الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحُقوق الواجِبة، ولم يَرتدَّ -بحمْد الله تعالى- أحدٌ من الصَّحابة، وإنما ارتدَّ قَومٌ من جُفاة العرَب الدَّاخلين في الإسلام رَغْبةً أو رهبةً.
وسبق في (كتاب الأنبياء).
* * *
22 - سورة الحجِّ
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: {المُخْبِتِينَ} : الْمُطْمَئِنِّينَ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {فِي أمنيَّتِهِ} : إِذَا حَدَّثَ، ألقَى الشَّيْطَانُ فِي حَدِيثِهِ، فَيُبْطِلُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ، وَيُحْكِمُ آيَاتِهِ. وَيُقَالُ: أُمنِيَّتُهُ: قِرَاءَتُهُ، {إلا أَمانيَّ}: يَقْرَءُونَ، وَلَا يَكْتبونَ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: مَشِيدٌ بِالْقَصَّةِ.
وَقَالَ غيْرُهُ: {يسُطون} : يَفْرُطُونَ، مِنَ السَّطْوَةِ، وَيُقَالُ:{يسطُونَ} : يَبْطُشُونَ. {وَهُدوا إِلَى الطيبِ من القول} : ألهِمُوا. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {بسببٍ} : بِحَبْلٍ إِلَى سَقْفِ الْبَيْتِ. {تَذْهَلُ} : تُشْغَلُ.
(سورة الحَجِّ)
قوله: (المطمئنين)؛ أي: بذِكْر اللهِ، وقيل: المُتواضِعين، وقيل: الخاشِعين.
(ويحكم الله آياته)؛ أي: إنَّ الشيطان عندَ تحديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم قد يُوقع في مَسامِع أهل الشِّرك ما يُوافق رأْيَهم، فيتوهَّم أنه حدَّث عن الرَّسول، وليس كذلك.
وأما الحديث الذي رواه البَزَّار في "مسنده"، وذكَره ابن أبي حاتم، وابن جَرير الطَّبَري في "تفسيريهما" في قصَّة الغَرانِيْق العُلا فهو حديثٌ باطلٌ، وإنْ كثَّر الطَّبَريُّ طُرُقَه، وقد تكلَّم عليه (ع) في "الشِّفَا"، والإمامُ الرَّازي في "تفسيره".
وقال ابن قُتَيبة: الأُمنيَّة: التّلاوة، قال تعالى:{لَا يعْلَمُونَ اَلكتابَ إلَّا أَمَانِيَّ} [البقرة: 78]، أي: لا يَعرفونَه إلا تلاوةً، وقال الشاعر:
تَمَنَّى كِتَابَ اللهِ أَوَّل لَيلةٍ
…
تَمنِّيَ داودَ الزَّبُورَ على رِسْلِ
(بالقَصّة) بفتح القاف، وشدَّة المُهملة: الجِصُّ، وقال ابن قُتَيبة: المَشِيْد المَبنيُّ بالشِّيْد، وهو الجِصُّ.
* * *
(باب: {وتُرى الناس سكارى وما هم بسكارى} [الحج: 2])
هي على قراءة الأَخَوين، واختُلف هل هي صيغةُ جمعٍ على فَعْلَى كمَرْضَى، أو صفةٌ مفردةٌ استُغني بها في وَصْف الجَماعة؟ على قَولَين.
* * *
4741 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا أَبُو صالحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ اللهُ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا آدَمُ! يَقُولُ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَينادَى بِصَوْتٍ: إِنَّ الله يَأْمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ. قَالَ: يَا رَبّ! وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كلِّ ألفٍ -أُرَاهُ قَالَ- تِسْعَمِائَةٍ وَتسْعَةً وَتسعِينَ، فَحِينَئِذٍ تَضَعُ الْحَامِلُ حَملها، ويَشِيبُ الْوليدُ، {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}. فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى تَغَيَّرَتْ وُجُوهُهُم، فَقَالَ النَّبي صلى الله عليه وسلم: "مِنْ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ تِسْعَمِائَةٍ وَتسْعَةً وتسعِينَ، وَمِنْكم وَاحدٌ، ثُمَّ أَنتمْ فِي النَّاسِ كَالشَّعْرَةِ السَّوْداءِ فِي جَنْبِ الثَّوْرِ الأَبْيَض، أَوْ كَالشَّعْرَةِ الْبيضَاءِ فِي جَنْبِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ"، فَكَبَّرنَا، ثُمَّ قَالَ: "ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّة"، فَكَبَّرنَا، ثُمَّ قَالَ: "شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ"، فَكَبَّرْنَا.
قَالَ أبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ:{وتُرى الناس سكارى وما هم بسكارى} ، وَقَالَ: مِنْ كُلِّ ألفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتسْعَةً وتسعِينَ.
وَقَالَ جَرِيرٌ، وَعِيسَى بْنُ يُونس، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ:(سَكْرَى وَمَا هُمْ بِسَكْرَى).
(فينادى) بفتح الدَّال، ويروى بكسرها.
(بعثًا)؛ أي: مَبعُوثًا، وأصلُه: الجَيْش، وجمعه بُعوث، أي: أَخرِجْ من بَين الناسِ الذين هم أهل النَّار، وابْعَثْهم إليها.