقال: كان قسيسًا قبل ولادة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الوجه الثاني: مكث ووقة يتعلم النصرانية وفي نفس الوقت جاء الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الوجه الثالث:

- ‌الوجه الرابع: وفاة زيد ووفاة ورقة

- ‌ الدليل على أن وفاة زيد كانت بعد بناء الكعبة:

- ‌الوجه السادس: ورقة ليس عنده يقين في الكيفية الصحيحة لعبادة الله، ولكن ما يغلب على ظنه يفعله:

- ‌المطلب الثاني: طبيعة تدين ورقة بالنصرانية

- ‌الشبهة الأولى: ورقة أبيوني المذهب

- ‌الوجه الأول: تعريف الأبيونية عند غير المسلمين

- ‌الوجه الثاني: اعتقاد الأبيونيين ليس كاعتقاد ورقة ولا المسلمين

- ‌الوجه الرابع:

- ‌الوجه الخامس: ورقة لم يكن مُوَفَّقًا في اتباعه النصرنية كما وُفِق زيد بن عمرو في إتباع الحنفية:

- ‌الشبهة الثانية: كون ورقة مبشرًا للنصرانية:

- ‌الوجه الأول: لم نعثر في روايات العلماء على ما يشار إلى أن ورقة كان داعية إلى النصرانية

- ‌الوجه الثاني:

- ‌الوجه الثالث:

- ‌أدلة هؤلاء العلماء:

- ‌الوجه الأول:

- ‌المطلب الثالث: تعليم ورقة لمحمد صلى الله عليه وسلم

- ‌الوجه الثاني: موقف ورقة يدل على اعتقاده ربانية الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الوجه الثالث: ورقة لم يكن لديه علم بكون محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين، فقد استيأس من ظهوره وهو حي

- ‌الوجه الرابع: إسلام ورقة دليل على استعداده للاستسلام لأوامر الرسول، فكيف للمعلم أن يخضع لأوامر تلميذه

- ‌الوجه الخامس:

- ‌الوجه السادس: أين باقي تلاميذ ورقة

- ‌الوجه السابع: لم يرد ثناء من النبي صلى الله عليه وسلم على ورقة لأنه علَّمه

- ‌المطلب الرابع: عدد اللقاءات بين ورقة ومحمد صلى الله عليه وسلم

- ‌الوجه الأول: حصر اللقاءات التي تمت بين ورقة والنبي محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌أولًا: ورقة وطفولة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌معرفة ورقة لمحمد منذ طفولته:

- ‌ثانيًا: ورقة والنبي صلى الله عليه وسلم في شبابه:

- ‌بيان حال الرواية:

- ‌ثالثا: لقاء ورقة بمحمد صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي:

- ‌الوجه الأول: جمع الروايات التي تشير إلى لقاء ورقة بمحمد صلى الله عليه وسلم عند نزول الناموس عليه

- ‌الوجه الثاني: الجمع بين روايات كتب الحديث والسيرة:

- ‌الوجه الثالث:

- ‌شبهة: موقف قريش من ورقة ومحمد صلى الله عليه وسلم

- ‌الوجه الأول: موقف قريش يثبت عزلة محمد صلى الله عليه وسلم عن ورقة وعدم تأثره به

- ‌الوجه الثاني: افتراض تعلم النبي صلى الله عليه وسلم من نصارى الشام ويهود المدينة وغيرهم لا يتفق مع الحقيقة التاريخية

- ‌الوجه الثالث: لماذا لم يُعذِب كفار قريش ورقة على اعتباره أنه هو الذي ألَّف الدين لمحمد

- ‌الوجه الرابع: إن قريشًا أحرص من المنصِّرين على إثبات بشرية مصدر الوحي

- ‌شبهة: القرآن وورقة والنصارى ونسبة تأليفهم له

- ‌الوجه الأول: إثبات أن القرآن من عند الله

- ‌الوجه الثاني: لقد شهد المنصفون من المستشرقين بضد قول المشككين

- ‌الوجه الثالث: أسباب النزول واستحالة كون ورقة وغيره مع الرسول

- ‌الوجه الرابع: مناقشة مسألة ورقة ومعاصرة القرآن

- ‌الوجه الخامس:

- ‌الوجه السادس:

- ‌الوجه السابع: لقد ثبت أن النبي محمدًا كان أميّا لا يقرأ ولا يكتب

- ‌شبهة: ترجمة ورقة للكتاب المقدس وتحويل الترجمة إلى قرآن

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني:

- ‌الوجه الثالث:

- ‌الوجه الرابع:

- ‌الوجه الخامس:

- ‌الرد على شبهة: اختلاف القرآن المكي والمدني لموت ورقة

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني:

- ‌الوجه الثالث:

- ‌الوجه الرابع:

- ‌الوجه الخامس:

- ‌الوجه السادس:

- ‌الوجه السابع:

- ‌الوجه الثامن:

- ‌الوجه التاسع:

- ‌الوجه العاشر:

- ‌شبهة: ورقة ودعوة الإسلام

- ‌نص الشبهة:

- ‌شبهة: دور سلمان الفارسي لتكوين نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌دور صهيب، وسلمان، وكعب رضي الله عنهم

- ‌شبهة: خطبة ورقة بن نوفل أثناء زواج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة

- ‌شبهة: دور أبي طالب في زواج النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌شبهة: دور أخت ورقة بن نوفل لتنصير عبد الله بن عبد المطلب والد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌نص الشبهة:

- ‌الرد على الشبهة:

- ‌شبهة: دور أم أيمن في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌نص الشبهة:

- ‌الرد على الشبهة:

- ‌شبهة: تغلغل النصرانية في شبه الجزيرة العربية في العهد الجاهلي

- ‌الرد على الشبهة:

- ‌16 - شبهة: ادعاؤهم تلقي النبي الوحي من بحيرى

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: بيان بطلان الروايات التي أشارت إلى مقابلة النبي لأحد الرهبان

- ‌رواية أبي موسى الأشعري:

- ‌رواية أبي مجلز:

- ‌رواية: عبد الله عن عبد الله بن محمد بن عقيل:

- ‌رواية: داود بن الحصين:

- ‌رواية ابن إسحاق:

- ‌رواية ابن عباس:

- ‌رواية نفيسة بنت أمية أخت يعلى:

- ‌الوجه الثاني: بحيري ليس له أصل في الروايات الصحيحة، وذلك عند التحقيق العلمي للروايات، بل هو شخصية مجهولة، ولم يُذكر اسمه إلا في الروايات الموضوعة والمقطوعة

- ‌الوجه الثالث: إذًا؛ إنها دعوى مجردة من الدليل

- ‌الوجه الرابع: التعريف ببحيرى فما كتب التاريخ مع العلم بأن الروايات التي ذكرت اسمه ضعيفة

- ‌الوجه الخامس: بحيرى ليس من الصحابة

- ‌الوجه السادس: تضعيف من ظن أن لبحيري أحاديث سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الوجه السابع: تضعيف آثار لا تثبت تتحدث عن فضائل بحيرى:

- ‌الوجه الثامن: هل زار بحيرى مكة أو المدينة

- ‌الوجه التاسع: لا يليق أبدًا بقس كبحيرى أن يحلف باللات والعزى حتى ولو كان يختبر محمدًا صلى الله عليه وسلم

- ‌الوجه العاشر: إن اللقاء بين محمد صلى الله عليه وسلم وبحيرى لا يعدو الساعة أو الساعتين في كلا اللقاءين، ولو حدثت قصة في اللقاء لأثارت جدلًا في قريش

- ‌الوجه الحادي عشر: يستحيل في مجرى العادة أن يتم إنسان على وجه الأرض تعليمه وثقافته في لقاءين ليجعله ذلك أستاذ العالم كله

- ‌الوجه الثاني عشر: حتى ولو أثبتنا أن بحيرى لقي النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه لم يثبت ذكر تعلُم النبي صلى الله عليه وسلم من بحيرى

- ‌الوجه الثالث عشر: بحيرى مُبشر لا مُعلم

- ‌الوجه الرابع عشر: ذكر خبر بحيرى في كتب السيرة تدل على الأمانة العلمية عند علماء السيرة

- ‌الوجه الخامس عشر: هل يصح لراهب أن يكذب

- ‌الوجه السادس عشر: لو كان مصدر هذا الفيض الإسلامي المعجز هو بحيرى لكان هو الأحري بالنبوة والرسالة

