الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4680 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثنا غُنْدَرٌ، حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَالْيَهُودُ تَصُومُ عَاشُورَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ ظَهَرَ فِيهِ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ: "أَنتمْ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْهُمْ، فَصُومُوا".
(ظهر)؛ أي: غَلَب.
وأما الحديث فمُناسبته للتَّرجمة: غلَبة موسى عليه الصلاة والسلام على فِرْعَون.
وسبَق في (الصوم).
* * *
11 - سورة هُودٍ
(سُورة هود عليه الصلاة والسلام
وَقَالَ أَبُو مَيْسَرَةَ: الأَوَّاهُ: الرَّحِيمُ بِالْحَبَشِةِ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {بادِيَ اَلرأيِ} : مَا ظَهَرَ لنا.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {الْجُودِيّ} : جَبَلٌ بِالْجَزِيرَةِ.
وَقَالَ الْحَسَنُ: {إِنَّكَ لَأنْتَ الحَلِيمُ} ؛ يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أقلعِي} : أَمْسِكِي. {عَصِيبٌ} : شَدِيدٌ.
{لَا جَرَمَ} : بَلَى. {وَفَارَ التَّنُّوُرُ} : نَبَعَ الْمَاءُ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: وَجْهُ الأَرْضِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: {وَحَاقَ} : نزَلَ، يَحِيقُ: يَنْزِلُ. يَؤُوسٌ: فَعُولٌ مِنْ يَئِسْتُ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {تبتئس} : تَحْزَنْ. {يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} : شَكٌّ وَامْتِرَاءٌ فِي الْحَقِّ. {لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ} : مِنَ اللهِ إِنِ اسْتَطَاعُوا.
قوله: {يثنون} ؛ أي: أنَّه مِن الثَّني، وهو الشَّكِّ في الحَقِّ، والازْوِرَار عنه.
(الحليم الرشيد) هو على سَبيل الاستِهزاء، أي: السَّفيه الغَوِيُّ.
(الجودي) جبَل بالجَزيرة التي بين دِجْلَة والفُرات بقُرب المَوصِل.
* * *
4681 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَبَّاحٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: (أَلَا إِنَّهُمْ تثنَوْنِي صُدُورُهُمْ)، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَقَالَ: أُناَسٌ كَانُوا يَسْتَحْيُونَ أَنْ يَتَخَلَّوْا فَيُفْضُوا إِلَى السَّمَاء، وَأَنْ يُجَامِعُوا
نِسَاءَهُمْ فَيُفْضُوا إِلَى السَّمَاءِ، فَنَزَلَ ذَلِكَ فِيهِمْ.
الحديث الأول:
(يثْنُوْنِي) بمثنَّاة مفتوحةٍ، ثم مثلَّثة ساكنةٌ، ثم نونٌ مفتوحةٌ، ثم واوٌ ساكنة، ثم نونٌ مكسورةٌ بوزْن يَحْلَوْلي يَفْعَوْعِل، وهو بناء مبالغةٍ كاعْشَوشَبَ، وجعَل الفعل للصُّدور، أي: يَلتَوي.
قال (ك): وفي بعضها بتاءِ الإناث، أي: لأنَّ الصُّدور تُؤنَّث.
وفي بعضها: (يَثْنَونِ) بحذف الياء تخفيفًا.
قال (ش): وعن ابن عبَّاس قِراءاتٌ أُخرى: (يَثْنَوِنِّ)، بفتح الياء، وسكون المُثلَّثة، وفتح النون، وكسر الواو، وتشديد النون الأَخيرة، والأصل: يَثْنَوْيِن على وزْن: يَفْعَوْعِل من الثَّن، وهو ما حُشَّ وضَعُف من الكَلأ، ويَثْنَوِي بوزن: يَرْعَوِي، وهي مشلكةٌ.
قال أبو حاتم: إنَّ هذه القراءة غلَطٌ لا تتجِهُ؛ لأنه لا معنى للواو في هذا الفعل؛ إذ لا يُقال: ثَنَوتُه كرَعَوتُه، أي: كفَفْتُه، فارعَوى، أي: فانكَفَّ، ووزْنه افْعَلَّ كاحْمَرَّ.
