الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: بُعِثَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ، فَقَسَمَهُ بَيْنَ أَرْبَعَةٍ، وَقَالَ:"أتألَّفُهُمْ"، فَقَالَ رَجُلٌ: مَا عَدَلْتَ، فَقَالَ:"يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ".
(أربعة) هم: الأقْرَع بن حابِس، وعُيَيْنة بن بَدْر، وزيد بن مُهَلْهِل، وعَلْقمة بن عَلاثة -بالمثلثة-.
(رجل) هو ذو الخُوَيصرة.
(ضِئْضِئِ) بكسر المعجمتين، وسُكون الهمزة، هو الأصل، ومثْله السِّنْح، والجِذْم، فيحتمل أنه صلى الله عليه وسلم أراد مَن ينتمي إلى ذلك الرجل نسَبًا، ويحتمل مَذْهبًا، فعلى الأول يكون المراد من نسل هذا، ثم اختُلف في التألُّف هل يكون قبل أن يسلموا أو بعدها ليتَمادوا؟، واختُلف أيضًا في قطع ذلك، فقيل: في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وقيل: في خلافة عُمر رضي الله عنه، واختلف هل نسخ (1) ذلك أو الحكم باقٍ؟.
وسبَقَ الحديث في (كتاب الأنبياء).
* * *
{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
{يَلْمِزُونَ} : يَعِيبُونَ. وَجُهْدَهُمْ، وَجَهْدَهُمْ: طَاقتَهُمْ.
(1) في الأصل: "وهل" بدل "واختلف هل نسخ"، والمثبت من "التنقيح" للزركشي (2/ 929).
(باب: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ} [التوبة: 79])
4668 -
حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ أبُو مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا أُمِرْنَا بِالصَّدَقَةِ كُنَّا نتَحَامَلُ، فَجَاءَ أبُو عَقِيلٍ لِنصْفِ صَاعٍ، وَجَاءَ إِنْسَانٌ بِأَكثَرَ مِنْهُ، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ: إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنْ صَدَقَةِ هَذَا، وَمَا فَعَلَ هَذَا الآخَرُ إِلَّا رِئَاءً. فَنَزَلَتْ:{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إلا جُهْدَهُمْ} الآيَةَ.
الحديث الأول:
(نتحامل)؛ أي: نتكلَّف في الحَمْل من حطَبٍ ونحوه، وصوابه:(كنا نُحامِلُ)، كما سبَق في بقيَّة الرِّوايات.
(أبا عَقيل) بفتح المهملة: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن ثَعْلَبة، كان اسمه عبد العُزَّى، فسمَّاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن، شَهِد بدرًا وما بعدها، واستُشهد يوم اليَمَامة.
(نصف صاع) سبَق في (الزكاة): أنَّه جاءَ بصاعٍ، لكنه يحتمل أنَّ ذلك غير أبي عَقِيْل، بل والنِّصف الثاني لا يُنافي المَجيءَ بالكلِّ؛ لجَواز أنَّه أتَى بنصفٍ، ثم بنصفٍ.
ورُوي أن أبا عَقِيل جاءَ بتمراتٍ، فقالوا: الله غنيٌّ عن صدَقته، ولكنه أراد أن يُذكِّر بنفْسه ليُعطَى من الصَّدَقات، وجاء عبد الرَّحمن بن