الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصد أن يتخلوا عن بطحاء مكة إذا عادوا لقضاء العمرة، فلما عادوا وفارقوا قعيقعان وهو جبل في مقابلة الحجر والميزاب فكانوا يظهرون القوة والجلادة بحيث تقع أبصارهم عليهم، فإذا صاروا بين الركنين اليمانيين كان البيت حائلا بينهم وبين أبصار الكفار.
لم أجده بهذا السياق، وقد تقدم معناه عن ابن عباس.
[3420]
- وللبخاري (1) تعليقا -ووصله الطّبراني (2) والإسماعيلي- من حديثه: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم لعامِه الّذي استأمن قال: "ارْمِلُوا"؛ ليُرِيَ المشركين قوَّتَهم، والمشركون من قبل قعيقعان.
تنبيه
قوله: يتئدون -بالتاء المثناة المثقلة، والدال المهملة- من التؤدة، ويقال: يبازون -بالباء الموحدة والزاي- يقال: تبازى في مشيته: إذا حرك عجيزته.
1304 -
[3421]- قوله: اشتهر السعي من غير رقي على الصّفا (3): عن عثمان وغيره من الصّحابة من غير إنكار.
(1) صحيح البخاري -كتاب المغازي. باب عمرة القضاء- (عقب حديث 4256).
(2)
المعجم الكبير (رقم10625).
(3)
[ق/353].
الشافعي (1) والبيهقي (2) من طريقه عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه أخبرني من رأى عثمان يقوم في حوض في أسفل الصّفا ولا يصعد عليه.
قلت:
[3422]
- وفي "صحيح مسلم"(3) من حديث جابر: أنه سعى راكبًا، ولا يمكن الرقي مع الركوب على الصفا، بل في سفلها.
1305 -
[3423]- حديث: أنه صلى الله عليه وسلم لم يرمل في طوافه بعد ما أفاض.
أبو داود (4) والنسائي (5) وابن ماجه (6) والحاكم (7) من حديث ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرمل في السبع الذي أفاض فيه.
1306 -
[3424]- حديث: أنه صلى الله عليه وسلم رمل في طواف عُمَرِه كلِّها، وفي بعض أنواع الطواف في الحج.
أحمد (8): حدثنا أبو معاوية، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس
(1) الأم للشافعي (2/ 211).
(2)
السنن الكبرى (5/ 95).
(3)
صحيح مسلم (رقم 1273).
(4)
سنن أبي داود (رقم 2001).
(5)
السنن الكبرى (رقم 4170).
(6)
سنن ابن ماجه (رقم 3060).
(7)
مستدرك الحاكم (1/ 475).
(8)
مسند الإِمام أحمد (1/ 225).
قال: رمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عُمَرِه كلِّها، وفي حجِّه، وأبو بكر وعمر وعثمان والخلفاء.
وأما قوله: "وفي بعض أنواع الطواف في الحجِّ" فيريد به طواف القدوم دون غيره.
[3425]
- وفي "الصحيحين"(1) عن ابن عمر: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طاف في الحجِّ، أو العمرة أول ما يَقدم فإنّه يسعى ثلاثةَ أشواط بالبيت، ويمشي أربعًا.
وقد مضى حديث ابن عباس: أنه لم يرمل في الإفاضة.
1307 -
[3426]- حديث: روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو في رمله: "اللهُمّ اجْعَلْهُ حَجًّا مَبْرورًا، وَذَنْبًا مَغْفُورًا، وَسَعْيًا مَشْكورًا".
لم أجده. وذكره البيهقي (2) من كلام الشافعي.
[3427]
- وروى سعيد بن منصور في "السنن" عن هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: كانوا يحبون للرجل إذا رمى الجمار أن يقول: اللهم اجعله حجًّا مبرورا، وذنبا مغفورا.
[3428، 3429]- وأسنده من وجهين ضعيفين، عن ابن مسعود وابن عمر من قولهما عند رمي الجمرة.
(1) صحيح البخاري (رقم 1604) وصحيح مسلم (رقم 1261)(231).
(2)
السنن الكبرى (5/ 84).
1308 -
[3430]- حديث: أنه صلى الله عليه وسلم بدأ بالصفا وقال: "ابْدَأُوا بِمَا بَدَأ الله بِهِ".
النسائي (1) من حديث جابر الطويل بهذا اللّفظ.
وصححه ابن حزم (2)، وله طرق عند الدارقطني (3).
ورواه مسلم (4) بلفظ: أبدأ بصيغة الخبر.
ورواه أحمد (5) ومالك (6) وابن الجارود (7) وأبو داود (8) والترمذي (9) وابن ماجه (10) وابن حبان (11) والنسائي (12) أيضًا بلفظ: "نبدأ" بالنون.
قال أبو الفتح القشيري (13): مخرج هذا الحديث عندهم واحد، وقد اجتمع
(1) سنن النسائي (رقم 2962).
