الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شَهِدُوا بدرًا، وقيل: أَهل بَيعة الرِّضْوان.
(تبوؤوا الدار والإيمان)؛ أي: وأَلِفُوا الإِيْمان كما في:
عَلَفْتُها تِبْنًا وَمَاءً بَارِدًا
* * *
{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الآيَة
الْخَصَاصَةُ: الْفَاقَةُ. {الْمُفْلِحُونَ} : الْفَائِزُونَ بِالْخُلُودِ، الْفَلَاحُ: الْبَقَاءُ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ: عَجِّلْ.
وقَالَ الْحَسَنُ: {حاجةً} : حَسَدًا.
(باب: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} [الحشر: 9])
4889 -
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كثِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ الأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه، قَالَ: أتى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله! أَصَابَنِي الْجَهْدُ، فَأَرْسَلَ إِلَى نِسَائِهِ، فَلَم يَجدْ عِنْدَهُنَّ شَيْئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَلَا رَجُلٌ يُضَيِّفُ هذِهِ اللَّيْلَةَ يرْحَمُهُ اللهُ"، فَقَامَ رجلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَذهبَ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ لاِمرَأَتِهِ: ضَيْفُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَا تَدَّخِرِيهِ شَيْئًا، قَالَتْ: وَاللهِ مَا عِنْدِي إِلَّا قُوتُ الصِّبْيَةِ، قَالَ: فَإِذَا أَرَادَ الصِّبْيةُ الْعَشَاءَ فَنَوِّمِيهم، وَتَعَالَيْ، فَأَطْفِئِي
السِّرَاجَ، وَنَطْوِي بُطُوننا اللَّيْلَةَ، فَفَعَلَتْ، ثُمَّ غَدَا الرَّجُلُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"لَقَد عَجبَ اللهُ عز وجل -أَوْ: ضَحِكَ- مِنْ فُلَانٍ وَفُلَانةَ"، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} .
(الجهد)؛ أي: المَشقَّة، والطَّاقة في الجُوع.
(رجل من الأنصار) هو ثابِتُ بن قَيْس.
(لا تدخريه)؛ أي: لا تُمسِكي عنه شيئًا فتدَّخِريهِ.
(الصبية) بكسر الصاد: جمع صَبيٍّ.
(العشاء) بفتح العين، وهذا القدر كانَ فاضِلًا عن قَدر ضَرورتهم، وإلا فنَفَقةُ الأطفال واجبةٌ، والضِّيافَةُ سُنةٌ.
(ونطوي)؛ أي: نُجِيع؛ لأنَّ مَن جاعَ: انطَوى جِلْدُ بَطْنه.
(عجب الله، أو ضحك) المرادُ نِسبَة لَوازِم مثْل ذلك إلى الله تعالى، أما حقيقة العَجَب، وهو حالةٌ تَحصُل عند إِدراك أَمرٍ غريبٍ، وكذا الضَّحِك، وهو ظُهور الأَسنان للشَّيء الغَريب؛ فمُحالان على الله عز وجل.
وقال (ح): المُراد الرِّضَا؛ لأن ذلك الصَّنيع منهما حلَّ من الرِّضى عند الله تعالى، والقَبول له، ومُضاعَفة الثَّواب عليه مَحلَّ العَجَب عندكُم في الشَّيء التَّافِه إذا رُفع فَوق قَدْره وأُعطي به الأكثَر من قِيْمته بأَضعافٍ.