الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الرَّاغِب: الدَّهر الثاني غيرُ الأول، أي: كما تقدَّم تقريرُه.
وكان أبو بكر بن داود الظَّاهري يَرويه بالفتْح نصبًا على الظَّرف، أي: أنا طُول الدَّهر بيَدي الأَمرُ، وكان. يقول: لو كان مَضمومَ الرَّاء لصار اسمًا من أسماء الله تعالى.
ولكنَّ ما قالَه ليس بلازمٍ؛ لمَا سبَق لا سيَّما على رواية: (فإنَّ الله هو الدَّهر).
وقد جوَّزَ النَّصب جماعةٌ منهم: النَّحَّاس، وقال (ع): نصَبه بعضُهم على الاختصاص، والظَّرف أَصحُّ.
* * *
46 - الأَحقَاف
(سورة الأَحقاف)
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {تُفِيضُونَ} : تَقُولُونَ.
وَقَالَ بَعضُهُم: أثَرَةٍ وَأُثرَة وَأثَارَةٍ: بقِيَّةُ عِلْم.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} : لَسْتُ بِأَوَّلِ الرُّسُلِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: {أَرَأَيْتُمْ} : هذِهِ الأَلِفُ إِنَّمَا هِيَ تَوَعُّدٌ، إِنْ صَحَّ مَا تَدَّعُونَ لَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يُعْبَدَ، وَلَيْسَ قَوْلُهُ:{أَرَأَيْتُمْ} بِرُؤْيَةِ الْعَيْنِ، إِنَّمَا هُوَ: أتعْلَمُونَ، أَبَلَغَكُم أَنَّ مَا تَدعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ خَلَقُوا شَيْئًا؟
{وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ
قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إلا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}
(إثرة وأثرة وإثارة)؛ أي: أثرة، بفتح الهمزة وكسرها، وكذا: أَثارة.
(بدعًا)؛ أي: لستُ بأوَّل الرُّسُل.
قال بعض الأئمة: هذه السُّورة مكيةٌ مُحكمةٌ إلا آيتَين: هذه، و {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} [الأحقاف: 9]، قالوا: ليس في كتاب الله تعالى من المَنسوخ آيةٌ ثبتَ حُكمها كهذه الآية، ثبتتْ ستَّة عشَر سنةً، وناسخُها أوَّل سُورة الفتْح.
قال (ش): وممن نصَّ على أنَّ ذلك ناسخَها الشافعيُّ في "أحكام القرَآن".
* * *
4827 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانة، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهكَ، قَالَ: كانَ مَرْوَانُ عَلَى الْحِجَازِ، اسْتَعمَلَهُ مُعَاوِيَةُ، فَخَطَبَ، فَجَعَلَ يَذْكُرُ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، لِكَيْ يُبَايعَ لَهُ بعدَ أَبِيهِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ شَيْئًا، فَقَالَ: خُذُوهُ، فَدَخَلَ بَيْتَ عَائِشَةَ، فَلَم يَقْدِرُوا، فَقَالَ مَرْوَانُ: إِنَّ هذَا الَّذِي أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي} ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ مِنْ وَرَاءَ الْحِجَابِ: مَا أَنْزَلَ اللهُ فِينَا شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ، إِلَّا أَنَّ الله أَنْزَلَ عُذْرِي.