(2)
المحلى (2/ 48).
(3)
سنن الدارقطني (2/ 254).
(4)
صحيح مسلم (رقم 1218).
(5)
مسند الإِمام أحمد (3/ 394).
(6)
موطأ الإِمام مالك (1/ 372).
(7)
المنتقى لابن الجارود (رقم 465).
(8)
سنن أبي داود (رقم 1905).
(9)
سنن الترمذي (رقم 862).
(10)
سنن ابن ماجه (رقم 3074).
(11)
صحيح ابن حبان (الإحسان/ رقم 3943).
(12)
سنن النسائي (رقم 2961).
(13)
في كتاب "الإِمام" كما في البدر المنير (6/ 214).
مالك وسفيان ويحيى بن سعيد القطان على رواية: "نبدأ" بالنون التي للجمع.
قلت: وهم أحفظ من الباقين.
* حديث: "الطَّوَافُ بالْبَيتِ صَلاةٌ".
تقدم في "الأحداث".
1309 -
[3431] حديث: أنه صلى الله عليه وسلم بدأ بالصفا، وختم بالمروة.
مسلم (1) في حديث جابر.
1310 -
قوله: إنه صلى الله عليه وسلم فمن بعده لم يسعوا إلا بعد الطواف.
لم أجده هكذا في حديث مخصوص، وإنما أخذ بالاستقراء من الأحاديث الصحيحة.
[3432]
- وهو كذلك في "الصحيحين"(2) عن ابن عمر.
[3433]
- وفي "المعجم الصغير"(3) للطبراني عن جابر، وغير ذلك.
1311 -
قوله في آخر الفصل المعقود للسعي: وجميع ما ذكرناه من وظائف السعي، أي من التهليل والتكبير مما يقوله على الصفا، وفي الرقي على الصفا حتى يرى الييت، والمشي
(1) صحيح مسلم (رقم 1218).
(2)
صحيح البخاري (رقم 1616) وصحيح مسلم (رقم 1261)(231).
(3)
المعجم الصغير (رقم 1180).
بينه وبين الصفا والمروة، والعَدْو في بعضه، والدعاء في السعي، كل ذلك مشهور في الأخبار. انتهى.
فأما ما يقوله على الصفا من التهليل والتكبير فهو في حديث جابر الطويل عند مسلم (1) بنحوه وفيه أيضًا: أنه رقى على الصفا حتى رأى البيت، وفيه أيضًا (2): المشي بين الصفا والمروة، والعدو في بعضه.
وأما الدعاء في السعي يقول: "اللهُم اغْفِرْ وَارْحَمْ، وَتَجَاوَز عَمَّا تَعْلَمُ إنكَ أَنْتَ الأَعَزّ الأَكْرَمُ":
[3434]
- فرواه الطبراني في "الدعاء"(3) وفي "الأوسط"(4) من حديث ابن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سعى بين الصفا والمروة في بطن المسيل قال: "اللهُم اغْفِرْ وَارْحَمْ، وَأَنْتَ الأعَز الأَكْرَم".
وفي إسناده ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف.
وقد رواه البيهقي (5) موقوفًا من حديث ابن مسعود: أنه لما هبط إلى الوادي سعى فقال: فذكره.
وقال: هذا أصح الروايات في ذلك عن ابن مسعود، يشير إلى تضعيف المرفوع.
(1) صحيح مسلم (رقم 1218).
(2)
[ق/354].
(3)
كتاب الدعاء، للطبراني (رقم 896).
(4)
المعجم الأوسط (رقم 2757).
(5)
السنن الكبرى (5/ 95).
[3435]
- وذكره المحب الطبري في "الأحكام" من حديث امرأة من بني نوفل: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين الصفا والمروة: "رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ؛ إنَّكَ أَنْتَ الأعَز الأكرَم".
قال المحب: رواه الملا في "سيرته". ويراجع إسناده.
[3436]
- وعن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سعيه: "اللهُم اغْفِرْ وَارْحَمْ، وَاهْدِ السبِيلَ الأَقْوَم".
رواه الملا في "سيرته" أيضًا.
[3437]
- وروى البيهقي (1) من حديث ابن عمر: أنه كان يقول ذلك بين الصفا والمروة مثل حديث ابن مسعود موقوفًا.
وعلى هذا: فقول إمام الحرمين في "النهاية": صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم -كان يقول في سعيه: اللهم اغفر وارحم، واعف عما تعلم، وأنت الأعز الأكرم، {رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً ........} الآية .. " فيه نظر كبير.
1312 -
[3438]- قوله: يؤثر عن ابن عمر أنه كان يقول على الصفا والمروة: اللهم اعصمني بديني وطواعيتك
…
إلى آخره.
البيهقي (2) والطبراني في "كتاب الدعاء"، و" المناسك" له من حديثه م وقوفا.
قال الضياء: إسناده جيد.
(1) السنن الكبرى (5/ 95).
