الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كُلًّا على شَرْطه.
* * *
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}
(باب: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الزمر: 67])
4811 -
حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الأَحْبَارِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنَّا نَجدُ أَنَّ اللهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبِعٍ، وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلَائِقِ عَلَى إِصْبَعٍ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الْحَبْرِ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} .
(حَبْر) بفتح المهملة وكسرها، أي: عالِمٌ.
(إصبع) قال (خ): مِثْلُه لا يُطلَق على الله إلا بكتابٍ أو خبرٍ قطعيٍّ، وإلا فالتوقُّف عن الإطلاق واجبٌ، وليس معنَى اليَدِ في الصِّفات معنى الجارِحَة حتَّى يَتوهَّمَ مُتوهِّمٌ مِن ثُبوتها ثُبوت الإصبع، وقد روى هذا الحديثَ كثيرٌ من أصحاب عبد الله مِن طريق عَبِيْدة فلم
يذكُروا فيه تصديقًا لقَول الحَبْر، وقد ثبَت أنَّه صلى الله عليه وسلم قال:"ما حَدَّثَكُم به أهلُ الكِتَابِ فلا تُصدِّقُوهم، ولا تُكذِّبُوهم"، ولم يُوجَد من النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلا الضَّحِك المُخِيْل للرِّضَا مرَّةً، وللتَّعجُّب، والإنْكار أُخرى، وقولُ مَن قال من الرُّواة: تَصديقًا لقَول الحَبْر ظَنٌّ منه، والاستدلالُ بالضَّحك في مثْل هذا الأمر غير جائزٍ، ولو صحَّ الخَبَر لا بُدَّ من التَّأْويل بنَوعٍ من المَجاز، وقد يقُول الإنسان في الأَمْر الشاقِّ إذا أُضيفَ إلى الرجل القَويِّ المُستقِلِّ المُستظْهِر: إنَّه يَعملُه بإصبعٍ، أو بخِنْصَر، ونحوه، يُريد به الاستِظهار في القُدرة عليه، والاستِهانةَ به، فعُلم أنَّ ذلك من تَحريف اليَهود، وأنَّ ضَحِكَه صلى الله عليه وسلم إنَّما كان على معنى التَّعجُّب والنَّكير له، فسَبيلُه الإيمانُ به مع نفْي التَّشبيه فيه، وقد جاء في رواية الفُضَيل بن عِيَاض، عن مَنْصور، عن إبراهيم، عن عَبِيْدة، عن عبد الله: فضَحِكَ صلى الله عليه وسلم تعجُّبًا وتَصديقًا.
قال التَّيْميُّ: تكلَّفَ (خ)، وأتَى فيه بما لم يأْتِ به السَّلَف، والصَّحابةُ كانوا أعلَمَ بما روَوهُ، وقالوا: إنَّه ضَحِك تَصديقًا، وثبَتَ في السُّنَّة الصَّحيحة:"مَا مِنْ قَلْبٍ إلا وهُو بَينَ إِصبَعَينِ من أَصَابعِ الرَّحمَنِ".
قال (ك): الحديث صحيحٌ قَطْعًا، وهو من المُتشابِه، ففيه طَريقا التَّفويضِ والتَّأْويل.
قال (ش): الأَولى طَريقة السَّلَف في الكَفِّ مع اعتقاد أنَّه لم يُرَدْ به ظاهرُه، ويَكِلُ علمَه إلى الله تعالى.