الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَكْرٍ بِيَده وَقَالَ: حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللهِ! فَقَد ألحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ، وَهْوَ فِي الدِّرْعِ، فَخَرَجَ، وَهْوَ يَقُولُ:{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} ".
(مِن المَرارة)؛ أي: لا مِن المُرور.
الحديثان فيه ظاهران.
* * *
55 - سورة الرَّحْمَنِ
(سورة الرَّحمن)
{وَأَقِيمُوا الوَزن} ؛ يُرِيدُ: لِسَانَ الْمِيزَانِ، وَالْعَصْفُ: بقْلُ الزَّرْعِ إِذَا قُطِعَ مِنْهُ شَيْء قَبْلَ أَنْ يُدرِكَ، فَذَلِكَ الْعَصْفُ، {وَاَلرَّيْحَانُ}: رِزْقُهُ، {وَالحَبُّ}: الَّذِي يُؤْكَلُ مِنْهُ، وَالرَّيْحَانُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: الرِّزْقُ.
وَقَالَ بَعْضُهُم: وَالْعَصْفُ، يُرِيدُ: الْمَأكولَ مِنَ الْحَبِّ، وَالرَّيْحَانُ: النَّضِيجُ الَّذِي لَمْ يُؤْكلْ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: الْعصفُ: وَرَقُ الْحِنْطَةِ.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ: الْعصْفُ: التِّبْنُ.
وَقَالَ أَبُو مَالِكٍ: الْعَصْفُ: أَوَّلُ مَا يَنْبُتُ، تُسَمِّيهِ النَّبَطُ هبُورًا.
وَقَالَ مُجَاهدٌ: الْعَصْفُ: وَرَقُ الْحِنْطَةِ. وَالرَّيْحَانُ: الرِّزْقُ.
وَالْمَارِجُ: اللَّهبُ الأَصفَرُ وَالأَخْضَرُ الَّذِي يَعْلُو النَّارَ إِذَا أُوقِدَتْ.
قوله: (كحسبان الرحى) هو العُود المُستدير الذي باستِدارته تَستَديرُ المِطْحَنة، أي: يَدوران في قُطْب الرَّحَى.
وقيل: جمع: حِسَاب كشِهَاب، وشُهْبان، وهو معنى قَول ابن عبَّاس: بحُسبَان، ومَنازِل، أي: يَجريان في مَنازلهما بحُسبَان لا يُغادر ذلك.
(وقال غيره: وأقيموا الوزن: لسان الميزان) هو قول ابن عبَّاس، ورواه ابن جَرير في " التفسير" من طَريق المُغيرة بن مُسلِم.
(الرزق) براءٍ، ثم زايٍ.
(وقال بعضهم: العصف) إلى آخره، هو قول أبي عُبَيدة في "المَجاز"، ويحيى بن زياد الفَرَّاء في كتاب "معاني القُرآن".
(وقال أبو مالك) قال (ك): ولا يُعرَف اسمُه.
(النَّبَط) بفتح النون، والمُوحَّدة: قَومٌ يَنزلُون بالبَطائح بيْن العِراقَين، أي: أَهل الزِّراعة.
(هبُورًا) بفتح الهاء، وضم المُوحَّدة، وبواوٍ، وراءٍ.
(والمارج: اللهب الأصفر، والأخضر الذي يعلو النار) وقيل: هو الخالِصُ منها، ومَرَج الأَميرُ رعيَّتَه: إذا خَلَّاهم، أي: تَركَهم يَظلِمُ بعضُهم بعضًا، ومَرجَت الدَّابَّة -بالفتح أيضًا- إذا تركَها، وأما مَرَجَ أمرُ النَّاس فهو بالكسر، أي: اختَلَطَ.
وَقَال بعضهم، عَنْ مُجَاهِدٍ:{ربُّ المشرقين} : لِلشَّمسِ فِي الشِّتَاءِ مَشْرق، وَمَشْرِقٌ فِي الصَّيْفِ. {ورب المغربين}: مَغْرِبُها فِي الشِّتَاءِ والصيف {لا يبْغيَانِ} : لَا يَخْتَلِطَانِ. {المنشئات} : مَا رُفِعَ قِلْعُهُ مِنَ السُّفُنِ، فَأَمَّا مَا لَمْ يُرْفَعْ قَلْعُهُ، فَلَيْسَ بِمُنْشَأَةٍ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {وَنحَاسٌ} : الصُّفْرُ يُصَبُّ عَلَى رُءُوسِهِمْ، يُعَذَّبُونَ بِهِ. {خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ}: يَهُمُّ بِالْمَعْصِيَةِ، فَيَذْكُرُ الله عز وجل، فَيترُكُها. الشُّوَاظُ: لَهبٌ مِنْ ناَرٍ. {مُدْهَامَّتَانِ} : سَوْداوَانِ مِنَ الرِّيِّ. {صلصالٍ} : طِين خُلِطَ بِرملٍ، فَصَلْصَلَ كَمَا يُصَلْصِلُ الْفَخَّارُ، ويُقَالُ: مُنْتِنٌ، يُرِيدُونَ بِهِ: صَلَّ، يُقَالُ: صَلْصَال، كَمَا يُقَالُ: صَرَّ الْبَابُ عِنْدَ الإغْلَاقِ وَصَرْصَرَ، مِثْلُ: كَبْكَبْتُهُ؛ يَعْنِي: كَبَبْتُهُ.
{فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} ، وَقَالَ بَعضُهُم: لَيْسَ الرُّمَّانُ وَالنَّخْلُ بِالْفَاكهةِ، وَأَمَّا الْعَرَبُ فَإِنَّها تَعُدُّها فَاكِهةً، كقَوْلهِ عز وجل:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} ، فَأَمَرَهُم بِالْمُحَافَظَةِ عَلَى كُلِّ الصَّلَوَاتِ، ثُمَّ أَعَادَ الْعصْرَ تَشْدِيدًا لَها، كَمَا أُعِيدَ النَّخْلُ وَالرُّمَّانُ، وَمِثْلُها:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} ، ثُمَّ قَالَ:{وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} ، وَقَد ذَكرهم فِي أَوَّلِ قَوْلهِ:{مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} .
وَقَالَ غيْرُهُ: {أفنان} : أَغْصَانٍ. {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} : مَا يُجْتَنَى قَرِيبٌ.
وَقَالَ الْحَسَنُ: {فَبِأَيِّ آلَاءِ} : نِعَمِهِ.
وَقَالَ قتادَةُ: {ربكما} ؛ يَعْنِي: الْجنَّ وَالإنْسَ.
وَقَالَ أَبُو الدرْداءِ: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} : يَغْفِرُ ذَنْبًا، وَيَكْشِفُ كَرْبًا، وَيَرْفَعُ قَوْمًا، وَيَضَعُ آخَرِينَ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {برزَخ} : حَاجِزٌ. الأَنَامُ: الْخَلْقُ. {نَضَّاخَتَانِ} : فَيَّاضَتَانِ. {ذُو الجلالِ} : ذُو الْعَظَمَةِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: مَارِجٌ: خَالِصٌ مِنَ النَّارِ، يُقَالُ: مَرَجَ الأَمِيرُ رَعِيَّتَهُ: إِذَا خَلَّاهُم يَعْدُو بَعضُهُم عَلَى بَعْضٍ، مَرَجَ أَمرُ النَّاسِ، {مَرِيجٍ}: مُلْتَبِسٌ، {مَرَجَ}: اخْتَلَطَ الْبَحْرَانِ، مِنْ: مَرَجْتَ دابتكَ: تَرَكْتَها.
{سَنفرغُ لَكم} : سَنُحَاسِبُكُم، لَا يَشْغَلُهُ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ، وَهْوَ مَعْرُوفٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، يُقَالُ: لأتفَرَّغَنَّ لَكَ، وَمَا بِهِ شُغْلٌ، يَقُولُ: لآخُذَنَّكَ عَلَى غِرَّتِكَ.
(باب: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} [الرحمن: 17])
قوله: (للشمس في الشتاء مشرق) إلى آخره، لا يُنافي قولَه تعالى:{رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} [المزمل: 9]؛ إذ المُراد بالمَشرق في الآية الجِنْس، وأما:{بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} [المعارج: 40]، فباعتبار مَشْرِق كلِّ يومٍ، أو كلِّ فَصْلٍ، أو كلِّ بُرجٍ، أو كلِّ كوكبٍ.
(قِلْعة) بكسر القاف، وسُكون اللام، وبمهملةٍ: وهو شِرَاعُ السَّفِينة، قاله (ع).
وقال السَّفَاقُسي: بسكون اللام، وإنَّ بعضَهم ضبطه بفتْحها.
(قال بعضهم: ليس الرمان) إلى آخره، قيل: يُريد أبا حنيفةَ أنَّ مَذْهبه أن مَن حلَفَ لا يأْكُل فاكهةً فأكل رُمَّانًا أو رُطَبًا لا يَحنَث، فاحتجَّ عليه بأن العرَب تَعدُّهما فاكهةً، وأنَّ عَطْفَهما في الآية على الفاكِهة من عَطْف خاصٍّ على عامٍّ كما في الصَّلاة الوُسطَى.
(تشديدًا)؛ أي: تأْكيدًا لها، وتعظيمًا، وتفضيلًا.
(ومثلها)؛ أي: في عطْف الخاصِّ على العامِّ، فأجاب بعضهم عمَّا قاله حتى (ك) وافقَهم أنَّ في الآيتَين المُشبَّه بهما صِيغة عُمومٍ، وأما فاكهة، فليس بعامٍّ، لكنه نَكِرةٌ في سِياق الإثْبات، ولكن جوابه هذا من وجهين:
أحدهما: أنه ليس المُراد بالعُموم والخُصوص هنا المَعنى الاصطِلاحي، بل كون الأول فيه شامِلًا للثاني.
الثاني: لو سلَّمنا أنَّ المُراد بالعموم الحقيقيُّ فـ (فاكهةٌ) عامٌّ؛ لأنه نكرة في سياق الامتِنان.
(كل يوم هو في شأن) إلى آخره، قال غير أبي الدَّرْدَاء: يَخرج كل يومٍ ثلاثُ عساكر: عسكرٌ من الأَصلاب إلى الأَرحام، وعسكرٌ من الأَرحام إلى الأرض، وآخَرُ إلى القُبور.
(غِرتك) بكسر المُعجمة: الغَفْلة.
* * *