- ‌الوجه السابع عشر: الأديان التي كانت في عصر نزول القرآن ما كانت تصلح لأستاذية رشيدة؛ بل كانت هي في أشد الحاجة إلى أستاذية رشيدة:

- ‌الوجه الثامن عشر: لو كانت روايتى لقاء النبي صلى الله عليه وسلم ببحيرى صحيحة لما خاف محمد صلى الله عليه وسلم يوم ظهر له جبريل

- ‌الوجه التاسع عشر: لو ثبت لقاء بحيرى للنبي صلى الله عليه وسلم لكان أرجى في قبول أبي طالب الإسلام

- ‌الوجه العشرون: أين ذكر بحيرى في كتب النصارى

- ‌الوجه الحادي والعشرون: بحيرى لم يكلم النبي مباشرة، إنما كان يتكلم مع الناس عنه

- ‌الوجه الثاني والعشرون: لو كان سجود الشجر للنبي صحيحًا وقد رآه الناس لما حدث من اعتراضات للمشركين على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌17 - شبهة: دعوى أن القرآن مقتبس من التوراة والإنجيل

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: لقد تكفل الله تعالى بالرد على هذه الشبهة

- ‌الوجه الثاني: معرفة كيفية تحقق الاقتباس عمومًا، وذلك للتحقيق العلمي لمسألة كون القرآن مقتبس من التوراة والإنجيل أم لا

- ‌الوجه الثالث: حقيقة التشابه بين القرآن من جهة وبين التوراة والإنجيل:

- ‌الوجه الرابع: حقيقة النصرانية عند العرب، ولماذا لم يتأثروا بها كما تأثروا بالإسلام

- ‌الوجه الخامس: تأثير الإسلام في اليهودية والنصرانية يبين هيمنة القرآن على غيره، وضعف القول بأن اليهودية والنصرانية هما اللتان أثرتا في القرآن

- ‌الوجه السادس: تأثير الإسلام لم يكن قاصرًا على العقيدة في المسيحية فحسب، بل يمتد إلى الشريعة والكتب المقدسة، كذلك فإن تأثير الإسلام تناول اليهودية إلى جانب المسيحية

- ‌الوجه السابع:

- ‌الوجه الثامن: اختلافات ما بين القرآن وعقيدة جميع الطوائف النصرانية واليهودية القديمة والحديثة:

- ‌الوجه التاسع: دلائل تهافت الدعوى بأن القصص القرآني تكرار لقصص التوراة والإنجيل

- ‌الوجه العاشر: تباين أهداف القصص في القرآن والتوراة والإنجيل

- ‌الوجه الحادي عشر: القصص الذي انفرد به القرآن

- ‌الوجه الثاني عشر: نتائج المقارنة بين القصص المتناظر في القرآن والتوراة والإنجيل

- ‌الوجه الثالث عشر: العهد القديم لم يكن مترجما إلى اللغة العربية قبل الإسلام

- ‌الوجه الرابع عشر: لو كان محمد صلى الله عليه وسلم ينقل كتابه من كتب غيره، لكان إذا سأله سائل يتريث حتى يراجع الكتب التي عنده

- ‌الوجه الخامس عشر: التحدي أن يأتي بمثله:

- ‌الوجه السادس عشر:

- ‌الوجه السابع عشر: القرآن لم يأت لهدم كل شيء؛ بل لتصحيح الخطأ وإقرار الحق

- ‌الوجه الثامن عشر: الطعن في القرآن طعن في التوراة والإنجيل إن صح القول بالاقتباس

- ‌الوجه التاسع عشر: مثال أخير فيما ذكره القرآن وما ذكرته التوراة والإنجيل عن عصمة الأنبياء، والبون الشاسع بينهما

- ‌18 - شبهة: الناسخ والمنسوخ

- ‌نص الشبهة:

- ‌المبحث الأول: تعريف النسخ

- ‌الوجه الأول: مقدمة حول الناسخ والمنسوخ

- ‌أولًا: تعريف النسخ لغة

- ‌ثانيًا: تعريف النسخ شرعًا:

- ‌أولًا: تعريف النسخ في اصطلاح المتقدمين

- ‌ثانيًا: تعريف النسخ في اصطلاح الأصوليين

- ‌ما لا بد منه في النسخ:

- ‌المبحث الثاني: أدلة وقوع النسخ:

- ‌أولًا: الدليل من القرآن

- ‌ثانيًا: الدليل من السنة:

- ‌ثالثًا: الدليل من الإجماع:

- ‌رابعًا: أدلة وقوعه عقلًا:

- ‌المبحث الثالث: أهمية علم الناسخ والمنسوخ

- ‌المبحث الرابع: الحكمة من النسخ

- ‌أولًا: حكمة نسخ الشرائع السابقة بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ثانيًا: حكمة نسخ الأحكام التكليفية في الشريعة الإسلامية:

- ‌المبحث الخامس: شروط النسخ

- ‌المبحث السادس: معرفة تقدم المنسوخ عن الناسخ

- ‌الطريق الأول: النطق الصريح وهو أربعة أنواع:

- ‌الأول: قول من الله تعالى

- ‌الثاني: قول من النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الثالث: إجماع الصحابة:

- ‌الرابع: قول الصحابي:

- ‌الطريق [الثاني] [*]: معرفة التاريخ وله صور

- ‌الأولى: النص على التأخير:

- ‌الثانية: النص على سنة الورود أو النزول:

- ‌الثالثة: النص على الغزوة:

- ‌الرابعة: أن يكون أحد الحديثين برواية من مات قبل رواية الحديث الآخر

- ‌الخامسة: نقل الصحابي لتقدم أحد الحكمين وتأخر الآخر

- ‌المبحث السابع: الأشياء التي يدخلها الناسخ والمنسوخ والتي لا يدخلها

- ‌المبحث الثامن: أقسام (أنواع) النسخ في القرآن

- ‌القسم الأول: نسخ الحكم والتلاوة جميعًا:

- ‌القسم الثاني: نسخ التلاوة دون الحكم

- ‌القسم الثالث: نسخ الحكم دون التلاوة

- ‌المبحث التاسع: أنواع الناسخ

- ‌أولًا: القسم المتفق على جوازه وهو:

- ‌ثانيًا: القسم المختلف فيه

- ‌المسألة الأولى: نسخ القرآن بالسنة

- ‌المسألة الثانية: نسخ السنة بالقرآن

- ‌المسألة الثالثة: نسخ المتواتر (قرآن وسنة) بالآحاد:

- ‌المبحث العاشر: النسخ بالإجماع والقياس

- ‌أولًا: النسخ بالإجماع

- ‌ثانيًا: النسخ بالقياس

- ‌المبحث الحادي عشر: الفرق بين النسخ والبداء

- ‌أولًا: تعريف البداء

- ‌ثانيًا: الفرق بين النسخ والبداء

- ‌الوجه الثاني: الرد على بعض الشبهات حول النسخ في القرآن

- ‌الشبهة الأولى:

- ‌الوجه الأول: بيان معنى الآية

- ‌الوجه الثاني: أن معنى الباطل في الآية ما خالف الحق، والنسخ حق

- ‌الوجه الثالث: الآية تدل على نوع خاص من النسخ

- ‌الشبهة الثانية: إنكار لبعض الآيات التي تثبت النسخ بتأويلات غير صحيحة

- ‌الآية الأولى:

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني:

- ‌الوجه الثالث:

- ‌الآية الثانية:

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني:

- ‌الآية الثالثة:

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني:

- ‌الوجه الثالث:

- ‌الوجه الرابع:

- ‌الوجه الخامس:

- ‌الوجه السادس:

- ‌الوجه السابع:

- ‌الوجه الثامن:

- ‌الوجه التاسع: هذه الدعاوي ليست صحيحة:

- ‌الآية الرابعة:

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني:

- ‌الوجه الثالث: بيان معنى الآية

- ‌الوجه الرابع: بيان الفائدة من هذا التكليف

- ‌الشبهة الثالثة:

- ‌الوجه الأول: أن الله لا يُسألُ عما يفعل

- ‌الوجه الثاني:

- ‌الوجه الثالث:

- ‌الشبهة الرابعة:

- ‌الوجه الأول:

