الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أي: في طَرائقهم.
* * *
{إلا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِين}
(باب: {إلا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} [الحجر: 18])
4701 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عمرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا قَضَى اللهُ الأَمْرَ فِي السَّمَاءِ، ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأجْنِحَتِها خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كالسِّلْسِلَةِ عَلَى صَفْوَانٍ -قَالَ عَلِيٌّ: وَقَالَ غَيْرُهُ: صَفْوَانٍ يَنْفُذُهُم ذَلِكَ- فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهمْ قَالُوا: مَاذَا قَالَ رَبكُّم؟ قَالُوا لِلَّذِي قَالَ: الْحَقَّ، وَهْوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ، فَيَسْمَعُها مُسْتَرِقُو السَّمعِ، وَمُسْتَرِقُو السَّمعِ هكَذَا؛ وَاحِدٌ فَوْقَ آخَرَ -وَوَصَفَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ، وَفَرَّجَ بَيْنَ أَصَابعِ يَدِهِ الْيُمنَى، نَصَبَها بَعْضَها فَوْقَ بَعْضٍ- فَرُبَّمَا أَدرَكَ الشِّهابُ الْمُسْتَمِعَ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ بها إِلَى صَاحِبِهِ، فَيُحْرِقَهُ، وَرُبَّمَا لَمْ يُدْرِكْهُ حَتَّى يَرْمِيَ بِها إِلَى الَّذِي يَلِيهِ إِلَى الَّذِي هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُ، حَتَّى يُلْقُوها إِلَى الأَرْضِ -وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: حَتَّى تنتَهِيَ إِلَى الأَرْضِ- فتلْقَى عَلَى فَم السَّاحِرِ، فَيَكْذِبُ مَعَها مِائَةَ كَذْبَةٍ، فَيُصَدَّقُ، فَيقُولُونَ: ألم يُخْبِرناَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا يَكُونُ كَذَا وَكَذَا، فَوَجَدْنَاهُ حَقًّا؟ لِلْكَلِمَةِ الَّتِي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ".
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عمرو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: إِذَا قَضَى اللهُ الأَمرَ. وَزَادَ: الْكَاهِنِ.
وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ، فَقَالَ: قَالَ عمرو: سَمعتُ عِكْرِمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِذَا قَضَى اللهُ الأَمرَ، وَقَالَ: عَلَى فَم السَّاحِرِ، قُلْتُ لِسُفْيَانَ: قَالَ: سَمِعتُ عِكْرِمَةَ، قَالَ: سَمعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: نعم، قُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِنَّ إِنْسَانًا رَوَى عَنْكَ، عَنْ عَمرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَيَرفَعُهُ: أَنَّهُ قَرَأَ: فُرِّغ؟ قَالَ سُفْيَانُ: هكَذَا قَرَأَ عَمرو، فَلَا أَدرِي سَمِعَهُ هكَذَا أَم لَا، قَالَ سُفْيَانُ: وَهْيَ قِرَاءَتُنَا.
الحديث الأول، والثاني:
(يبلغ به)؛ أي: أن أبا هريرة لم يقُل صَريحًا: سَمعتُه، وربَّما يكون بالواسطة، أو نَسِي كيفيَّة البَلاغ.
(خُضْعان)؛ أي: خاضعِين، وهو بضم الخاء مَصدر خَضَع، كغُفْران وحُسْبان، إلا أنَّه لم يَصرفْه، وهو منصوب.
وضُبط في بعض النُّسَخ بفتح الخاء.
والخُضوع: الانقِياد والتَّسليم؛ قاله السَّفَاقُسي، وذكَر غيره: رُوي بكسر الخاء؛ كحَرَمَه حِرْمانًا.
(صفوان) هو الحجَر الأَملَس.
(وقال غيره)؛ أي: غير سُفيان.
(ينفذ ذلك)؛ أي: يُنفِذ الله ذلك الأَمر، والصَّفْوان ذلك السِّلْسِلة،
أو صَوتها، والسِّياق يدلُّ.
وفي بعضها: (يُنفِذُهم)، أي: يُنفِذ ذلك القَول إلى المَلائكة، أو عليهم.
(فُزِّع)؛ أي: أُزيل الخَوفُ.
قال (خ): الصَّلْصَلة: صوتُ الحديد إذا تَحرَّك، يُقال: صَلْصَلَ الحديدُ: إذا تداخَلَ صوتُه، فروايته بالصاد.
قال: وفيه إثْبات كلامِ الله تعالى، وأنَّ كلامَه قَولٌ يُسمع سبحانه وتعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].
(مسترق) مُفْتَعَل مِن سرَق: إذا اختلَسَ، واختَطَف، وفي بعضها:(مُستَرِقُوا)، وفي بعضها:(مُسْتَرِقِي)، أي: فيُسمع اللهُ تلْك الكلمةَ المُسترقين.
(وصفّ) بتشديد الفاء، وفي بعضها:(ووَصف).
(يَرْمي)؛ أي: المُستمِع بتلك الكلمة إلى السَّاحر.
(وزاد: والكاهن)؛ أي: فقال: ثم السَّاحِر، والكاهِن.
(أنه قرأ: فرّغ)؛ أي: بالراء، والمعجَمة، من قولهم: فرَغَ الزَّادُ: إذا لم يَبقَ منه شيءٌ.
فإنْ قيل: كيف جازَت القِراءة إذا لم يكُن مَسمُوعًا؟، قيل: لعلَّ مذهبَه جَواز القِراءة بدُون السَّماع إذا كان المعنى صحيحًا.
قال في "الكشاف" في (سُورة الدُّخان): وعن أَبي الدَّرْدَاء: أنَّه