الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد وضعتُ كل الروايات الضعيفة - المجمع على ضعفها - في آخر البحث.
رواية أبي موسى الأشعري:
عن قراد أبي نوح قال: أنبأ يونس بن أبي إسحاق، عَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ أَبِى مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجَ أبُو طَالِبٍ إِلَى الشَّامِ وَخَرَجَ مَعَهُ النبي صلى الله عليه وسلم في أَشْيَاخٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَلَمّا أَشْرَفُوا عَلَى الرَّاهِبِ هَبَطُوا فَحَلُّوا رِحَالَهُمْ فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ الرَّاهِبُ وَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَمُرُّونَ بِهِ فَلَا يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ وَلَا يَلْتَفِتُ. قَالَ: فَهُمْ يَحُلُّونَ رِحَالَهُمْ فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُهُمُ الرَّاهِبُ حَتَّى جَاءَ؛ فَأَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: هَذَا سَيِّدُ الْعَالَمِينَ، هَذَا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ يَبْعَثُهُ الله رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ. فَقَالَ لَهُ أَشْيَاخٌ مِنْ قُرَيْشٍ: مَا عِلْمُكَ؟ فَقَالَ: إِنَّكُم حِينَ أَشْرَفْتُمْ مِنَ الْعَقَبَةِ لَمْ يَبْقَ شَجَرٌ وَلَا حَجَرٌ إِلَّا خَرَّ سَاجِدًا وَلَا يَسْجُدَانِ إِلَّا لنبي، وإني أَعْرِفُهُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ أَسْفَلَ مِنْ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ مِثْلَ التُّفَّاحَةِ. ثُمَّ رَجَعَ فَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا فَلَمَّا أَتَاهُمْ بِهِ وَكَانَ هُوَ في رِعْيَةِ الإِبِلِ قَالَ: أَرْسِلُوا إِلَيْهِ فَأَقْبَلَ وَعَلَيْهِ غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْقَوْمِ وَجَدَهُمْ قَدْ سَبَقُوهُ إِلَى فيء الشَّجَرَةِ فَلَمَّا جَلَسَ مَالَ فيء الشَّجَرَةِ عَلَيْهِ فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَى فيء الشَّجَرَةِ مَالَ عَلَيْهِ. قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ قَائِمٌ عَلَيْهِمْ وَهُوَ يُنَاشِدُهُمْ أَنْ لَا يَذْهَبُوا بِهِ إِلَى الرُّومِ فَإِنَّ الرُّومَ إِذَا رَأَوْهُ عَرَفُوهُ بِالصِّفَةِ فَتقْتُلُونَهُ فَالْتَفَتَ فَإِذَا بِسَبْعَةٍ قَدْ أَقْبَلُوا مِنَ الرُّومِ فَاسْتَقْبَلَهُمْ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قَالُوا: جِئْنَا أَنَّ هَذَا النبي خَارِجٌ في هَذَا الشَّهْرِ فَلَمْ يَبْقَ طَرِيقٌ إِلَّا بُعِثَ إِلَيْهِ بِأُنَاسٍ وَإِنَّا قَدْ أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ بُعِثْنَا إِلَى طَرِيقِكَ هَذَا. فَقَالَ هَلْ خَلْفَكُمْ أَحَدٌ هُوَ خَيْرٌ مِنْكُمْ؟ قَالُوا إِنَّمَا أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ بِطَرِيقِكَ هَذَا. قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ أَمْرًا أَرَادَ الله أَنْ يَقْضِيَهُ هَلْ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ رَدَّهُ؟ قَالُوا لَا. قَالَ فَبَايَعُوهُ وَأَقَامُوا مَعَهُ. قَالَ أَنْشُدُكُمُ الله أَيُّكُمْ وَلِيُّهُ؟ قَالُوا: أَبُو طَالِبٍ فَلَمْ يَزَلْ يُنَاشِدُهُ حَتَّى رَدَّهُ أبُو طَالِبٍ وَبَعَثَ مَعَهُ أبُو بَكْرٍ بِلَالًا وَزَوَّدَهُ الرَّاهِبُ مِنَ الْكَعْكِ وَالزَّيْتِ. (1)
(1) منكر. أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 430)، والترمذي في سننه (4/ 496) وأبو نعيم في "دلائل النبوة" 1/ 53، وابن حبان في الثقات 1/ 44: 42، والبزار في البحر الزخار (3096)، والخطيب في تاريخه 10/ 252، والحاكم في "المستدرك"(2/ 615 - 616)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 6/ 187 - 188، والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 24، وابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 120، من طرق عن قراد أبي نوح بنحوه.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه إلا يونس بن إبي إسحاق، ولا عن يونس إلا عبد الرحمن بن غزوان المعروف بقراد. مسند البزار 3096.
قال الترمذي: حسن غريب لا يُعرف إلا من هذا الوجه، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي قائلًا: أظنه موضوع، فبعضه باطل، قلت: ورجال إسناده ثقات، لكن الحديث استنكره جماعة عن قراد.
قال الخطيب: قال الأصم: سمعت العباس - أي الدوري - يقول: ليس في الدنيا يحدث به غير قراد أبي نوح، وسمع هذا أحمد ويحيى بن معين من قراد.
وزاد ابن عساكر بعد أن ساق هذا القول فقال: وقالا: إنما سمعناه من قراد؛ لأنه من الغرائب والأفراد التي تفرد بروايتها عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه.
وقد استنكر كثير من النقاد هذا الحديث جملة ومشاه آخرون ولكن ضعفوا الزيادة التي فيها ذكر بلال وأبي بكر.