- ‌الشبهة الخامسة

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني:

- ‌الشبهة السادسة: يقولون إن النسخ يستلزم اجتماع الضدين، واجتماعهما محال

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني:

- ‌الشبهة السابعة:

- ‌الوجه الأول: هذا الخبر المنقول عن موسى عليه السلام لا يصح

- ‌الوجه الثاني:

- ‌الوجه الثالث: على القول بصحته فلا تعارض

- ‌الوجه الرابع: التأبيد في التوراة لم يرد به الدوام

- ‌الوجه الخامس: زعمهم أن التوراة محفوظة في أيديهم كلام باطل

- ‌الشبهة الثامنة: يقولون إن المسيح عليه السلام قال: (السماء والأرض تزولان وكلامي لا يزول)

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني: الكتاب الذي بين أيديكم محرف، ولا يجوز الاحتجاج به

- ‌الوجه الثالث: على فرض صحتها إنما تدل على امتناع نسخ شيء من شريعة المسيح عليه السلام فقط

- ‌الشبهة التاسعة: هي الربط بين النسخ والبداء، فقد اتخذوا من إثبات النسخ ووقوعه في القرآن ذريعة إلى وصف الله عز وجل بالبداء

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني: الآية حجة عليهم، وأن التغير في المعلوم لا في العلم

- ‌الوجه الثالث:

- ‌الوجه الرابع: هذه الآثار مكذوبة على أئمة آل البيت

- ‌الوجه الخامس: ماذا قال الكتاب المقدس عن الرب في وصفه بالبداء

- ‌الشبهة العاشرة: قالوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي كان يدَّعِي النسخ. ويتشبثون بقول الله تعالى {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ} [النحل: 101]

- ‌الوجه الأول: بيان المعنى الصحيح للآية

- ‌الوجه الثاني: تكملة الآية وما بعدها يرد عليهم

- ‌الوجه الثالث: سباق ولحاق الآية ينكر هذه الدعوى

- ‌الشبهة الحادية عشرة: قالوا: إن النسخ يدل على وجود التحريف والتبديل في القرآن وأنه لم يحفظ؛ بل حصل فيه كثير من التغيير

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني: أن النسخ من محاسن القرآن لا من المطاعن فيه

- ‌الوجه الثالث:

- ‌الشبهة الثانية عشر: قالوا: إن النسخ حيلة ابتدعها المسلمون للخروج من مأزق التناقض بين الآيات

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني:

- ‌الوجه الثالث:

- ‌الوجه الرابع:

- ‌الوجه الخامس:

- ‌الشبهة الثالثة عشر: اعتراضهم على قوله تعالى: {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا} [البقرة: 106]

- ‌الوجه الأول: المراد بالخيرية في الآية التخفيف أو المصلحة وليست في التلاوة

- ‌الوجه الثاني: الخيرية في كلام الله ثابتة فهذا كلامه سبحانه وهو الذي حكم بذلك

- ‌الوجه الثالث: الجمهور على وقوع البدل إلى أثقل

- ‌الوجه الأول: القرآن محفوظ بحفظ الله تعالى فالله له الحكمة البالغة

- ‌الوجه الثاني: بيان معنى قوله تعالى: {أَوْ نُنْسِهَا}

- ‌أولًا: قراءة (ننسأها)

- ‌ثانيًا: قراءة (ننسها)

- ‌الشبهة الخامسة عشر: يقولون بأن النسخ يوجد في القرآن بكثرة وهذا يدل على عدم الحفظ

- ‌الوجه الأول: عند التحقيق النسخ قليل جدًا في القرآن

- ‌الوجه الثاني: موقف العلماء من النسخ

- ‌الوجه الثالث: بيان منشأ غلط المتزايدين في النسخ

- ‌الوجه الثالث: النسخ في الكتاب المقدس

- ‌أولًا: الناسخ والمنسوخ في العهد القديم

- ‌ثانيًا: النسخ في العهد الجديد:

- ‌ثالثا: نسخ العهد الجديد للعهد القديم:

- ‌19 - شبهات عن الأحرف السبعة، والقراءات

- ‌المبحث الأول: الأحرف السبعة

- ‌1 - الأدلة على نزول القرآن على سبعة أحرف:

- ‌2 - معنى الأحرف السبعة

- ‌3 - الحكمة في نزول القرآن على سبعة أحرف

- ‌4 - هل المصاحف العثمانية مشتملة على الأحرف السبعة أم لا

- ‌القول الأول: بقي من الأحرف السبعة ما يحتمله رسم المصحف

- ‌القول الثاني: بقاء حرف واحد من الأحرف السبعة

- ‌القول الثالث: بقاء الأحرف السبعة كلها

- ‌المبحث الثاني: القراءات ونشأتها

- ‌1 - تعريف القراءات

- ‌2 - نشأة القراءات:

- ‌3 - ضوابط القراءة الصحيحة

- ‌4 - القراءة الشاذة معناها، وأنواعها

- ‌القراءة الشاذة اصطلاحًا:

- ‌أنواع القراءات الشاذة:

- ‌5 - حكم الاحتجاج بالقراء الشاذة:

- ‌التفصيل

- ‌تعقيب:

- ‌حجة أصحاب هذا القول:

- ‌6 [*]- الذي يقبل من القراءات والذي لا يقبل

- ‌7 - الوجوه السبعة التي يقع فيها التغاير في أحرف القرآن ولا تخرج القراءات عنها

- ‌مذهب ابن قتيبة ومن وافقه

- ‌8 - فائدة اختلاف القراءات وتنوعها، وعلى أي شيء يتوجه اختلاف القراءات

- ‌أولًا: فائدة اختلاف القراءات

- ‌ثانيًا: على أي شيء يتوجه اختلاف هذه السبعة

- ‌سبب الاقتصار على قراءة الأئمة المشهورين:

- ‌1 - اشتهارهم بالثقة والأمانة وطول العمر في ملازمة القراءة به والاتفاق على الأخذ عنه

- ‌2 - تم ترشيح هؤلاء القراء السبعة للأخذ عنهم دون غيرهم على أساس من الموثوقية والحيادية المطلقة

- ‌9 [*]- معنى إضافة القراءة إلى من قرأ بها:

- ‌10 - دور المصحف، والرسم العثماني في القراءات

- ‌أولًا: دور المصحف العثماني في القراءات

- ‌المصحف الإمام نقلة حضارية كبرى في توثيق المعلومات

- ‌المصحف الإمام كان سببًا في ظهور مصطلح القراءات الشاذة في القاموس الإسلامي:

- ‌ثانيًا: مزايا الرسم العثماني:

- ‌المبحث الثالث: الرد على الشبهات:

- ‌الشبهة الأولى: ادعاؤهم أن نشأة القراءات كان بسبب خلو المصحف من النقط والشكل

- ‌نص الشبهة:

- ‌الوجه الأول: القراءات نزلت من عند الله وليست ناشئة من خلو المصاحف من النقط والشكل

- ‌الوجه الثاني: القراءات مصدرها التلقي والسماع وليس الاجتهاد والتشهي

- ‌الوجه الثالث: أن سيدنا عثمان لما أرسل المصاحف أرسل مع كل مصحف معلم يعلم المسلمين القراءة؛ ليكون الأصل التلقي

- ‌الوجه الرابع: في القرآن الكريم كلمات تكررت في مواضع كثيرة، ورُسمت برسم واحد في جمع المواضع، ولكنها في بعض المواضع وردت فيها القراءات، والبعض الآخر لم تتنوع فيها القرءات التم يحتملها رسمها؛ فدل على أن الأصل التلقي، وليس لخلو المصحف

- ‌الوجه الخامس: في القرآن الكريم كلمات رسمت غير معجمة ولا مشكولة، ورسمها يحتمل أكثر من قراءة، واللغة العربية تجيز فيها هذه القراءات، ومع ذلك ليس فيها إلا قراءة واحدة

- ‌الوجه السادس: لو كان الأمر على خلو المصحف من النقط والشكل فهذا لا يستقيم مع حكمة الله في حفظه للقرآن

- ‌الوجه السابع: لو كان الأمر على خلو المصحف من النقط والشكل، وعلى حسب الاختيار لما يحتمله الرسم؛ لكان القرآن من كلام البشر والله وعد بحفظه

