الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا} الآية إِلَى قَوِلِهِ: {وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}
(باب: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ} [الأنفال: 66])
4653 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ خِرِّيتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا نزَلَتْ: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} ، شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حِينَ فُرِضَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَفِرَّ وَاحِدٌ مِنْ عَشَرَةٍ، فَجَاءَ التَّخْفِيفُ، فَقَالَ:{الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} . قَالَ: فَلَمَّا خَفَّفَ اللهُ عَنْهُمْ مِنَ الْعِدَّةِ، نَقَصَ مِنَ الصَّبْرِ بِقَدْرِ مَا خُفِّفَ عَنْهُمْ.
عُلم مما تقدَّم.
* * *
9 - سورة بَرَاءَةَ
(سورة بَراءة)
(وَلِيجَةً): كُلُّ شَيْءَ أَدْخَلْتَهُ فِي شَيْءٍ. {الشُّقَّة} : السَّفَرُ. الْخَبَالُ: الْفَسَادُ، وَالْخَبَالُ: الْمَوْتُ. {وَلَا تَفتِنِّي} : لَا تُوَبِّخْنِي. {كَرْهًا} : وَكُرْهًا وَاحِدٌ. {مُدَّخَلًا} : يُدْخَلُونَ فِيهِ. {يَجْمَحُونَ} :
يُسْرِعُونَ. {وَالمُؤتفكات} : ائتفَكَتْ: انْقَلَبَتْ بِهَا الأَرْضُ. {أهوى} : أَلْقَاهُ فِي هُوَّةٍ. {عَدْنٍ} : خُلْدٍ، عَدَنْتُ بِأَرْضٍ؛ أَيْ: أقمْتُ، وَمِنْهُ: مَعْدِنٌ، ويُقَالُ: فِي مَعْدِنِ صِدْقٍ: فِي مَنْبِتِ صِدْقٍ. {الخَوَالِفِ} : الْخَالِفُ الَّذِي خَلَفَنِي، فَقَعَدَ بَعْدِي، وَمِنْهُ: يَخْلُفُهُ فِي الْغَابِرِينَ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ النِّسَاءُ مِنَ الْخَالِفَةِ، وَإِنْ كَانَ جَمْعَ الذُّكُورِ، فَإِنَّهُ لَمْ يُوجَدْ عَلَى تَقْدِيرِ جَمْعِهِ إِلَّا حَرْفَانِ: فَارِسٌ وَفَوَارِسُ، وَهَالِكٌ وَهَوَالِكُ. {الخيرات}: وَاحِدُهَا خَيْرَةٌ، وَهْيَ: الْفَوَاضِلُ. {مُرْجَؤُنَ} : مُؤَخَّرُونَ. الشَّفَا شَفِيرٌ، وَهْوَ: حَدُّهُ، وَالْجُرُفُ: مَا تَجَرَّفَ مِنَ السُّيُولِ وَالأَوْدِيَةِ. {هَارٍ} : هَائِرٍ. {لَأوَّاهٌ} : شَفَقًا وَفَرَقًا، وَقَالَ:
إِذَا قُمْتُ أَرْحَلُهَا بِلَيْلٍ
…
تَأَوَّهُ آهَةَ الرَّجُلِ الْحَزِينِ
قوله: (الشقة)؛ أي: مِن بعُدت عليهم الشُّقَّة.
(هوّة)؛ أي: مكانٍ عميقٍ.
قال في "الكشاف": أي: رفعَها على جَناح جبريل، ثم أَهواها إلى الأرض، أي: أسقطَها، وهذه الكلمة وإنْ كانت في سورة النَّجْم؛ لكن ذُكرت هنا لمناسبة:{وَالمؤَتفكات} [التوبة: 70].
(ويجوز أن تكون النساء) هو الظَّاهر؛ لما ذُكر.
(على تقدير جمعه) احترازًا عما إذا كان جمعًا للإِناث، وإما احترازًا عن كونه اسمَ جمعٍ.
قال (ش): هذا يُوضِّحه قول أبي عُبَيدة في "غَريب القرآن":
يجوز أن تكون الخَوالِف النِّساء، ولا يَكادون يجمعون الرِّجال على تَقدير فَوَاعِل غير أنَّهم قد قالوا: فارِسٌ وفوارسٌ، وهالكٌ وهوالكٌ.
قال ابن جذل (1):
فأَيْقَنْتُ أَنِّي ثائِرُ ابنِ مُكَدَّمِ
…
غَداةَ إذٍ أَوْ هالِكٌ في الهوالِكِ
وقال ابن قتيبة: الخَوالِف يُقال: النِّساء، ويقال: خِساس النَّاس وأَدنِيَاؤُهم، يُقال: فلانٌ خالفةُ أهلِه: إذا كان دُونَهم، والظَّاهر أن الخَوالِف جمع: خالِف، وهو المُخلَّف بعد القَوم.
والمُراد به هنا النِّساء، والصِّبيان، والرِّجال العاجِزون، فلذلك جاز جمعُه للتَّغليب.
وقال قَتادة: الخالِفُون: النِّساء، وهو مردودٌ لأجل الجمْع.
(الشفا: الشفير)؛ أي: في قوله تعالى: {عَلَى شَفَا جُرُفٍ} [التوبة: 109]، أي: طرَفٍ.
(وهو جده) قد سبَق له في (آل عمران) بغير هذا اللَّفظ.
(ما تجرف من السيول) عبارة الجَوْهَري: ما تَجرَّفتْه السُّيول، فيُوفَّق بينه وبين ما في البخاري أنَّ (مِن) للابتداء، أي: تجرَّف مِن جِهَة السَّيل وبسَببه.
(هار: هائر) يُريد أنَّه مقلوبٌ مثل: شاكٍ في السِّلاح، وشائِك،
(1) في الأصل: "ابن جندل"، والمثبت من "التنقيح" للزركشي (2/ 925).