وقال الذهبي في تعليقه على المستدرك 2/ 615: أظنه موضوعًا فبعضه باطل، وقال في تاريخ الإسلام 1/ 13: وهو حديث منكر جدًا.
وقال السخاوي: ووقع في خروج النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه إلى الشام وقصة بحيرى الراهب مما أورده ابن إسحق معضلًا، وقراد أبي نوح واسمه عبد الرحمن بن غزوان وهو ممن خرج له البخاري ووثقه جماعة من الأئمة الحفاظ، ولم أر فيه جرحًا، ومع هذا ففي حديثه هذا غرابة، ولذا قال الترمذي: إنه حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقال عباس الدوري: ليس في الدنيا أحد يحدث به غيره وقد سمعه منه أحمد وابن معين لغرابته وانفراده به، حكاه البيهقي وابن عساكر، وأبو موسى: إما أن يكون تلقاه من النبي صلى الله عليه وسلم فيكون أبلغ، أو من بعض كبار الصحابة أو كان مشهورًا أخذه بطريق الاستفاضة، وبالجملة فلم تذكر الغمامة في حديث أصح من هذا. المقاصد الحسنة 1/ 35.
وضعَّف القصة الدكتور: أكرم ضياء العمري: قال:
وقصة بحيرى لا تثبت أمام النقد الحديثي (انظر: مرويات السيرة النبوية بين قواعد المحدثين وروايات صـ 30)، وأبطلها عبد العزيز راشد (أصول السيرة المحمدية صـ 22)
وقال ابن كثير في البداية والنهاية 2/ 213، 266: "فيه من الغرائب أنه من مرسلات الصحابة، فإن أبا موسى الأشعري راوي الحديث إنما قدم في سنة خيبر، سنة سبع من الهجرة، ولا يلتفت إلى قول ابن إسحاق في جعله له من المهاجرة إلى أرض الحبشة من مكة. وعلى كل تقدير فهو مرسل. وقال أيضًا: وهو إسناد صحيح، ولكن في متنه غرابة قد بسط الكلام عليه في موضع آخر، وفيه ذكر الغمامة ولم أرها ذكرًا في حديث ثابت أعلمه سواه. الفصول 1/ 116.
وقال ابن سيد الناس: ليس في إسناد هذا الحديث إلا من خرج له في (الصحيح) وعبد الرحمن بن غزوان أبو نوح ثقة وقد انفرد به البخاري ويونس بن أبي إسحق تفرد به مسلم ومع ذلك فيه نكارة وهي إرسال أبي بكر
ومع سقوط إسناد هذه الرواية كما هو مبين في الحاشية فكذلك في متنها نكارة.
قال الذهبي:
1 -
فأين كان أبو بكر؟ كان ابن عشر سنين فإنه أصغر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين ونصف.
2 -
وأين كان بلال في هذا الوقت؟ فإن أبا بكر لم يشتره إلا بعد المبعث ولم يكن ولد بعد.
3 -
وأيضًا فإذا كان عليه غمامة تظله كيف يتصور أن يميل فيء الشجرة؟ لأن ظل الغمامة يعدم فيء الشجرة التي نزل تحتها.
4 -
ولم نر النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أبا طالب قط بقول الراهب، ولا تذاكرته قريش، ولا حكته أولئك الأشياخ مع توفر هممهم ودواعيهم على حكاية مثل ذلك فلو وقع لاشتهر بينهم أيما اشتهار.
5 -
ولبقي عنده صلى الله عليه وسلم حس من النبوة؛ ولما أنكر مجيء الوحي إليه أولًا بغار حراء وأتى خديجة خائفا على عقله.
= مع النبي صلى الله عليه وسلم بلالا فكيف وأبو بكر حينئذ لم يبلغ العشر سنين؟ ) (عيون الأثر 1/ 43) وذكر الألباني أن قول ابن سيد الناس هذا يوافق قول من ذهب إلى تصحيح الخبر، إلا أن ذكر أبا بكر وبلال خطأ في الرواية وعليه فباقي الحديث صحيح. فقال: والحقيقة أن كلام ابن سيد الناس مطابق لكلامي تمام المطابقة كما يظهر بداهة. دفاع عن الحديث النبوي والسيرة 1/ 70.
قال ابن القيم في زاد المعاد: وقع في كتاب الترمذي وغيره أنه بعث معه بلالًا وهو من الغلط الواضح فإن بلالًا إذ ذاك لعله لم يكن موجودًا وإن كان فلم يكن مع عمه ولا مع أبي بكر، وذكر البزار في مسنده هذا الحديث ولم يقل: وأرسل معه عمه بلالًا ولكن قال رجلًا.
وقال ابن حجر: وحديث أبي موسى الأشعري أخرجه الترمذي وغيره ولم يسم فيها الراهب وزاد فيها لفظة منكرة وهي قوله: وأتبعه أبو بكر بلالًا وسبب نكارتها أن أبا بكر حينئذ لم يكن متأهلًا ولا اشترى يومئذ بلالًا، وقد وردت هذه القصة بإسناد رجاله ثقات إلا أن يحمل على أن هذه الجملة الأخيرة مقتطعة من حديث آخر أدرجت في هذا الحديث. وفي الجملة هي وهم من أحد رواته. الإصابة 1/ 118، وفتح الباري 8/ 587.
وقال البيهقي هذه قصة مشهورة عند أهل المغازي، وقال السيوطي: ولها شواهد عدة تقضي بصحتها. انظر: (الخصائص الكبرى 1/ 140)، دفاع عن الحديث النبوي والسيرة 1/ 70، وجامع الأحاديث (35/ 465)، وكشف الخفاء 1/ 141).