- ‌الوجه الثامن: التبديل في القرآن الكريم يستوجب عقابًا من الله

- ‌الوجه التاسع: من القراء العشر من كان إمامًا في النحو، ومع ذلك كان يخالف مذهبه في النحو لأجل القراءة، مما يدل على أن الأصل التلقي لا لخلو المصحف من الشكل والنقط

- ‌الوجه العاشر: أجمع المسلمون على تواتر قراءات الأئمة العشرة، وثبوتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق القطع واليقين

- ‌الوجه الحادي عشر: القراءة ليست على الأفشى في اللغة والأقيس في العربية؛ بل على الأثبت في الأثر والأصح في النقل

- ‌الشبهة الثانية: الاختلاف في الأحرف يوقع في شك وريب من القرآن

- ‌نص الشبهة:

- ‌أولًا: تخريج النصوص وبيان صحتها:

- ‌ثانيًا: توجيه النصوص من وجوه:

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني:

- ‌الوجه الثالث:

- ‌الوجه الرابع: إن هذا قد نسخ

- ‌الوجه الخامس: هذا خاص لمعان متفق مفهومها، مختلف مسموعها

- ‌الوجه السادس: هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الوجه السابع: هذا الحكمُ إنما كان قبل الإجماع على ترتيب القرآن في المصحف العثماني

- ‌الوجه الثامن: كانوا يفعلون ذلك قبل العرضة الأخيرة

- ‌الوجه التاسع: المقصد من الزيادة بيان المعنى

- ‌الشبهة الثالثة: نزول القرآن على سبعة أحرف يخالف قول الله {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}

- ‌الشبهة الرابعة: معنى الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن هي القراءات السبع

- ‌الوجه الأول: مقدمة

- ‌الوجه الثاني: بيان الفرق بين القرآن والقراءات

- ‌الوجه الثالث: أن السبعة لم يكونوا قد خلقوا ولا وجدوا حين نطق الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث الشريف

- ‌الشبهة الخامسة: نزول القرآن على سبعة أحرف ينافي ما هو مقرر من أن القرآن نزل بلغة قريش وحدها

- ‌الوجه الأول: بيان قدر لغة قريش

- ‌الوجه الثاني: الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم واقعة كلها في لغة قريش

- ‌عناية المسلمين بتوجيه القراءات في ضوء العربية خدمة للقرآن:

- ‌الوجه الثالث: يَحْتَمِل أنْ يَكُون قَوْله "نَزَلَ بلِسَانِ قُرَيْش" أيْ اِبْتِدَاء نزوله، ثمَّ أبِيحَ أنْ يُقْرَأ بِلُغَةِ غَيْرهمْ

- ‌الشبهة السادسة: اتهام بعض القراء بالضعف كـ (عاصم، وحفص)؛ فكيف يقبل منهم القرآن

- ‌الوجه الأول: التعريف به وثناء العلماء عليه وخاصة في تحمله وأدائه لكتاب الله عز وجل

- ‌أولًا: التعريف بحفص:

- ‌ثانيًا: ثناء العلماء عليه:

- ‌الوجه الثاني: إن القائلين بضعف رواية حفص في الحديث اجتمعوا على صدقه في قراءة القرآن الكريم

- ‌الوجه الثالث: إن رواية حفص في القرآن لها العديد من الطرق غير حفص

- ‌الوجه الرابع: أن سبب الضعف متعلق بالضبط في رواية الأحاديث لا بالعدالة

- ‌أولًا: توجيه قول يحي بن معين

- ‌ثانيًا: توجيه قول ابن خراش:

- ‌ثالثًا: توجيه قول الحاكم:

- ‌الوجه الخامس: هناك فرق بين التوثيق للحديث والتوثيق للقراءة

- ‌الوجه السادس: كثرة من روى عنه القراءة دلالة على ثقته

- ‌الوجه السابع: تفرغ حفص لتعليم قراءة شيخه وتنقله بين الأمصار

- ‌الوجه الثامن: الطباعة

- ‌الوجه التاسع: إتقان حفص لروايته عن عاصم

- ‌الوجه العاشر: استحالة اجتماع الأمة على رواية حفص وهو غير ضابط لها

الفصل: ‌الوجه التاسع: منافاة أسلوب القرآن لأسلوب الشعر عامة

وهي أحق به: بحيث لا يجد المعنى في لفظه إلا مرآته الناصعة وصورته الكاملة ولا يجد اللفظ في معناه إلا وطنه الأمين، وقراره المكين (1)، لا يومًا أو بعض يوم؛ بل على أن تذهب العصور وتجيء العصور، فلا المكان يريد بساكنه بدلًا، ولا الساكن يبغي عن منزله حولًا. . . . وعلى الجملة يجيئك من هذا الأسلوب بما هو المثل الأعلى في صناعة البيان. . . . فإن أحببت أن تعرف للقرآن الكريم سبقه وأنت بعد لم ترزق قوة الفصل بين درجات الكلام، فسبيلك أن تأخذ الحكم مسلمًا عن أهله، وتقنع فيه بشهادة العارفين به، فها هو الوليد بن المغيرة لما سمع القرآن رقَّ له، فقال رَادًّا على أبي جهل: وماذا أقول؟ ! والله إن لقوله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمنير أعلاه، مشرق أسفله، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، وإنه ليحطم ما تحته (2).

هذا وإن بيان وبلاغة آيات القرآن الكريم تأبى وتتنافى ودعوى الأخذ من هذه الأشعار المتكلفة الضعيفة.

كما أنا لو سلمنا جدلًا بأن القرآن اقتبس في عشر آيات منه، من عشرة أبيات، فمن أين أتى القرآن بأكثر من ستة آلاف آية أخرى؟ !

‌الوجه التاسع: منافاة أسلوب القرآن لأسلوب الشعر عامة

.

ولو تنزلنا مرة أخرى مع القوم حسب عقولهم، وافترضنا صحة نسبة الأبيات إلى امرئ القيس؛ فإننا جميعًا سوف نصطدم بالاختلاف البائن بين أسلوب القرآن الكريم كلام رب العالمين وبين هذه الأشعار كلام المخلوقين.

وقد بوَّب الإمام البيهقي قبل رواية حديث الوليد الآنف الذكر فقال: باب اعتراف مشركي قريش بما في كتاب الله تعالى من الإعجاز، وأنه لا يشبه شيئًا من لغاتهم مع كونهم من أهل اللغة وأرباب اللسان (3).

(1) سبق قول ابن عطية في المحرر الوجيز 1/ 49: وكتاب الله لو نزعت منه لفظة، ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد، ونحن تبين لنا البراعة في أكثره ويخفى علينا وجهها في مواضع؛ لقصورنا عن مرتبة العرب يومئذ في سلامة الذوق وجودة القريحة وميز الكلام.

(2)

النبأ العظيم صـ 113: 116 (ملخصًا) وقد مرَّ قول الوليد محققًا في الوجه الأول.

(3)

دلائل النبوة للبيهقي 2/ 198.

ص: 280

ويقول القاضي عياض: من إعجاز القرآن صورة نظمه العجيب، والأسلوب الغريب، المخالف لأساليب كلام العرب ومناهج نظمها ونثرها الذي جاء عليه، ووقفت مقاطع آية، وانتهت فواصل كلماته إليه، ولم يوجد قبله ولا بعده نظير له، ولا استطاع أحد مماثلة شيء منه؛ بل حارت فيه عقولهم، وتدلَّهت دونه أحلامهم، ولم يهتدوا إلى مثله في جنس كلامهم من نثر أو نظم أو سجع أو رجز أو شعر، . . .، وإنه مما جُمع في قوة جزالته، ونصاعة ألفاظه، وحسن نظمه وإيجازه وأسلوبه لا يصح أن يكون في مقدور البشر، وأنه من باب الخوارق الممتنعة عن أقدار الخلق عليها كإحياء الموتى، وقلب العصا، وتسبيح الحصا (1).

ويقول ابن حزم: إن القرآن ليس من نوع بلاغة الناس (2).

ويقول: وأنه ليس من نوع كلام المخلوقين، لا من أعلاه ولا من أدناه ولا من أوسطه، وأنَّ آية ذلك الأقسام التي في أوائل السور، والحروف المقطعة التي لا يعرف أحد معناها، قال: وبرهان هذا أن إنسانا لو أدخل في رسالة له أو خطبة أو تأليف أو موعظة حروف الهجاء المقطعة لكان خارجًا عن البلاغة المعهودة بلا شك، فصح أنه ليس من نوع بلاغة الناس أصلًا (3).

