الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كَنَفَهُ، فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ: تَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ يَقُولُ: أَعْرِفُ، يَقُولُ: رَبِّ أَعْرِفُ مَرَّتَيْنِ، فَيَقُولُ: سَتَرْتُهَا فِي الدُّنْيَا، وَأَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، ثُمَّ تُطْوَى صَحِيفَةُ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الآخَرُونَ أَوِ الْكُفَّارُ، فَيُنَادَى عَلَى رُؤسِ الأَشْهَادِ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ".
وَقَالَ شَيْبَانُ: عَنْ قتادَةَ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ.
(النجوى)؛ أي: المُناجاة بين الله تعالى، والمؤمِن، وإنما أَطلَقها لمُقابلة خِطَاب الكُفَّار على رُؤوس الأَشْهاد.
(كنفه) بفتح النون، أي: ستره، وهو أيضًا من المُتشابِه.
(الآخرون) بالمَدِّ، وفتْح الخاء وكَسْرها، وفي بعضها بالقَصْر والكَسْر، أي: المُدبِرون المتأَخِّرون عن الخير.
* * *
{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}
(الرفِدُ المَرفُودُ): الْعَوْنُ الْمُعِينُ، رَفَدْتُهُ: أَعَنتهُ. (تَرْكَنُوا): تَمِيلُوا. {فَلَوْلَا كَانَ} : فَهَلَّا كَانَ. (أُتْرِفُوا): أُهْلِكُوا. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ): شَدِيدٌ، وَصَوْتٌ ضَعِيفٌ.
(باب: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ} [هود: 102])
قوله: (المعين) كذا في النُّسَخ، وهو تفسير للمَرفُود، فالوجْه:
المُعَانُ إلا أن يكون الفاعِل فيه بمعنى: المفعول، أو يكون من باب: ذِي كَذَا، أي: عَونٍ: ذي إعانةٍ.
وقال مجاهد، وزيدٌ: المعونة في القيامة، والمعنى: الذي يَقوم لهم مَقام المَعونة اللَّعن، والتقدير: بِئْس الرِّفْدُ المَرفُودُ.
(أترفوا: أهلكوا)؛ أي: كان تَرَفُهم لهلاكهم؛ لأنَّه أَطغاهم، وإلا فالإتْراف إنما هو التَّنعيم، فكيف يكون إهلاكًا؟!.
* * *
4686 -
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا بُرَيْدُ ابْنُ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ". قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} .
(ليملي للظالم)؛ أي: يُمهِلُه، قال تعالى:{وَأُمْلِي لَهُمْ} [الأعراف: 183]، أي: أُطيل لهم المُدَّةَ.
(لم يفلته) من الإفْلات، أي: لم يُؤخِّره، أو لم يُخلِّصه أبدًا؛ لكثْرة مَظالمه بالكُفْر وغيره، فإنْ كان الظلم في مؤمنٍ فلا يخلِّصه مدةً طويلةً.
* * *