الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ؛ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ".
(كهيئته)؛ أي: على الوَضْع الذي كان قبْل النَّسِيء، لا زائدًا في العدَد، ولا مُغيَّرًا كل شهرٍ عن موضِعه.
وسبَقَ الحديث مرَّاتٍ.
* * *
{ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ}
(مَعَنَا): نَاصِرُنَا. (السَّكِينَةَ): فَعِيلَةٌ مِنَ السُّكُونِ.
(باب قوله تعالى: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ} [التوبة: 40])
4663 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَبَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا أَنسٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه قَالَ: كنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْغَارِ، فَرَأَيْتُ آثَارَ الْمُشْرِكينَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ رَفَعَ قَدَمَهُ رَآنَا. قَالَ: "مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا"؟
الحديث الأول:
من حديث الهجرة، وسبَق.
* * *
4664 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّهُ قَالَ حِينَ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ: قُلْتُ: أَبُوهُ الزُّبَيْرُ، وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ، وَخَالَتهُ عَائِشَةُ، وَجَدُّهُ أَبُو بَكْرٍ، وَجَدَّتُهُ صَفِيَّةُ.
فَقُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِسْنَادُهُ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا، فَشَغَلَهُ إِنْسَانٌ، وَلَمْ يَقُلِ: ابْنُ جُرَيْجٍ.
الثاني:
(فقلت لسفيان إسناده) الإسناد وإنْ كان قد ذكَره أوَّلًا، ولكن أرادَ ثانيًا أنَّ العَنْعَنة بواسطةٍ.
* * *
4665 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: وَكَانَ بَيْنَهُمَا شَيْءٌ، فَغَدَوْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: أَتُرِيدُ أَنْ تُقَاتِلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، فتحِلُّ حَرَمَ اللهِ؟ فَقَالَ: مَعَاذَ اللهِ! إِنَّ اللهَ كتَبَ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَأمُيَّةَ مُحِلِّينَ، وَإِنِّي وَاللهِ لَا أُحِلُّهُ أَبَدًا. قَالَ: قَالَ النَّاسُ: بَايعْ لاِبْنِ الزُّبَيْرِ. فَقُلْتُ: وَأَيْنَ بِهَذَا الأَمْرِ عَنْهُ؟ أَمَّا أبُوهُ فَحَوَارِيُّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يُرِيدُ: الزُّبَيْرَ، وَأَمَّا جَدُّهُ فَصَاحِبُ الْغَارِ، يُرِيدُ: أَبَا بَكْرٍ، وَأُمُّهُ فَذَاتُ النِّطَاقِ، يُرِيدُ: أَسْمَاءَ، وَأَمَّا خَالَتُهُ فَأُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، يُرِيدُ: عَائِشَةَ، وَأَمَّا عَمَّتُهُ فَزَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يُرِيدُ:
خَدِيجَةَ، وَأَمَّا عَمَّةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَدَّتُهُ، يُرِيدُ: صَفِيَّةَ، ثُمَّ عَفِيفٌ فِي الإسْلَامِ، قَارِئٌ لِلْقُرآنِ. وَاللهِ إِنْ وَصَلُونِي وَصَلُوني مِنْ قَرِيبٍ، وَإِنْ رَبُّونِي رَبَّنِي أكفَاءٌ كِرَامٌ، فآثَرَ التُّوَيْتَاتِ وَالأُسَامَاتِ وَالْحُمَيْدَاتِ، يُرِيدُ: أَبْطُنًا مِنْ أَسَدٍ؛ بَنِي تُوَيْتٍ وَبَنِي أُسَامَةَ وَبَنِي أَسَدٍ، إِنَّ ابْنَ أَبِي الْعَاصِ بَرَزَ يَمْشِي الْقُدَمِيَّةَ؛ يَعْنِي: عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ، وَإِنَّهُ لَوَّى ذَنَبَهُ؛ يَعْنِي: ابْنَ الزُّبَيْرِ.
الثالث:
(بينهما)؛ أي: بين ابن عبَّاس وابن الزُّبَير، قيل: في بعض قِراءَات القرَآن.
(كَتَب)؛ أي: قدَّر.
(محلين)؛ أي: مُبِيْحين القِتالَ في الحَرَم، يعني به: ابن الزُّبَير.
(بايع) بلفْظ الأمر.
(وأين هذا الأمر عنه)؛ أي: مَعْدِلٌ عنه، أي: هو أهل لذلك، أي: يَستحقُّ الخِلافة.
(وأما عمته فزوج النبي صلى الله عليه وسلم يريد: خديجة)؛ أي: لأنَّها عمَّة أبيه الزُّبَير؛ لأن الزُّبَير هو ابن العَوَّام بن خُوَيلِد، وهي خَديجة بنت خُويلِد، فهي عمةٌ له.
(قارئ القرآن والله إن وصلوني وصلوني من قريب) كذا في
جميع النُّسَخ، وسقَط من ذلك قول ابن عبَّاس:(وتركتُ بني عَمِّي إنْ وصلُوني)، الحديثَ، يُريد بني أُميَّة؛ لكونهم من بني عبد مَنَاف، وقد جاء مبيَّنًا كذا في روايةِ ابن أبي خَيْثمة في "تاريخه"، وبهذه الزيادة يستقيم الكلام، وكذا الحديث الآخَر بعدَه:(وإنْ كان لا بُدَّ؛ لأَنْ يَربَّني بَنو عَمِّي)، وفي هذا الحديث:(لأُحاسِبَنَّ نفْسي له ما حاسبتُها لأبي بكر، وعُمر)، وبه يَتمُّ الكلام.