هذا وإن البون شاسع بين القرآن والشعر والفروق بينهما كثيرة، ودليل ذلك في الأمور التالية:

الأول: لم ينزل القرآن الكريم على النمط المألوف من كلام العرب، فلم يأت على أسلوب الخطابة ولا الوصية ولا المثل ولا المنافرة ولا المفاخرة ولا المحاورة ولا نظم القصيد، فأسلوب وطريقة الشعر معروفة في الشكل العمودي للقصيدة العربية مع اتحاد القافية وتساوي الأشطر واتحاد بحر القصيدة، وليس شئ من هذا في القرآن فهو لم يكن شعرًا ولا نثرًا مرسلًا ولا سجعًا ولا مزاوجةً بل جاء على مذهب خارج عن المعهود من نظام كلام العرب ومبائن للمألوف من مناهج كلامهم، ينصرف على وجوه مختلفة، من ذكر قصص ومواعظ واحتجاج وحكم وأمثال، وترغيب وترهيب وأمر ونهي ووعد

(1) الشفا 1/ 264، 267.

(2)

الفصل في الملل والنحل 1/ 87.

(3)

السابق نفسه 3/ 12.

ص: 281

ووعيد وتبشير وتخويف وهو أثناء ذلك يتردد بين الإيجاز والإطناب، فما أجملَ القرآنَ فيما اشتمل عليه من دقة التصوير، وجمال الوصف، مع سمو التعبير، وعظمة التأثير، وروعة الإيجاز وبلاغة التكرار، وليس الشعر يبلغ في هذا فتيلًا (1).

قال أبو بكر العربي: القرآن خرج عن أنواع كلام العرب، وخصوصا عن وزن الشعر؛ ولذلك قال أخو أبي ذر لأبي ذر:"لقد وضعتُ قوله على أقوال الشعراء فلم يكن عليها"(2)، ولا دخل في بحور العروض الخمسة عشر، ولا في زيادات المتأخرين عليها؛ لأن تلك البحور تخرج من خمس دوائر: إحداها دائرة المختلف ينفك منها ثلاثة أبحر: وهي الطويل، والمديد، والبسيط؛ ثم تتشعب عليها زيادات كلها منفكة. الدائرة الثانية دائرة المؤتلف ينفك منها بحر الوافر، والكامل، ثم يزيد عليها زيادات لا تخرج عنها. . . وهكذا الدوائر الخمس ولقد اجتهد المجتهدون في أن يُجروا القرآن أو شيئا منه على وزن من هذه الأوزان فلم يقدروا، فظهر عند الولي والعدو أنه ليس بشعر (3).

يقول الطاهر بن عاشور: كيف يكون القرآن شعرًا والشعر كلام موزون مقفّى له معان مناسبة لأغراضه التي أكثرها هزل وفكاهة؟ فأين الوزن في القرآن، وأين التقفية، وأين المعاني التي ينتجها الشعراء، وأين نظم كلامهم من نظمه، وأساليبهم من أساليبه؟

(1)"القرآن معجزة العصور" لمحمد عبد المنعم خفاجي وآخرين من صـ 112: 116 بتصرف. ويقول د. مصطفى مسلم في (مباحث في إعجاز القرآن) صـ 142: الآية في النظم القرآني ليست بيت شعر، وجملة نثر، ومقطع سجع، بل هي قطعة من القرآن لها بداية ونهاية متضمنة في سورة، ولكل آية مقطع تنتهي به هو الفاصلة، وليست هذه الفاصلة قافية شعر، ولا حرف سجع، وإنما هي شاهد قرآني لا يوجد إلا فيه، ولا يعتدل في كلام غيره.

إن النظم القرآني البديع بهر العرب بحسن مبادئ الآي والمقاطع، وتماسك الكلمات واتساقها في التراكيب؛ بل وجدوا اتساقا بهر العقول وأعجز أهل الحكم والبلاغات، ونظاما والتئاما وإتقانا وإحكاما لم يدع في نفس واحد منهم موضع طمع، حتى خرست الألسن أن تدَّعي وتتقول.

(2)

صحيح مسلم (6516)

(3)

أحكام القرآن 4/ 1609، 1610

ص: 282

وما بني عليه أسلوب القرآن من تساوي الفواصل لا يجعلها موازية للقوافي كما يعلمه أهلُ الصناعة منهم وكُلُّ مَنْ زَاولَ مَبَادِئَ القَافية مِنَ المولدين، ولا أحسبهم دَعوهُ شعرًا إلا تعجلًا في الإِبطال، أو تمويهًا على الإِغفال، فأشاعوا في العرب أن محمدًا صلى الله عليه وسلم شاعر، وأن كلامه شعر (1).

الثاني: إن الأشعار الشهيرة ومنها المعلقات - فخر العرب - تخلو من كل قيمة فكرية أو إنسانية أو روحية أو أمر أو نهي أو إرشادٍ إلى خير بخلاف القرآن العظيم، فالأوامر فيه تصل إلى الألف آية وكذلك النواهي، ويحض على فعل كل خير وينهى عن كل شرِّ، ويرشد ويهدي إلى كل صلاح ونفع في الدنيا والآخرة.

وقد ذكر أبو بكر الباقلاني فصلًا جيدًا عن الشعر الحسن الذي يحلو لفظه وتقل فوائده (2).

وقال الشافعي مرة بمكة: سلوني عما شئتم أخبركم عنه في كتاب الله. فقيل له: ما تقول في المحرم يقتل الزنبور؟ فقال: بسم الله الرحمن الرحيم {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7].

فالقرآن الكريم حوى علمَ الأولينَ والآخرين فهو أصل العلوم كلها، فعلم الكلام من القرآن، وعلم الفقه وأصول الفقه وعلم النحو واللغة، وعلوم مثل التاريخ والطب والجدل وأصول الصنائع وغيرها الكثير. واشتمل على علم الزهد في الدنيا وأخبار الآخرة ومنها أهوال يوم القيامة وأحوال الناس فيه، كما يفصل أخبار مآلهم ففريق في الجنة وفريق في السعير، ثم ينتقل إلى وصف الجنة ونعيم أهلها وإلى وصف النار وجحيم أهلها إلى ما هنالك مما لا يعلم إلا عن طريق الوحي وهذا كثير جدا في القرآن.

يقول القاضي عياض: ومن إعجازه جمعه لعلوم ومعارف لم تعهد العرب عامة ولا محمد صلى الله عليه وسلم قبل نبوته خاصة بمعرفتها ولا القيام بها، ولا يحيط بها أحد من علماء الأمم، ولا يشتمل عليها كتاب من كتبهم، فجمع فيه من بيان علم الشرائع، والتنبيه على طرق الحجج العقليات،

(1) التحرير والتنوير 23/ 57، 58 مختصرًا.

(2)

في كتابه إعجاز القرآن صـ 160.

ص: 283

والرد على فِرَق الأمم ببراهين قوية، وأدلة بينة سهلة الألفاظ، موجزة المقاصد، رام المتحذلقون بعدُ أن ينصبوا أدلة مثلها فلم يقدروا عليها كقوله تعالى:{أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} [يس: 81] وقوله: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} [يس: 79] وقوله: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: 22] إلى ما حواه من علوم السير، وأنباء الأمم والمواعظ والحكم، وأخبار الدار الآخرة، ومحاسن الآداب والشيم، قال الله جل اسمه:{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 38]. وقال: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89]، وقال:{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} [الزمر: 27](1).

بل إن من خصائص القرآن الإخبار عن مستقبل الناس في الدنيا، وما سيحدث لهم من انتصار وتمكين لبعضهم، أو خزي وذلٍّ لبعض آخر، إلى آخر ما هو ليس في طوق البشر. ومَن تعاطى ذلك من المتنبئين والشعراء افْتُضِحَ فِي حِيْنِه، وما جاء في القرآن كان هو الحق المبين، فَمَنْ أصدقُ مِنَ الله حَدِيثًا. ومن إخبار القرآن عن ذلك وهو كثير قوله تعالى:{الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)} [الروم: 1 - 5]. (2)

(1) الشفا 1/ 277.