* * *
4682 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَرَأَ: (أَلَا إِنَّهُمْ تَثْنَوْنِي صُدُورُهُمْ) قُلْتُ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ! مَا تثنَوْنِي صُدُورُهُمْ؟ قَالَ: كَانَ
الرَّجُلُ يُجَامِعُ امْرَأتهُ فَيَسْتَحِي، أَوْ يَتَخَلَّى فَيَسْتَحِي، فَنَزَلَتْ:{أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} .
الثاني:
(يتخلى) يُروى بالمعجمة، من الخَلْوَة، أي: يدخُل في الخَلاء، أي: كانوا يَكشفُون عَوراتهم في الخَلاء، أو عند الجِماع، فيُميلون صُدورهم، ويغطُّون رؤُوسهم استحياءً، فقال الله تعالى:{يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [هود: 5]، ويُروى بالمهملة، مِن حلاوة (1) قفاه.
* * *
4683 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، قَالَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ} .
وَقَالَ غَيْرُهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (يَسْتَغْشُونَ): يُغَطُّونَ رُءُوسَهُمْ. (سِيءَ بِهِمْ): سَاءَ ظَنُّهُ بِقَوْمِهِ. (وَضاقَ بِهِمْ): بِأَضْيَافِهِ. {بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} : بِسَوَادٍ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: (أُنِيبُ): أَرْجِعُ.
(1) في الأصل: "حلاة"، والمثبت من "التنقيح" للزركشي (2/ 932).
الثالث:
كالذي قبلَه.
(وضاق بهم)؛ أي: في قوله تعالى: {سِىَءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا} [هود: 77]، الضمير الأول للقَوم، والثاني للأَضياف.
(الكبير) بالمُوحَّدة أو المُثلَّثة.
(أُختان)؛ أي: هما في هذه الكلمة بمعنًى واحدٍ، والمَشهور أنَّ سِجِّيْل مُعرَّبٌ كما سيأتي تفسيره في (سورة الفيل) نقلًا عن ابن عبَّاس.
(تَميم بن مُقْبِل) ضد المُدْبِر، وقال الصَّاغَاني: هو تميم بن أُبَيٍّ، بضم الهمزة، وفتح المُوحَّدة، ابن مُقْبِل.
(ورجله)؛ أي: رجاله ضِدُّ الفُرسان، وهو بالجر، وقيل: بالنَّصْب عطفًا على ما قبلَها، وهو قول الشاعر:
وإنْ فسَاءَ صَبوحًا
(البيض) بكسر المُوحَّدة: جمع أبيَض، وهو السَّيف، وبفتْحها واحدُه بَيضة، أي: بَيضة الحديد.
(ضاحية)؛ أي: وقْت الضُّحى، أو علانيةً.
قال الصَّاغَاني: والرِّواية عن عُرُض بضمتين بدَل: ضاحيةً، وتَوَاصَتْ بدَل: تَوَاصَى، والمراد: أنهم يَضربُون مواضع البيض، وهي الرُؤوس.
ورواه الجَوْهَري: فيَضرِبُون الهامَ عن عُرُض ضَربًا.
(الأبطال) جمع: بطَل، وهو الشُّجاع.
(سجينًا)؛ أي: شَديدًا، نعَمْ، البَيت لا يدلُّ عل أنَّ سِجِّيل باللام بمعنى الشَّديد، ولا أنهما بمعنًى.
(الفلك)؛ أي: مفردُه وجمعُه سواءٌ، أي: لكنْ ضمَّة المُفرَد ضمةُ قُفْل، وضمة الجمْع ضمَّة أشدِّ، قال تعالى:{فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} [يس: 41]، وقال:{حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ} [يونس: 22].
ومنْهم من ضبَطه في البخاري بسُكون اللام في الأُولى وفتحها في الثَّانية.
قيل: وصوابه: الفَلَكُ واحدٌ، والفُلْك جمع، بفتحتين في الأُولى، ويضم الفاء وإسكان اللام في الثَّانية، ولكنَّ الصَّواب -كما قال (ع) - ما سبق.
(مُجراهما) بضم الميم.
(موقفها) قال (ش): كذا لبَعضهم، والصَّواب: مَجرَاها: مَسِيْرها.
(ومرساها) موقِفُها، ومَحبَسها، مَصدران بمعنى: الإِجْراء، وقُرئ بفتح ميمِهما مِن الجَرْي والرُّسوِّ.
أما مجراها، ففي السبعة قرأَ بها: الأَخَوان، وحفْص، واتفقُوا على ضمِّ ميم مُرسَاها، وقرأ ابن مَسعود وغيرُه: مَرسَاها، بالفتح.