الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(نَول) بفتح النون: الأُجرة.
(وأنقص هذا العصفور) القَصْد منه بَيان القِلَّة، وإلا فلا نِسبةَ للمُتناهي إلى غير المُتناهي.
(أشد)؛ أي: أَوكَد مِن الأوَّل حيث زاد (لَكَ).
(يقرأ: وكان أمامهم) هذه القِراءة كالتَّفسير، لا أنَّها تُثبت في المُصحف.
* * *
مَذْهبًا، يَسْرُبُ: يَسْلُكُ، وَمِنْهُ:{وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} .
(باب: {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا} [الكهف: 61])
4726 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: أَخْبَرَني يَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ، وَغَيْرَهُمَا قَدْ سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُهُ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: إِنَّا لَعِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي بَيْتِهِ، إِذْ قَالَ: سَلُوني، قُلْتُ: أَيْ أَبَا عَبَّاسٍ! -جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ- بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ قَاصٌّ يُقَالُ لَهُ: نَوْفٌ، يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ بِمُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَمَّا عَمرٌو فَقَالَ لِي: قَالَ: قَدْ كَذَبَ عَدُوُّ اللهِ، وَأَمَّا يعْلَى فَقَالَ لِي: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مُوسَى رَسُولُ اللهِ -عَلَيْهِ
السَّلَامُ- قَالَ: ذَكَّرَ النَّاسَ يَوْمًا حَتَّى إِذَا فَاضَتِ الْعُيُونُ، وَرَقَّتِ الْقُلُوبُ، وَلَّى، فَأَدْركَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَيْ رَسُولَ اللهِ! هلْ فِي الأَرْضِ أَحَدٌ أَعْلَمُ مِنْكَ؟ قَالَ: لَا، فَعَتَبَ عَلَيْهِ إِذْ لَمُ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَى اللهِ، قِيلَ: بَلَى، قَالَ: أَيْ رَبِّ! فَأَيْنَ؟ قَالَ: بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ، قَالَ: أَيْ رَبِّ! اجْعَلْ لِي عَلَمًا أعْلَمُ ذَلِكَ بِهِ". فَقَالَ لِي عَمرٌو قَالَ: "حَيْثُ يُفَارِقُكَ الْحُوتُ". وَقَالَ لِي يعْلَى: قَالَ: "خُذْ نُونًا مَيِّتًا، حَيْثُ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَأَخَذَ حُوتًا، فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ، فَقَالَ لِفَتَاهُ: لَا أكُلِّفُكَ إِلَّا أَنْ تُخْبِرني بِحَيْثُ يُفَارِقُكَ الْحُوتُ. قَالَ: مَا كَلَّفْتَ كَثِيرًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذكره:{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ} يُوشَعَ بْنِ نُونٍ -لَيْسَتْ عَنْ سَعِيدٍ- قَالَ: "فَبَيْنَمَا هُوَ فِي ظِلِّ صَخْرَةٍ فِي مَكَانٍ ثَرْيَانَ، إِذْ تَضَرَّبَ الْحُوتُ، وَمُوسَى نَائِمٌ، فَقَالَ فتاهُ: لَا أُوقِظُهُ، حَتَّى إِذَا اسْتَيْقَظَ نسِيَ أَنْ يُخْبِرَهُ، وَتَضرَّبَ الْحُوتُ، حَتَّى دَخَلَ الْبَحْرَ، فأمْسَكَ اللهُ عَنْهُ جِرْيَةَ الْبَحْرِ حَتَّى كَأَنَّ أثَرَهُ فِي حَجَرٍ، قَالَ لِي عَمرٌو: هكَذَا كَأَنَّ أثَرَهُ فِي حَجَرٍ، وَحَلَّقَ بَيْنَ إِبْهامَيْهِ وَاللَّتَيْنِ تَلِيانِهِمَا.
{لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} ، قَالَ: قَدْ قَطَعَ اللهُ عَنْكَ النَّصَبَ -لَيْسَتْ هذِهِ عَنْ سَعِيدٍ- أَخْبَرَهُ، فَرَجَعَا، فَوَجَدَا خَضِرًا -قَالَ لِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ: عَلَى طِنْفِسَةٍ خَضْرَاءَ عَلَى كبِدِ الْبَحْرِ- قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: مُسَجًّى بِثَوْبِهِ، قَدْ جَعَلَ طَرَفَهُ تَحْتَ رِجْلَيْهِ، وَطَرَفَهُ تحْتَ رَأْسِهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ، وَقَالَ: هلْ بِأَرْضِي مِنْ سَلَامٍ؟ مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا مُوسَى. قَالَ: مُوسَى بَنِي
إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فَمَا شَأنُكَ؟ قَالَ: جِئْتُ لِتُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمتَ رَشَدًا. قَالَ: أَمَا يَكْفِيكَ أَنَّ التَّوْرَاةَ بِيَدَيْكَ، وَأَنَّ الْوَحْيَ يَأتِيكَ؟ يَا مُوسَى! إِنَّ لِي عِلْمًا لَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَعْلَمَهُ، وَإِنَّ لَكَ عِلْمًا لَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَعْلَمَهُ، فأَخَذَ طَائِرٌ بِمِنْقَارِهِ مِنَ الْبَحْرِ، وَقَالَ: وَاللهِ مَا عِلْمِي وَمَا عِلْمُكَ فِي جَنْبِ عِلْم اللهِ إِلَّا كمَا أَخَذَ هذَا الطَّائِرُ بِمِنْقَاره مِنَ الْبَحْرِ، حَتَّى إِذَا ركِبَا فِي السَّفِينَةِ، وَجَدَا مَعَابِرَ صِغَارًا تَحْمِلُ أَهْلَ هذَا السَّاحِلِ إِلَى أَهْلِ هذَا السَّاحِلِ الآخَرِ، عَرَفُوهُ، فَقَالُوا: عَبْدُ اللهِ الصَّالح -قَالَ: قُلْنَا لِسَعِيدٍ: خَضر؟ قَالَ: نعمْ- لَا نَحْمِلُهُ بِأَجْرٍ، فَخَرَقها، وَوَتَدَ فِيها وَتِدًا. قَالَ مُوسَى: أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا؟ لَقَد جِئْتَ شَيْئًا إِمرًا -قَالَ مُجَاهِدٌ: مُنْكَرًا- قَالَ: ألم أقلْ: إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا؟ كَانَتِ الأُولَى نِسْيَانًا، وَالْوُسْطَى شَرْطًا، وَالثَّالِثة عمدًا، قَالَ: لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ، وَلَا تُرهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا، {لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ} ، قَالَ يَعْلَى: قَالَ سَعِيدٌ: وَجَدَ غِلْمَانًا يَلْعَبُونَ، فَأَخَذَ غُلَامًا كَافِرًا ظَرِيفًا، فَأَضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ بِالسِّكِّينِ. قَالَ: أَقتَلْتَ نَفْسًا زكيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ، لَم تَعْمَلْ بِالْحِنْثِ -وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَرَأها:(زكيَّةً)، زَاكيَةً: مُسْلِمَةً، كقَوْلكَ: غُلَامًا زكيًّا- فَانْطَلَقَا، {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ} قَالَ سَعِيد: بِيَدِهِ هكَذَا -وَرَفَعَ يَدَهُ- فَاسْتَقَامَ، قَالَ يَعلَى: حَسِبْتُ أَنَّ سَعِيدًا قَالَ: فَمَسحَهُ بِيَدِهِ فَاسْتَقَامَ، {قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا} قَالَ سَعِيدٌ: أَجْرًا نأكلُهُ.
{وَكاَنَ وَرَآءهُم} : وَكَانَ أَمَامَهم -قَرَأَها ابْنُ عَبَّاسٍ: (أَمَامَهُم مَلكٌ) -
يَزْعُمُونَ عَنْ غَيْرِ سَعِيدٍ: أنَّهُ هُدَدُ بْنُ بُدَدٍ، وَالْغُلَامُ الْمَقْتُولُ اسْمُهُ -يَزْعُمُونَ- جَيْسُورٌ.
{مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} ، فَأَردتُ إِذَا هِيَ مَرَّتْ بِهِ أَنْ يَدَعها لِعَيْبها، فَإِذَا جَاوَزُوا أَصلَحُوها، فَانتفَعُوا بِها، وَمِنْهمْ مَنْ يَقُولُ: سَدُّوها بِقَارُورَةٍ، وَمِنْهُم مَنْ يَقُولُ: بِالْقَارِ.
{فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ} : وَكاَنَ كَافِرًا، {فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا}: أَنْ يَحْمِلَهُمَا حُبُّهُ عَلَى أَنْ يُتَابِعَاهُ عَلَى دِينهِ، {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً} لِقَوْلهِ: أَقتلْتَ نَفْسًا زكيَّةً؟ {وَأَقرَبَ رُحْمًا} وأقْرَبَ رُحْمًا: هُمَا بِهِ أَرْحَمُ مِنْهُمَا بِالأَوَّلِ، الَّذِي قتلَ خَضِرٌ، وَزَعَمَ غَيْرُ سَعِيدٍ: أَنَّهُمَا أُبْدِلَا جَارِيَةً، وَأَمَّا داوُدُ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، فَقَالَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ: إنَّهَا جَارِيَةٌ.
(وغيرهما)؛ أي: قال ابن جُريج: سمعتُ غيرهما، أو أخبرني غيرُهما عن سعيد بن جُبير.
(ثريان) النَّديُّ، فَعلان مِن الثَّرى، وهو التُّراب الذي فيه نَداوَةٌ.
(تضرب)؛ أي: اضطَرب، وتَحرَّك.
(حجر) بمفتوحتين، وفي بعضها بضم الجيم، وسُكون المُهملة.
(طِنْفِسة) بكسر المُهملة، والفاء، وبضمِّها، وبكسر المهملة، وفتح الفاء، وهو الأفصح: بِسَاطٌ له خَمَلٌ.
(كبد)؛ أي: وسَط، وهذه الرِّواية القائلة بأنَّه كان في وسَط البحر غريبة.
(هل بأرض من سلام) معناه معنَى: وأَنَّى بأَرضِك السَّلامُ، أي: بأرضكَ التي أنْتَ بها في الحالِ.
(لا ينبغي في)؛ أي: قال ذلك، لأنه كان نبيًّا، فلا يجب عليه تعلم شريعة نبي غيره أو وليًّا، فلعله مأمور بمتابعة نبي غيره.
(وتد) لا ينافي ما سبَق أنه خرَقها، فإن قلَع منها لوحًا بالقَدُوم، لاحتمال أنه خرَق بالقَدُوم وبالوتد، أو كان الوتَد للإصلاح ولدفْع نُفوذ الماء.
(نسيانًا)؛ أي: حيث قال: {لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ} [الكهف: 73].
(شرطًا)؛ أي: حيث قال: {إِنْ سَأَلْتُكَ} [الكهف: 76].
(عمدًا)؛ أي: حيث قال: {لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا} [الكهف: 77].
(ذبحه) لا ينافي رواية: (اقْتَلَعَه بيَدِه)؛ لاحتمال أنه قطع بعضه بسكين، ثم قلع الباقي، أو نزع أعضاءه وعروقه من مكانه، ثم ذبَحه قطعًا.
(بالحنث)؛ أي: الإثم، أي: لم يَبلُغ.
(زكية: زاكية) قراءة أهل الكوفة: زَكيَّة، واختار أبو عَمرو: زَاكيَة، وزعم أنَّ الزَّكيَّة التي لم تُذنب، والأكثرون على أنَّهما بمعنًى
واحدٍ كعالِمٍ وعَليمٍ.
(مسْلِمة) بسكون السين، وكسر اللام، وفي بعضها بفتح السين، واللام وتشديدها.
قال السَّفَاقُسي: وهو أَشبَهُ أنَّه كان كافرًا.
(فمسحه) ظاهره أنَّه أقامَه بيَدِه، وقيل: كما (1) يُقِيم القِلال الطِّيْن بمَسْحِه.
(هُدَد) بضم الهاء، وفتح المهملة الأُولى.
(بُدد) بضم المُوحَّدة، وفتح المهملة الأُولى؛ قاله في "جامع الأُصول".
(جيسور) بجيمٍ، وراءٍ آخرَه، كذا لبعضهم، وهو ما قيَّده الدَّارَقُطْني.
وحكى السَّفَاقُسي عن بعضهم أنه بالنون في آخره، وقال: في حِفْظي إنما هو جَيْسُون بالنون، ولأبي ذَرٍّ، وابن السَّكَن:(حَيْسُور) بمهملةٍ، وراءٍ آخرَه.
وقال أبو الفرَج: في أَصْل الحُمَيدي بحاءٍ مهملةٍ، وبعدها ياءٌ، وشينٌ معجمةٌ، ونونٌ.
وقال الدَّارَقُطْني: جَيْسُور.
(بقارورة) لعلَّه فَعلُولَةٌ من القَار، يُقال: قَريتُ السَّفينةَ: طلَيتُها
(1) في الأصل: "كان"، والمثبت من "التنقيح" للزركشي (2/ 956).