(2)

يقول الزرقاني في مناهل العرفان 2/ 307، 308: معنى هذا أن القرآن قد اشتمل على أخبار كثيرة من الغيوب التي لا علم لمحمد صلى الله عليه وسلم بها، . . .، من ذلك قصص عن الماضي البعيد المتغلغل في أحشاء القدم، وقصص عن الحاضر الذي لا سبيل لمحمد إلى رؤيته ومعرفته فضلا عن التحدث به، وقصص عن المستقبل الغامض الذي انقطعت دونه الأسباب وقصرت عن إدراكه الفراسة والألمعية والذكاء. وسر الإعجاز في ذلك كله أنه وقع كما حدث وما تخلف وجاء على النحو الذي أخبر به في إجمال ما أجمل وتفصيل ما فصل، وأنه إن اخبر عن غيب الماضي صدقه ما شهد به التاريخ، وإن أخبر عن غيب الحاضر صدقه ما جاء به الأنبياء وما يجد في العالم من تجارب وعلوم، وإن أخبر عن غيب المستقبل صدقه ما تلده الليالي وما تجيء به الأيام.

ص: 284

وهذا القرآن قد جاء بما حدث من عظيمات الأمور، ومهمات السير من بدء الخليقة إلى حين بعثة النبي صلى الله عليه وسلم مع كونه صلى الله عليه وسلم أميا لا يعرف شيئا من كتب السابقين وأنبائهم.

فالقرآن ليس كتاب قصص، وليس كتاب متعة وتسلية على نحو دواوين الشعراء فهو ليس شعرا أو أدبا أو حكمة أو تاريخًا أو اجتماعا، إنما هو خلاصة لكل ما في الحياة من حقائق ومعارف وعلوم وثقافات، ومنهج كامل لكل جانب من جوانب الحياة الروحية والعقلية والاجتماعية والسياسية، فهو كتاب الإنسانية كلها، وصحيفة البشرية قاطبة (1).

يقول السيوطي: قد اشتمل كتاب الله العزيز على كل شيء؛ أما أنواع العلوم فليس منها باب ولا مسألة هي أصل إلا وفي القرآن ما يدل عليها (2).

وظهر أثر هذا الأمر في القرآن في المجتمعات التي سلَّمت له وآمنت به، كيف أثَّر فيها وغير من الأخلاق الرديئة، وأرسى الأخلاق الحميدة مع الدعوة إلى الحق والعدل والعلم، ورسم المثل الإنسانية العليا وأهداف الأفراد والشعوب وتحديد الفلاح في الدنيا والآخرة.

الثالث: هذه القصائد الجاهلية العالية الحبْك والصياغة، لا تخلو من أخطاء تندُّ عن

فمن غيوب الماضي أن يخبر عن تلك القصص الرائعة للأنبياء إخبار مَن حضرها قال تعالى: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [هود: 49] كذكر بدء الخلق وقصص أصحاب الكهف وذي القرنين، ومن غيوب الحاضر ما يتصل بالله تعالى والملائكة والجن وفضح المنافقين في عصر النبي صلى الله عليه وسلم. ومن غيوب المستقبل إخبار القرآن عن الروم بأنهم سينتصرون في بضع سنين، وبأن النبي صلى الله عليه وسلم لن يُقتل؛ لأن الله عاصمه كما قال تعالى:{وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} وتحققت نبوءة القرآن فلم يتمكن أحد من أعدائه أن يقضي عليه مع كثرة عددهم ووفرة استعدادهم، وإخبار القرآن عن القرآن بأنه لن يُحرَّف قال تعالى:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ولم يحدث مع تطاول السنين ولن يحدث، وما جاء في مقام التحدي بأن الإنس والجن لن يأتوا بمثل القرآن قال عز وجل:{فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا} ولم يحدث أن جاء أحد بمثل سورة منه. بتصرف.

وهذا بخلاف المعجزات التي يكشف عنها العلم الحديث من وقت لآخر، وتفصيلها في باب الإعجاز من هذه الموسوعة.

(1)

"القرآن معجزة العصور" لمحمد عبد المنعم خفاجي وآخرين صـ 114.

(2)

انظر الإتقان للسيوطي 4/ 25: 33 ففيه تفصيل.

ص: 285

الشاعر، ومن ذلك ما ذكره أبو بكر الباقلاني إذ درس في كتابه (1) معلقة امرئ القيس المشهورة فأبان ما اشتملت عليه من أخطاء لغوية وفنية وغيرها.

قال ابن عطية: فالله تعالى قد أحاط بكل شيء علمًا، وأحاط بالكلام كله علما، فإذا ترتبت اللفظة من القرآن علم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى وتبين المعنى بعد المعنى، ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره، والبشر معهم الجهل والنسيان والذهول، ومعلوم ضرورة أن بشرا لم يكن قط محيطا، فبهذا جاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة، . . .، ويظهر لك قصور البشر في أن الفصيح منهم يصنع خطبة أو قصيدة يستفرغ فيها جهده، ثم لا يزال ينقحها حولا كاملا، ثم تعطي لآخر نظيره فيأخذها بقريحة جامة فيبدل فيها وينقح ثم لا تزال كذلك فيها مواضع للنظر والبدل، كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد. ونحن تبين لنا البراعة في أكثره ويخفى علينا وجهها في مواضع لقصورنا عن مرتبة العرب يومئذ في سلامة الذوق وجودة القريحة وميز الكلام (2).

الرابع: فصاحة العرب أكثرها في وصف مشاهدات، مثل وصف بعير أو فرس أو جارية أو ملك أو ضربة أو طعنة أو وصف حرب أو وصف غارة، وليس في القرآن من هذه الأشياء شيء فكان يجب أن لا تحصل فيه الألفاظ الفصيحة التي اتفقت العرب عليها في كلامهم (3).

الخامس: أنه تعالى راعى فيه طريقة الصدق، وتنزه عن الكذب في جميعه، وكل شاعر ترك الكذب والتزم الصدق نزل شعره ولم يكن جيدًا، ألا ترى أن لبيد بن ربيعة وحسان بن ثابت لما أسلما نزل شعرهما ولم يكن شعرهما الإسلامي في الجودة كشعرهما الجاهلي، فالشعر يعتمد على المبالغة والتهويل حتى قالوا أعذب الشعر أكذبه، وليس شيء من هذا في القرآن الكريم، وكيف يكون ذلك وهو كلام الله وحده لا كلام مخلوق سواه؟ !

(1) إعجاز القرآن من صـ 241: 322

(2)

المحرر الوجيز لابن عطية الأندلسي 1/ 49.

(3)

من النقطة الرابعة إلى الثامنة في هذا الوجه من التفسير الكبير للفخر الرازي 2/ 115، 116 بتصرف وزيادات.

ص: 286

يقول القلقشندي: لم ينزل الله القرآن على صفة نظم الشعر؛ بل نزهه عنه بقوله: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41)} [الحاقة: 41] وحرم نظمه على نبيه محمد؛ تشريفا لمحله وتنزيها لمقامه منبها على ذلك بقوله: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} [يس: 69]؛ وذلك أن مقاصد الشعر لا تخلو من الكذب، والتحويل على الأمور المستحيلة، والصفات المجاوزة للحد، والنعوت الخارجة عن العادة، وقذف المحصنات، وشهادة الزور، وقول البهتان، وسب الأعراض، وغير ذلك مما يجب التنزه عنه لآحاد الناس، فكيف بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا سيما الشعر الجاهلي الذي هو أقوى الشعر وأفحله؟ (1).

وقال الراغب: قال بعض الكفار عن النبي صلى الله عليه وسلم: إنه شاعر! فقيل: لِما وقع في القرآن من الكلمات الموزونة والقوافي، وقيل: أرادوا أنه كاذب، لأنه أكثر ما يأتي به الشاعر كذب، ومِنْ ثَمَّ سموا الأدلة الكاذبة شعرا، وقيل في الشعر: أحسنه أكذبه ويؤيد ذلك قوله تعالى: {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226)} (2).

السادس: إن الكلام الفصيح البليغ إنما يتفق في القصيدة: في البيت والبيتين والباقي لا يكون، وليس كذلك القرآن؛ لأنه كله فصيح بحيث يعجز الخلق عنه كما عجزوا عن جملته.