(رُبوني) بضم الراء هنا، وفتحُها خطأٌ كما قاله (ع).
وقال السَّفَاقُسي: هو بضم الموحَّدة مثل: شَدُّوني، وعَدُّوني، وهو يقتضي فتح الراء، وكذا قال ابن الأَثِيْر، أي: يكونون عليَّ أُمراءَ وسادةً مُقدَّمين؛ فإنَّهم في النَّسَب إلى ابن عبَّاس أقْرب من ابن الزُّبَير.
(رَبني) بفتح الرَّاء.
(أكفاء)؛ أي: أَمْثال، واحدُه: كُفُؤٌ، وفي بعضها:(رُبوني أَكْفَاء)، أي: على لُغة: أَكلُوني البَراغيثُ.
قال (ك): هو بضم الموحَّدة وفتحها، مِن الرَّبِّ، والتَّربية.
(فآثر)؛ أي: فذكر ابن عبَّاس بني أَسَد على سبيل التَّحقير والتَّقليل، وفي بعضها:(آثَر) بالمد، أي: قال ابن عبَّاس: فاختار ابن الزُّبَير الأسديين وفضلهم عليّ.
(التويتات) جمع: تُوَيْت مصغَّر بمثنَّاتين وواوٍ.
(والأُسامات) جمع: أُسامة.
(والحميدات) جمع حُمَيد، وكان المُناسِب لإخوته أن يَقول: بَنِي حُمَيد مكان: بَنِي أَسَد.
(القُدَمية) بضم القاف، وفتح المُهملة.
قال (خ): يعني التَّبختُر، وهو مثَلٌ، يُريد أنَّه قد بلَغ الغايةَ فيما يَلتمسُه، وكذا قال أبو عُبَيدة.
وقال الجَوْهَري: إنَّه بالضَّمِّ، والسُّكون، يُقال: فلانٌ مشَى القُدْميَّة، أي: تَقدَّم، ورُوي:(التقدُّمية) بفتْح الدال وضمها؛ أنَّه تقدَّم في الشَّرف، والفَضيلة على أَصحابه.
(عبد الملك بن مروان) بن الحَكَم بن أبي العَاص بن أُميَّة بن عبْد شَمس بن عبْد مَنَافٍ.
(لوى ذنبه) بتشديد الواو، ويُقال بالتَّخفيف، وقُرِيء بهما:{لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ} [المنافقون: 5]، كُنِّي به عن النَّوم على الجَنْبَين، وإيثارِ الدَّعَة كما تَفعل السِّبَاع بأذْنابها إذا أرادت النَّوم.
قال أبو عُبيد: يُريد أنَّه لم يَبرُز لاكتِساب المَجْد، وطلَب الحَمْد، ولكنَّه زاغَ، وتَنحَّى، أو لم يتمَّ له ما أراد.
* * *
4666 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: دَخَلْنَا عَلَى
ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: أَلَا تَعْجَبُونَ لاِبْنِ الزُّبَيْرِ؟ قَامَ فِي أَمْرِهِ هَذَا، فَقُلْتُ: لأُحَاسِبَنَّ نفسِي لَهُ مَا حَاسَبْتُهَا لأَبِي بَكْرٍ وَلَا لِعُمَرَ، وَلَهُمَا كَانَا أَوْلَى بِكُلِّ خَيْرٍ مِنْهُ، وَقُلْتُ: ابْنُ عَمَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَابْنُ الزُّبَيْرِ، وَابْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَابْنُ أَخِي خَدِيجَةَ، وَابْنُ أُختِ عَائِشَةَ، فَإِذَا هُوَ يَتَعَلَّى عَنِّي، وَلَا يُرِيدُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنِّي أَعْرِضُ هَذَا مِنْ نَفْسِي، فَيَدَعُهُ، وَمَا أُرَاهُ يُرِيدُ خَيْرًا، وإنْ كَانَ لَا بُدَّ لأَنْ يَرُبَّنِي بَنُو عَمِّي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي غَيْرُهُمْ.
الرابع:
(أمره)؛ أي: الخِلافة.
(لأُحاسبن نفسي)؛ أي: لأطالبَنَّ نفْسي بمُراعاةِ وحفْظِ حقِّه، ولأُنَافِسَنَّ في مَعونتِه، ولأَستَقصيَنَّ عليها في النُّصْح له، والذَّبِّ عنه.
(ما حاسبتها)، (ما) للنَّفْي، واللام في (ولهما) للابتِداء، ولا يُريد ذلك القول إذا عاتبَه.
(يتعلى)؛ أي: يَرتفع عليَّ متجنِّبًا عني.
(فقلت) هو من كلام ابن عبَّاس لا ابن أبي مُلَيكة، أي: قلتُ في نفْسي ذلك: فُلانٌ تَركني تركتُه.
(أعرض)؛ أي: أُظهر هذا من نفْسي، وأَرضَى به، فيتركُه، ولا يَرضى هو بذلك.
(وما أراه)؛ أي: ما أظنُّه يُريد خيرًا، يعني في الرَّغبة عني، أي: