الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِالإِسْلَامِ، قَالَ:"اللَّهُمَّ اكفِنِيهِمْ بِسَبع كسَبع يُوسُفَ"، فَأَصَابَتْهُمْ سنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى أكلُوا الْعِظَامَ، حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ، فَيَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَها مِثْلَ الدُّخَانِ، قَالَ اللهُ:{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} ، قَالَ اللهُ:{إنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} أفيُكْشَفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟! وَقَدْ مَضَى الدُّخَانُ، وَمَضَتِ الْبَطْشَةُ.
الثاني:
(حصت)؛ أي: ذهبتْ، وسَنةٌ حَصَّاءُ، أي: جَرداءُ لا خيرَ فيها.
(البطشة) هي يوم بدْرٍ، ومرَّ الحديث في (كتاب الاستسقاء).
ووجْه مناسبته للتَّرجمة لعلَّه بالنظَر إلى آخِر الحديث، وهو أنَّ أبا سُفيان قال له: إنَّك بُعثتَ بصِلَة الرَّحِم، فدَعا لهم بكشْف العَذاب، ففيه أنَّه عفَا عن قومه كما عفَا يوسُف عن زليخا.
* * *
وَحَاشَ وَحَاشَى: تنزِيهٌ وَاسْتِثْنَاءٌ. {حَصْحَصَ} : وَضَحَ.
(باب: {فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ} [يوسف: 50])
قوله: (تنزيه)؛ أي: بالزَّاي، وقيل: بالرَّاء، وهما بمعنًى.
وفي "الصِّحاح": حاشَا للهِ، أي: مَعاذَ اللهِ، وقُرئ:(حاشَ للهِ) بلا ألف اتِّباعًا للكتاب، والأصل: حاشا، بالألف.
* * *
4694 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِم، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يُونس بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يرْحَمُ اللهُ لُوطًا! لَقَد كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ، لأَجَبْتُ الدَّاعيَ، وَنَحْنُ أَحَقُّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لَهُ: {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} ".
(عبد الرحمن بن القاسم) هو صاحب مالك، وليس له في البُخاري غيرُ هذا الحديث.
(ركن شديد) قال (ن): التَجأَ إلى الله تعالى فيما بينه وبين الله، وأظهرَ للأَضْياف العُذْر وضِيْقَ الصَّدر، ويجوز أنه نسِي الالتجاء إلى الله تعالى في حِماية الأَضْياف.
(لأجبت الداعي)؛ أي: الذي يَدعُوني من السِّجْن إلى المَلِك، وإلا فلا استِعجالَ فيه، فهو يصفُه بالصَّبر والثَّبات، أي: لو كنتُ مَكانَه لخرجتُ ولم أَلبثْ.