يذكر الباقلاني فصاحة القرآن فيقول: ليس للعرب كلام مشتمل على هذه الفصاحة والغرابة، والفوائد الغزيرة والحكم الكثيرة، والتناسب في البلاغة والتشابه في البراعة على هذا الطول وعلى هذا القدر، وإنما تنسب إلى حكيمهم كلمات معدودة وألفاظ قليلة، وإلى شاعرهم قصائد محصورة يقع فيها ما نبينه بعد هذا من الاختلال، ويعترضها ما نكشفه من الاختلاف، ويشملها ما نبديه من التعمل والتكلف والتجوز والتعسف، وقد حصل القرآن على كثرته وطوله متناسبا في الفصاحة على ما وصفه الله تعالى به فقال عز من قائل: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ

(1) صبح الأعشى في صناعة الإنشا 1/ 91.

(2)

فتح الباري 10/ 538.

ص: 287

إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر: 23]، وقوله:{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]، فأخبر سبحانه أن كلام الآدمي إن امتد وقع فيه التفاوت وبأن عليه الاختلال.

ونجد كلام البليغ الكامل والشاعر المفلق والخطيب المصقع يختلف على حسب اختلاف هذه الأمور، فمن الشعراء من يجود في المدح دون الهجو، ومنهم من يبرز في الهجو دون المدح، ومنهم من يسبق في التقريظ دون التأبين، ومنهم من يجود في التأبين دون التقريظ ومنهم من يغرب في وصف الإبل أو الخيل أو سير الليل أو وصف الحرب أو وصف الروض أو وصف الخمر أو الغزل أو غير ذلك مما يشتمل عليه الشعر ويتناوله الكلام ولذلك ضُرِبَ المَثَلُ بِامرِئِ القَيسِ إِذَا رَكِبَ والنابغةِ إذا رَهِبَ وبِزُهَيرٍ إذا رَغِبَ ومثل ذلك يختلف في الخطب والرسائل وسائر أجناس الكلام.

ومتى تأملت شعر الشاعر البليغ رأيت التفاوت في شعره على حسب الأحوال التي يتصرف فيها فيأتي بالغاية في البراعة في معنى فإذا جاء إلى غيره قَصُرَ عنه ووَقَفَ دُونَه، . . .، ثم نجد من الشعراء من يجود في الرجز ولا يمكنه نظم القصد أصلًا ومنهم من ينظم القصيد ولكن يقصر تقصيرًا عجيبًا، . . .، ومن الناس من يجود في الكلام المرسل فإذا أتى بالموزون قَصَّرَ وَنَقَصَ نُقْصَانا بَيِّنا ومنهم من يوجد بضد ذلك.

وقد تأملنا نظم القرآن فوجدنا جميع ما يتصرف فيه من الوجوه التي قدمنا ذكرها على حد واحد في حسن النظم، وبديع التأليف والرصف، لا تفاوت فيه ولا انحطاط عن المنزلة العليا، وكذلك قد تأملنا ما يتصرف إليه وجوه الخطاب من الآيات الطويلة والقصيرة؛ فرأينا الإعجاز في جميعها على حد واحد لا يختلف، وكذلك قد يتفاوت كلام الناس عند إعادة ذكر القصة الواحدة تفاوتًا بينًا ويختلف اختلافًا كبيرًا، ونظرنا القرآن فيما يعاد ذكره من القصة الواحدة؛ فرأيناه غير مختلف ولا متفاوت؛ بل هو على نهاية البلاغة وغاية البراعة؛ فعلمنا بذلك أنه مما لا يقدر عليه البشر (1).

(1) إعجاز القرآن لأبي بكر الباقلاني من صـ 35: 37.

ص: 288

يقول عبد القاهر الجرجاني: يقول ابنُ مسعودٍ في صفةِ القرآن: "لا يَتْفَهُ ولا يَتَشانُّ"(1) وقال: "إِذا وقعتُ في آلِ حم وقعتُ في رَوضات دَمِثاتٍ أتأنَّقُ فيهم" أي أَتتبَّع محاسنَهن. قال ذلك من أجلِ أوزان الكلمات ومن أجل الفواصلِ في أواخرِ الآيات (2).

السابع: أن كل من قال شعرًا فصيحًا في وصف شيء فإنه إذا كرره لم يكن كلامه الثاني في وصف ذلك الشيء بمنزلة كلامه الأول، وفي القرآن التكرار الكثير ومع ذلك كل واحد منها في نهاية الفصاحة بل ولم يظهر التفاوت أصلًا.

الثامن: أنه اقتصر على إيجاب العبادات وتحريم القبائح والحث على مكارم الأخلاق وترك الدنيا واختيار الآخرة وأمثال هذه الكلمات توجب تقليل الفصاحة؛ لذا يبتعد الشعر عنها وتقل في الشعر الجاهلي خاصةً.

التاسع: مما يقوله القاضي عياض: ومنها الروعة التي تلحق قلوب سامعيه وأسماعهم عند سماعه، والهيبة التي تعتريهم عند تلاوته، وهي على المكذبين به أعظم حتى كانوا يستثقلون سماعه ويزيدهم نفورًا، ويودون انقطاعه لكراهتهم له، وأما المؤمن فلا تزال روعته به وهيبته إياه مع تلاوته تُولِيه انجذابًا ليل قلبه إليه وتصديقه به، قال الله تعالى: {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ

ويقول الفخر الرازي في التفسير الكبير 2/ 116: إنهم قالوا: إن شعر امرئ القيس يحسن عند الطرب وذكر النساء وصفة الخيل، وشعر النابغة عند الخوف، وشعر الأعشى عند المطلب ووصف الخمر، وشعر زهير عند الرغبة والرجاء، وبالجملة فكل شاعر يحسن كلامه في فن فإنه يضعف كلامه في غير ذلك الفن، أما القرآن فإنه جاء فصيحًا في كل الفنون على غاية الفصاحة ألا ترى أنه سبحانه وتعالى قال في الترغيب:{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17] وقال تعالى: {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ} [الزخرف: 71] وقال في الترهيب: {أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ} الآيات [الإسراء: 68].

(1)

هذا الأثر في مسند الإمام أحمد 1/ 405 من حديث طويل: (إن هذا القرآن لا يختلف، ولا يستشن ولا يتفه لكثرة الرد) وذكر هذا الأثر بهذا اللفظ أبو عبيد القاسم بن سلام في (غريب الحديث) 3/ 153، 4/ 55. و (يتشان): لا يخلق، وهو مأخوذ من (الشن) وهو الجلد الخلق البالي. و (يستشن): يصير شنا باليا. و (يتفه) من الشيء (التافه)، أي لا يبتذل حتى يلحق بالخسيس.

(2)

دلائل الإعجاز صـ 388.

ص: 289

يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر: 23] وقال: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر: 21] ويدل على أن هذا شيء خُصَّ القرآن به أنه يَعْتَرِي مَنْ لا يفهم معانيه ولا يعلم تفاسيره، كما روى عن نصراني أنه مر بقارئ، فوقف يبكى. فقيل له: مم بكيت؟ قال: للشجا والنظم.

وهذه الروعة قد اعترت جماعة قبل الإسلام وبعده فمنهم من أسلم لها لأول وَهْلَةٍ، ومنهم من كفر، فَحُكِيَ في الصحيح عن جبير بن مطعم قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35)} وإلى قوله:{الْمُصَيْطِرُونَ} كاد قلبي أن يطير للإسلام (1).

وعن عتبة بن ربيعة أنه كلم النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من خلاف قومه فتلا عليهم: {حم} فصلت إلى قوله: {صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13)} فأمسك عتبة بيده على فِي النبي صلى الله عليه وسلم وناشده الرحم أن يكف، وفي رواية: فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ وعتبة مصغ ملق يديه خلف ظهره معتمد عليهما حتى انتهى إلى السجدة فسجد النبي صلى الله عليه وسلم وقام عتبة لا يدرى بم يراجعه، ورجع إلى أهله ولم يخرج إلى قومه حتى أتوه فاعتذر لهم، وقال: والله لقد كلمني بكلام، والله ما سمعت أذناى بمثله قط فما دريت ما أقول له (2).

وقال مالك بن نبي: وهناك شهادات سجلتها لنا السيرة في ذلك العصر، تقدم لنا معلومات واسعة عن التأثير الغلاب الذي كان لآيات القرآن على النفس البدوية.

