الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولعل وجه الصحة ما في رواته بهذا الوجه من الكثرة.
قوله [لم ينهض حتى يستوي جالسًا] هذا آخر الأمرين من النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق بيننا وبين الشافعي إلا أن علة ترك الأول لو كان النسخ لتركنا الأول نحن أيضًا ولما ثبت أن جلسة هذه كانت للرخصة له صلى الله عليه وسلم لما يدن كانت العزيمة في عدمها ولذلك لم تعمل بها (1) الصحابة رضي الله عنهم بعده فلو كانت تشريعًا ونسخًا لما قبله لما تركوها وما عملوا بالمنسوخ.
قوله [خالد بن أياس ضعيف] خالد هذا وثقه آخرون وروى عنه أبو داؤد (2) ومع ذلك فقد تأيدت الرواية بقبولها الفقهاء وعملهم بها كما أقربه الترمذي فقال عليه العمل عند أهل العلم.
[باب ما جاء في التشهد التحيات
(3)] هي الطاعات اللسانية والصلوات
(1) فقد روى أن الصحابة أجمعوا على تركها وعن الإمام أحمد أن أكثر الأحاديث على تركها واختلفت الأئمة في هذه الجلسة فقال بندبها الإمام الشافعي، وقال مالك والأوزاعي والثوري وأبو حنيفة وأصحابه بتركها وهما روايتان لأحمد كذا في البذل.
(2)
وذكر في تقرير مولانا الشيخ رضي الحسن المرحوم له رواية في أبي داؤد ولكن أهل الرجال لم يرقموا عليه لأبي داؤد بل للترمذي وابن ماجة فقط نعم ذكر الحافظ في تهذيبه، قال أبو داؤد كان يوم في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم نحوًا من ثلاثين سنة، وقال ابن عدي: أحاديثه كلها غرائب وإفراد ومع ضعفه يكتب حديثه، انتهى، وقال العيني قال الترمذي مع ضعفه يكتب حديثه ويقويه ما روى عن الصحابة في ذلك، انتهى.
(3)
قال ابن نجيم في تفسير ألفاظها أقوال كثيرة أحسنها أن التحيات العبادات القولية والصلوات العبادات البدنية والطيبات العبادات المالية فجميع العبادات لله تعالى لا يستحقه غيره.
من بقية الأعضاء والطيبات الطاعات المتعلقة بالمال ولما كانت للسان مزية مداخلة في أفعال المكلف كما ورد من أن سائر الأعضاء حين يصبح ابن آدم تخضع للسان وتلتمس منه أن لا تتكلم بما يرديها وكذلك ما قيل:
إن اللسان صغير جرمه وله
جرم كبير كما قد قيل في المثل
اختصت من بين سائرها بالطاعة ومن عجيب ما اختص الله به اللسان أنها لا تكل بكثرة العمل ولا تضعف بخلاف سائر الأعضاء فإنها تكل وتعيى، وباقي متعلقات تشهد ابن مسعود لما كانت مكتوبة في الحاشية رأينا تركها في هذه الوريقة أولى ومن عجيب ما نقل أن رجلاً حضر عند الإمام فقال سائلاً بواو أم بواوين (1) فقال الإمام مجيبًا بواوين فقال السائل بارك الله فيك كما بارك في لا ولا (2) فلم يفهم الحاضرون عم سئل ويم أجيب فسألوا الإمام فقال كان سألني أي التشهدين تختار
(1) كذا في الأصل والصواب بلا واو أم بواوين كما حكاه صاحب السعاية وذلك لأن المراد منه تشهد ابن عباس وليس فيه واو على ما تتبعت من طرقه فالظاهر أن في الأصل سهوًا من الناسخ ثم أفادني بعض أحبتي أن القصة كما ذكره الشيخ هو الصواب حكاها صاحب البدائع، فقال: ومن الناس من اختار تشهد أبي موسى الأشعري وهو أن يقول التحيات لله الطيبات والصلوات لله والباقي كتشهد ابن مسعود، وفي هذا حكاية فإنه روى أن أعرابيًا دخل على أبي حنيفة فقال أبواو أم بواوين إلى آخر ما أفاده الشيخ فلله الحمد.
(2)
إشارة إلى شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية الآية.