الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثاني:
(بين النفختين)؛ أي: نفْخة الإماتَة، ونفْخة الإحياء.
(أبَيْتُ)؛ أي: امتَنعتُ عن التصديق لشيءٍ مُعين منها، وقال البيضاوي: أي: لا أَدري أنَّ الأربعين هي المَشهور أو غيرها، وامتَنعتُ من الإخبار عما لا أَعلَمُ.
(يبلى)؛ أي: يَخْلَق.
(عَجْب) بفتح المهملة، وسُكون الجيم: أَصْل الذَّنَب، ويقال: أَمْرُ العَجْب عَجَبٌ، هو أوَّل ما يُخْلَق، وآخِر ما يَخْلَق، أي: يَبلَى.
* * *
40 - الْمُؤْمِنُ
(سورة المُؤمِن)
قَالَ مُجَاهِدٌ: مَجَازُهَا مَجَازُ أَوَائِلِ السُّوَرِ، وَيُقَالُ: بَلْ هُوَ اسْمٌ؛ لِقَوْلِ شُرَيْحِ بْنِ أَبِي أَوْفَى الْعَبْسِيِّ:
يُذَكِّرُنِي حَامِيمَ وَالرُّمْحُ شَاجِرٌ
…
فَهَلَّا تَلَا حَامِيمَ قَبْلَ التَّقَدُّمِ
الطَّوْلُ: التَّفَضُّلُ. {دَاخِرِينَ} خَاضِعِينَ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {إِلَى النَّجَاةِ} : الإِيمَانِ. {لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ} : يَعْنِي الْوَثَنَ. {يُسْجَرُونَ} : تُوقَدُ بِهِمِ النَّارُ. {تَمْرَحُونَ} : تَبْطَرُونَ.
وَكَانَ الْعَلَاءُ ابْنُ زِيَادٍ يُذَكِّرُ النَّارَ، فَقَالَ رَجُلٌ: لِمَ تُقَنِّطُ النَّاسَ؟
قَالَ: وَأَنَا أَقْدِرُ أَنْ أُقنَّطَ النَّاسَ، وَاللهُ عز وجل يَقُولُ:{يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} وَيَقُولُ: {وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ} ؟ وَلَكِنَّكُمْ تُحِبُّونَ أَنْ تُبَشَّرُوا بِالْجَنَّةِ عَلَى مَسَاوِئِ أَعْمَالِكُمْ، وَإِنَّمَا بَعَثَ اللهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم مُبَشِّرًا بِالْجَنَّةِ لِمَنْ أَطَاعَهُ، وَمُنْذِرًا بِالنَّارِ مَنْ عَصَاهُ.
4815 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا الْوَليدُ بْنُ مُسْلِم، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَخْبِرْنِي بِأشَدِّ مَا صَنَعَ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ، إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، فَأَخَذَ بِمَنْكِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَوَى ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ بِمَنْكِبِهِ، وَدَفَعَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:{أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} .
قوله: (مجاز أوائل السور)؛ أي: تَأْويل مَجازها، وصَرْف لفْظِها عن ظاهره، فقيل: إنها للتَّنبيه على أنَّ القُرآن من جِنْس هذه الحُروف، ولقَرْعِ العَصَا عليهم، وقيل: اسم عَلَمٍ للسُّورة، وقيل: للقُرآن، وعند أبي ذَرٍّ قال:(هم مَجازها).
(ويقال: بل هو اسم) قال السَّفَاقُسي: لعلَّه يُريد على قراءة عِيْسى بن عُمر بفتح الحاء والميم الأَخيرة، ومعنى قِراءته:(اُتْلُ حم)،
ولم يَصرفْه؛ لأنه جعلَه اسمًا للسُّورة، وَيجوز أن يكون فتحه لالتقاء الساكنين.
(لقول شُرَيح) بضم المعجمة، وفتح الراء، وبمهملة.
(أوْفى) بفتح الهمزة، والفاء، وسكون الواو بينهما، مقصورٌ.
(العَبْسِي) بفتح المهملة الأُولى، وكسر الثانية، وسُكون المُوحَّدة بينهما.
(والرمح شاجر) يُقال: شَجَر الرُّمحُ، أي: اختَلَف، وقِصَّته أنَّ محمد بن طَلْحة بن عُبيد الله القُرشي السَّجَّاد كان يومَ الجمَل كلَّما حَمَل عليه رجلٌ يقول: نشَدتُكَ بحم، حتى شَدَّ عليه شُرَيح، فقَتلَه، وأَنشَأ يقول:
يُذكِّرُني حم. . . . . .
وقيل: المُراد بقوله: (حم) قولَه تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى:23].
وأمَّا وجْه الاستِشهاد به، فإنَّه أعربَه ولو لم يكُن اسمًا، بل كان معروفًا يتهجَّاه لمَا دخَل عليه الإعرابُ.
(العلاء) هو العَدَوي البَصْري التابِعي.
(والله تعالى يقول) غرَضه: أنِّي لا أَقْدر على التَّقْنيط، وقد قال تعالى لأهل النَّار:{لَا تَقْنَطُوا} [الزمر:
53].
* * *