فعمر رضي الله عنه يتحول إلى الإسلام بفعل هذا التأثير، على حين قد عبر الوليد بن المغيرة الذي كان مثالا في الفصاحة والفخر الأدبي عن رأيه في (سحر القرآن) بقول: والله، . . .، إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه.

(1) صحيح البخاري (4476).

(2)

الشفا بتعريف حقوق المصطفى 1/ 273.

ص: 290

هذه اللغة التي لم تعبر حتى تلك اللحظة - قبيل الرسالة - إلا عن ذكاء بدو الصحراء، تحتاج بقدر ما أن تثري لكي تشبع رغبات عقل واجهته - منذ ذلك الحين - المشاكل الغيبية والشرعية والاجتماعية بل العلمية أيضًا. (1)

العاشر: مما يقوله القاضي عياض: ومنها مشاكلة بعض أجزائه بعضا، وحسن ائتلاف أنواعها والتئام أقسامها، وحسن التخلص من قصة إلى أخرى، والخروج من باب إلى غيره على اختلاف معانيه، وانقسام السورة الواحدة إلى أمر ونهى، وخبر واستخبار، ووعد ووعيد، وإثبات نبوة وتوحيد وتفريد، وترغيب وترهيب إلى غير ذلك من فوائده دون خلل يتخلل فصوله. والكلام الفصيح إذا اعتوره مثل هذا ضعفت قوته، ولانت جزالته، وقل رونقه، وتقلقلت ألفاظه؛ فتأمل أول (ص) وما جمع فيها من أخبار الكفار وشقاقهم وتقريعهم بإهلاك القرون من قبلهم، وما ذكر من تكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وتعجبهم مما أتى به والخبر عن اجتماع ملئهم على الكفر، وما ظهر من الحسد في كلامهم وتعجيزهم وتوهينهم ووعيدهم بخزي الدنيا والآخرة، وتكذيب الأمم قبلهم، وإهلاك الله لهم، ووعيد هؤلاء مثل مصابهم، وتصبير النبي صلى الله عليه وسلم على أذاهم وتسليته بكل ما تقدم ذكره، ثم أخذ في ذكر داود وقصص الأنبياء، كل هذا في أوجز كلام وأحسن نظام (2).

الحادي عشر: مما يقوله أبو بكر الباقلاني: كلام الفصحاء يتفاوت تفاوتا بينا في الفصل والوصل، والعلو والنزول، والتقريب والتبعيد، وغير ذلك مما ينقسم إليه الخطاب عند النظم ويتصرف فيه القول عند الضم والجمع، ألا ترى أن كثيرا من الشعراء قد وُصف بالنقص عند التنقل من معنى إلى غيره، والخروج من باب إلى سواه؛ حتى إن أهل الصنعة قد اتفقوا على تقصير البحتري مع جودة نظمه وحسن وصفه في الخروج من النسيب إلى المديح، وأطبقوا على أنه لا يحسنه، ولا يأتي فيه بشيء، وإنما اتفق له في مواضع معدودة خُروجٌ يُرْتَضَى، وتَنَقُّلٌ يُسْتَحْسَنُ، أما القرآن فإنه على اختلاف فنونه، وما يتصرف

(1) الظاهرة القرآنية صـ 191.

(2)

الشفا 1/ 280.

ص: 291

فيه من الوجوه الكثيرة، والطرق المختلفة يجعل المختلف كالمؤتلف، والمتباين كالمتناسب، والمتنافر في الأفراد إلى حد الآحاد، وهذا أمر عجيب تبين به الفصاحة، وتظهر به البلاغة، ويخرج معه الكلام عن حد العادة ويتجاوز العرف (1).

الثاني عشر: إنه لا يزال الناس قديما وحديثا إذا سُرُّوا مِن كلامٍ أو أسلوبٍ وأعجبهم جماله حَاكُوه وقَلَّدُوه.

يقول الباقلاني: الناس إذا استحسنوا شيئًا اتبعوه، وتنافسوا في محاكاته بباعث الجبلة. وكذلك رأينا أصحاب هذا الصناعة يتبع بعضهم بعضا فيما يستجيدونه من الأساليب، وربما أدركَ اللَّاحِقُ السَّابِقَ وأَرْبَى عليه، كما صنع ابن العميد بأسلوب الجاحظ، وكما يصنع الكتاب والخطباء اليوم في اقتداء بعضهم ببعض. وما أساليب الناس على اختلاف طرائقها في النثر والشعر إلا مناهل مورودة، ومسالك معبدة، تؤخذ بالتعلم، وتراض الألسنة والأقلام عليها بالمرانة، كسائر الصناعات.

فما الذي منع الناس أن يخضعوا أسلوب القرآن لألسنتهم وأقلامهم، وهم شرع في استحسان طريقته، وأكثرهم الطالبون لإبطال حجته؟

وما ذاك إلا لأن فيه من غريب تأليفه في بنيته، وما اتخذه في رصف حروفه وكلماته وجُمله وآياته، من نظام له سمتٌ وحده، وطابع خاص به، خرج فيه عن هيئة كل نظام تعاطاه الناس أو يتعاطونه. فلا جرم لم يجدوا له مثالًا يحاذونه به، ولا سبيلًا يسلكونه إلى تذليل منهجه. يقول ابن عطية: لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب على لفظة أحسن منها لم توجد.

وآية ذلك أن أحدًا لو حاول أن يدخل عليه شيئًا من كلام الناس من السابقين منهم أو اللاحقين، من الحكماء أو البلغاء أو النبيين والمرسلين؛ لأفسد بذلك مزاجه في فم كل قارئ، ويجعل نظامه يضطرب في أذن كل سامع، وإذًا لنادى الداخل على نفسه بأنه واغل

(1) إعجاز القرآن صـ 38.

ص: 292

دخيل، ولنفاه القرآن عن نفسه كما ينفي الكير خبث الحديد (1) {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)} [فصلت: 42].

الثالث عشر: أن الشعر قاله ويقوله الناس - منذ أن نطق الإنسان - المجيدون منهم الآلاف بل يزيدون، فضلا عن غيرهم، بل إن الشعراء المجيدين يفاضل الناس بينهم فيقولون: فلان أَشْعَرَ من فلان أو فلان أشعر الناس في الهجاء، وفلان أشعر الشعراء في الوصف، وآخر في الرثاء إلى غير ذلك.

وليس شيء من هذا في القرآن في دبير أو نفير، فإذا كان امرؤ القيس أشعر الشعراء؛ فإن ذلك لم يكن مسلما به حتى في زمانه.

يقول عبد القاهر الجرجاني: في حديث علقمة الفحل أنه لما قال له امرؤ القيس، وقد تناشدا: أَيُّنَا أَشعرُ؟ ، قال: أنا، غيرَ مُكْتَرِثٍ ولا مُبالٍ، حتى قال امرؤ القيس: فقُلْ وَانْعَتْ فَرَسَكَ وناقتَك، وأقولُ وأَنْعَتُ فرسي وناقتي.

فقال علقمة: إني فاعل، والحكَمُ بَيْني وبَينك المرأةُ من ورائك، يعني أُمَّ جُنْدُب امرأة امرئ القيس، فقال امرؤ القيس:

خَلِيلَيَّ مُرَّا بِي عَلَى أُمِّ جُنْدَبِ

نُقَضِّ لُبَانَاتِ الفُؤَادِ المُعَذَّبِ

وقال عَلْقمة:

ذَهَبْتَ مِنَ الهِجْرَانِ في كُلِّ مَذْهَبِ

وَلَمْ يَكُ حَقًّا كُلُّ هَذَا التَّجَنُّبِ

وتحاكما إلى المرأة، ففَضَّلَت علقَمة.

ويقول عبد القاهر: وقالوا: كان الأوائل لا يفضلون على زهير أحدا في الشعر ويقولون: "قد ظلمه حقَّه من جعله كالنابغة". قالوا: "وعامة أهل الحجاز على ذلك".

(1) الوجه الثاني عشر جاء ملخصًا من كتاب (النبأ العظيم) للدكتور: عبد الله دراز صـ 134 وانظر تفصيل إعجاز أسلوب القرآن وخصائصه في الكتاب نفسه من صـ 135: 16، وليس منها شيء في أسلوب الشعر.

ص: 293