(2)
المصدر السابق (5/ 94).
1313 -
[3439]- حديث: أنه صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر أميرا على الحجِّ في السنة التاسعة.
متفق عليه (1) من حديث أبي هريرة بمعناه، ولفظهما عنه: أن أبا بكر بعثه في الحجة التي أمَّره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع، في رهط يؤذنون في الناس يوم النحر: أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
1314 -
[3440]- حديث: أنه صلى الله عليه وسلم خطب الناس قبل يوم التروية بيوم، وأخبرهم بمناسكهم.
الحاكم (2) والبيهقي (3) من حديث ابن عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان قبل التروية خطب الناس فأخبرهم بمناسكهم.
1315 -
[3441]- حديب: أنه صلى الله عليه وسلم مكث بمنى حتى طلعت الشمس ثم ركب، وأمر بقبة من شعر أن تضرب له بنمرة، فنزل بها.
مسلم (4) في حديث جابر الطويل.
(1) صحيح البخاري (رقم 1622) وصحيح مسلم (رقم 1347).
(2)
مستدرك الحاكم (1/ 461).
(3)
السنن الكبرى (5/ 111).
(4)
صحيح مسلم (رقم 1218).
1316 -
[3442]- قوله: روي أنه صلى الله عليه وسلم راح إلى الموقف فخطب الناس الخطبة الأولى، ثم أذن بلال ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة الثانية، ففرغ من الخطبة وبلال من الأذان، ثم أقام بلال فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر.
الشافعي (1) والبيهقي (2) من حديث إبراهيم بن أبي يحيى، عن جعفر بن محمَّد عن أبيه، عن جابر. قال البيهقي: تفرد به إبراهيم.
وفي حديث جابر الطويل يعني الذي أخرجه مسلم (3) ما دل على أنه صلى الله عليه وسلم خطب ثم أذن بلال ليس فيه ذكر أخذ النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة الثانية.
قلت: وفي رواية مسلم: أن الخطبة كانت ببطن الوادي، وحديث مسلم أصحّ، ويترجح بأمر معقول وهو: أن المؤذن قد أُمر بالإنصات للخطبة، فكيف يؤذِّن، ولا يَبقى للخطبة معه فائدةٌ (4). قاله المحب الطبري، قال:
ـ
(1)
مسند الشافعي (ص 32).
(2)
السنن الكبرى (5/ 114).
(3)
صحيح مسلم (رقم 1218).
(4)
وتتمة الكلام -كما في البدر المنير (6/ 221) -: "
…
إذ يفوت المقصود فيها أكثر الناس؛ لاشتغال سمعهم بالأذان، عن استماعها".
تنبيه: وقع في مطبوعة "البدر المنير" و"التلخيص الحبير" خطأٌ في قَطع النّص عن تمام سِياقه وإبرازِ لفظة (فائدة) الواقعةِ فيه عَلى أنّها عنوانٌ يندرج تحته ما سقتُه أعلاه من تتمَّة كلام محب الدين الطبري، والصواب أنّه سياقٌ متصل، ولفظة (فائدة) فاعلٌ لِفعل (يبقى) وعبارة:(إذ يفوت المقصود فيها ..) تعليلٌ لوجه عدم بقاء فائدة الخطبة مع الأذان، ولذلك نقل ناسخ النسخة اليمنية التعليل الذي حذفه الحافظ، وهو مُهمّ. والله أعلم.
وذكر الملا في "سيرته": أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ من خطبته أذن بلال، وسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغ بلال من الأذان تكلم بكلمات، ثم أناخ راحلته، وأقام بلال الصلاة.
1317 -
[3443]- قوله: وليقل الإِمام إذا سلم: أتموا يا أهل مكة فإنا قوم سفر، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
الشافعي (2) وأبو داود (3) والترمذي (4) عن ابن علية، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة عن عمران، قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يصل إلا ركعتين، حتى رجعنا إلى المدينة، وحججت معه فلم يصل إلا ركعتين، حتى رجع إلى المدينة، وشهدت معه الفتح، فأقام بمكة ثمان عشرة ليلة لا يصلي إلا ركعتين ثم يقول لأهل البلد:"أَتِّمُوا فَإنَّا قَوْم سَفرٌ" لفظ الشّافعي.
وزاد الطبراني (5) في بعض طرقه: إلا المغرب.
[3444]
- ورواه مالك في "الموطأ"(6) من قول عمر بن الخطاب لما قدم مكة صلى بهم ركعتين ثم انصرف، فقال: يا أهل مكة، إنّا قوم سفر، ثمّ صلى عُمر بمنى ركعتين.
(1)[ق/ 355].
(2)
السنن المأثورة (ص 119).
(3)
سنن أبي داود (رقم 1229).
(4)
سنن الترمذي (رقم 545).
(5)
المعجم الكبير (ج 18/ رقم 517).
(6)
موطأ الإمام مالك (1/ 149).