الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: (ضللة)؛ أي: جمع: ضَالٍّ.
قال (ش): في "تفسير ابن عَطِيَّة" عن مجاهد، وابن عبَّاس: معناه: لهم بَصيرةٌ في كُفرهم، وإعجابٌ به، وإصرارٌ عليه، فذَمَّهم لذلك.
وقيل: لهم بصيرةٌ في أنَّ الرِّسالةَ والآياتِ حقٌّ، لكنْ كانُوا مع ذلك يكفُرون عِنَادًا، وَيردُّهم الضَّلال إلى مُجاهلةٍ، ومُبالغةٍ، فهو نَظير:{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ} [النمل:14].
(الحيوان والحي واحد) كذا لأكثَرهم، وهو مصدرُ: حَيِيَ حَيَاء، مثل: عَيِيَ عَياءً.
وعند ابن السَّكَن، والأَصِيْلِي:(الحيَوان والحَياةُ واحدٌ)، والمعنى لا يَختلف.
(علم الله) فُسِّر به: {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ} [العنكبوت: 3]، كما فَسَّر أبو عُبيدة، وهو إشارةٌ إلى أنَّ عِلْمَه قديمٌ، فلا يمثل مقيَّده بالمستقبَل.
(فليميز)؛ أي: لمَا بين العِلْم والتَّمييز من المُلازمة.
* * *
30 - {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ}
{فَلَا يَرْبُو} : مَنْ أَعْطَى يَبْتَغِي أَفْضَلَ فَلَا أَجْرَ لَهُ فِيهَا، قَالَ مُجَاهِدٌ:{يُحْبَرُونَ} : يُنَعَّمُونَ، {يَمْهَدُونَ}: يُسَوُّونَ الْمَضَاجِعَ، الْوَدْقُ: الْمَطَرُ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:{هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} فِي
الآلِهَةِ، وَفِيهِ:{تَخَافُونَهُمْ} أَنْ يَرِثُوكُمْ كَمَا يَرِثُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، {يَصَّدَعُونَ}: يَتَفَرَّقُونَ، {فَاَصْدَعْ} ، وَقَالَ غَيْرُهُ: ضُعْفٌ وَضَعْفٌ لُغَتَانِ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ:{السُّوأَى} : الإسَاءَةُ، جَزَاءُ الْمُسِيئينَ.
(سورة الرُّوم)
قوله تعالى: {هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ} الآية [الروم:28]، أي: هل ترضون لأنفُسكم أنْ يُشارككُم بعضُ عَبِيْدكم فيما رزقناكم؟، تَكونُون أنتم وهم سَواءٌ تخافون أن يَرِثَ بعضُكم بعضًا، وأنْ يَستبِدُّوا بتصرُّفٍ دونكَم كما يَخاف بعضُ الأحرار بعضًا، فهو ضَرْبُ مثَلٍ، فإذا لم تَرضَوا لأنفسكم بذلك؛ فكيف تَرضونَه لرَبِّ الأربابِ أنْ تَجعلُوا بعضَ عَبيده شَريكًا له؟!.
(يصدعون): يتفرَّقون.
(السوأى)؛ أي: العُقوبة التي هي أَسوأُ العُقوبات.
قال السَّفَاقُسي: ضُبط بفتح الهمزة والمَدِّ، وبكسرها والمَدِّ، وبفتحها والقَصْر، وكذا هو في اللُّغة مقصورًا، يُكتب بالياء، لأنَّك تقول: رجلٌ أَسْيَانُ، وقالوا: أَسْوانُ أيضًا، فيجوز على هذا كَتْبه بالألف.
(ضعف) بفتح الضاد وضمِّها، وقال الخَليل: إنهما مُختلفان، فالبضمِّ ما كان في الجسَد، وبالفتح ما كان في العَقْل.
* * *
4774 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كثِيرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، وَالأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ بَيْنَمَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ فِي كنْدَةَ فَقَالَ: يَجيءُ دُخَانٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَأْخُذُ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَأَبْصَارِهِمْ، يَأْخُذُ الْمُؤْمِنَ كهَيْئَةِ الزُكَامِ، فَفَزِعْنَا، فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَغَضِبَ، فَجَلَسَ فَقَالَ: مَنْ عَلِمَ فَلْيَقُلْ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ: اللهُ أَعْلَمُ، فَإِنَّ مِنَ الْعِلْم أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ لَا أَعْلَمُ، فَإنَّ اللهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم:{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} وَإِنَّ قُرَيْشًا أَبْطَؤُا عَنِ الإسْلَامِ فَدَعَا عَلَيْهِمِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبع كَسَبع يُوسُفَ"، فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَتَّى هَلَكُوا فِيهَا، وَأَكَلوُا الْمَيْتَةَ وَالْعِظَامَ وَيَرَى الرَّجُلُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ، فَجَاءَهُ أَبُو سُفْيَانَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! جِئْتَ تأْمُرُنَا بِصِلَةِ الرَّحِمِ، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا فَادْعُ الله، فَقَرَأَ:{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} إِلَى قَوْلهِ {عَائِدُونَ} ، أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمْ عَذابُ الآخِرَةِ إِذَا جَاءَ ثُمَّ عَادُوا إِلَى كفْرِهِمْ؟ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:{يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} يَوْمَ بَدْرٍ وَ {لِزَامًا} : يَوْمَ بَدْرٍ، {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ} إِلَى {سَيَغْلِبُونَ} ، وَ {الرُّومُ}: قَدْ مَضَى.
(كَنْدة) بكسر الكاف، وسُكون النُّون، وبمهملةٍ: مَوضعٌ بالكُوفة.
(من العلم أن يقول) إلى آخره، أي: لأنَّ تَمييز المَجهول نَوعٌ من