الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذَكرت الرواية السابقة من أمر عبد المطلب.
ثانيًا: ورقة والنبي صلى الله عليه وسلم في شبابه:
عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق بن يسار قال: "وكانت خديجة بنت خويلد قد ذكرت لورقة بن نوفل بن أسد؛ وكان ابن عمها؛ وكان نصرانيًا؛ قد تبع أهل الكتاب؛ وعلم من علم الناس - ما ذكر لها غلامُها ميسرة من قول الراهب، وما كان رأى منه إذ كان الملكان يظلانه. فقال ورقة: لئن كان هذا حقًّا يا خديجة إن محمدًا لنبي هذه الأمة، قد عرفت أنه كائن لهذه الأمة نبي ينتظر هذا زمانه. أو كما قال. فجعل ورقة يستبطئ الأمر ويقول: حتى متى؟ فكان فيما يذكرون يقول أشعارًا يستبطئ فيها خبر خديجة ويستريث ما ذكرت خديجة، فقال ورقة بن نوفل:
أتبكر أم أنت العشية رائح
…
وفي الصدر من إضمارك الحزن فادح
لفرقة قوم لا أحب فراقهم
…
كأنك عنهم بعد يومين نازح
وأخبار صدق خبرت عن محمد
…
يخبرهما عنه إذا غاب ناصح
بفتاك الذي وجهت يا خير حرة
…
بغور وبالنجدين حيث الصحاصح
إلى سوق بصرى والركاب التي غدت
…
وهن من الأحمال قعص دوالح
يخبرنا عن كل حبر بعلمه
…
وللحق أبواب لهن مفاتح
كأن ابن عبد الله أحمد مرسل
…
إلى كل من ضمت عليه الأباطح
وظني به أن سوف يبعث صادقًا
…
كما أرسل العبدان هود وصالح
وموسى وإبراهيم حتى يرى له
…
بها ومنشور من الذكر واضح
ويتبعه حيا لؤي جماعة
…
شبابهم والأشيبون الجحاجح
فإن أبقَ حتى يدرك الناس دهره
…
فإني به مستبشر الود فارح
وإلا فإني يا خديجة فاعلمي
…
عن أرضك في الأرض العريضة سائح (1)
(1) دلائل النبوة للبيهقي 1/ 491، عيون الأثر 1/ 74، خزانة الأدب 1/ 437، سبل الهدى والرشاد 2/ 160، البداية والنهاية 2/ 297.