الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دُونه، أو لا يُزاحِم ويُغضِبُ.
وسبقت مباحث في الحديث في (كتاب مواقيت الصلاة).
(فسبح) التلاوة: {وَسَبِّح} [ق: 39].
* * *
51 - وَالذَّارياتِ
(سورة والذَّارِياتِ)
قَالَ عَلِيٌّ عليه السلام: الرِّيَاحُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: تَذْرُوهُ: تُفَرِّقُهُ. {فِي أَنْفُسِكُمْ} : تأكُلُ وَتَشْرَبُ فِي مَدخَلٍ وَاحِدٍ، وَيَخْرُجُ مِنْ مَوْضِعَيْنِ. {فَرَاغَ}: فَرَجَعَ. {فصكَّت} : فَجَمَعَتْ أَصَابِعَها، فَضَرَبَتْ جَبْهتَها. وَالرَّمِيمُ: نَبَاتُ الأَرضِ إِذَا يبس وَدِيسَ. {لَمُوسِعُونَ} أَي: لَذُو سَعَةٍ، وَكَذَلِكَ {على الموسع قدره}؛ يَعْنِي: الْقَوِيَّ. {زَوجين} : الذَّكَرَ وَالأُنْثَى، وَاخْتِلَافُ الألوَانِ؛ حُلْوٌ وَحَامِضٌ، فَهُمَا زَوْجَانِ. {ففروا}: مِنَ اللهِ إِلَيْهِ. {إلًا ليعبُدُونِ} : مَا خَلَقْتُ أَهْلَ السَّعَادة مِنْ أَهْلِ الْفَرِيقَيْنِ إِلَّا لِيُوَحِّدُونِ، وَقَالَ بَعضُهُم: خَلَقَهُم لِيَفْعَلُوا، فَفَعَلَ بعضٌ، وَتَرَكَ بَعْضٌ، وَلَيْسَ فِيهِ حُجَّةٌ لأَهْلِ الْقَدَرِ، وَالذَّنوُبُ: الدَّلْوُ الْعَظِيمُ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {صَرَّةٍ} : صَيْحَةٍ. {ذنوبًا} : سبِيلًا. {العَقِيمَ} : الَّتِي لَا تَلِدُ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَالْحُبُكُ: اسْتِوَاؤُها وَحُسْنها. {في غَمْرَةٍ} : فِي
ضَلَالَتِهم يتمَادَوْنَ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: تَوَاصَوْا: تَوَاطَؤُا، وَقَالَ:{مُسَوَّمَةً} : مُعَلَّمَةً مِنَ السِّيمَا.
قوله: (قال عليّ)؛ أي: ابن أبي طالب رضي الله عنه، أسنَده عبد الرَّزَّاق في "تفسيره": سُئِل، فقال: الذَّارِيَات: الرِّياح، الحامِلات السَّحَاب، فالجَارِيَات: السُّفُن، فالمُقسِّمات: المَلائكة، وقال الحاكم: صحيحٌ على شَرْط الشَّيخين.
(موضعين)؛ أي: القُبُل والدُّبُر.
(وديس) من الدَّوْس، وهو الوَطْءُ بالرِّجْل.
(ففروا)؛ أي: من معصية الله إلى طاعتهِ.
(ليوحدون) إنما خصَّهم بالسُّعداء، وفسَّر العبادةَ بالتَّوحيد؛ لتَظْهر المُلازَمة بين العِلَّة والمَعلُول.
(لأهل القدر)؛ أي: المُعتزلة احتَجُّوا به على أنَّ إرادةَ الله لا تتعلَّق إلا بالخَير، والشَّرُّ ليس مُرادًا له، فقال البُخاري: لا يَلزم من كَون الشَّيء مُعلَّلًا بشيءٍ أنْ يكون الشَّيء الذي هو العِلَّة مُرادًا، أو لا يكون غيره مُرادًا.
ويحتمل أنَّ مُراده أنَّهم يَحتجُّون به على أنَّ أفعال الله تعالى لا بُدَّ أن تكون معلَّلةً، فقال: لا يَلزم من وُقوع التَّعليل وُجوبُه، ونحن نقول: يَجوز التَّعليل، أو على أنَّ أفعال العِباد مَخلوقةٌ لهم لإسناد