الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(هذه الآية)؛ يعني: أهذه الآية مُختصةٌ بي بأنَّ صَلاتي مُذهِبةٌ لمَعصيتي، أو عائدٌ لكلِّ الأُمَّة؟.
والرجل هو أبو اليَسَر -بفتح الياء، والمهملة- كَعْب بن عَمْرو، وكان غَمَزَ امرأةً بعَينه وقبَّلَها لمَّا أدخلَها بيتَه لتَشتري منه تَمْرًا بدِرْهم، رواه التِّرمِذي، والنَّسائي، شَهِد العَقَبة مع السَّبْعين، وبَدرًا وهو ابن عشرين سنةً، وأسَرَ العبَّاس يومئذٍ، وكان رجلًا قَصيرًا دِحْداحةً ذا بَطْنٍ، تُوفي بالمدينة سنة خمسٍ وخمسين، وله عَقِبٌ.
* * *
12 - سورة يُوسُفَ
وَقَالَ فُضَيْلٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: مُتْكَأً: الأُتْرُجُّ، قَالَ فُضَيْل: الأُتْرُجُّ بِالْحَبَشِيَّةِ مُتْكًا. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: مُتْكًا: كُلُّ شَيْءٍ قُطِعَ بِالسِّكِّينِ.
وَقَالَ قتادَةُ: {لَذُو عِلْمٍ} : عَامِلٌ بِمَا عَلِمَ.
وَقَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ: صُوَاعٌ: مَكُّوكُ الْفَارِسِيِّ الذِي يَلْتَقِي طَرَفَاهُ، كَانَتْ تَشْرَبُ بِهِ الأَعَاجِمُ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {تُفَنِّدُونِ} : تُجَهِّلُونِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: غَيَابَةٌ: كُلُّ شَيْءٍ غَيَّبَ عَنْكَ شَيْئًا فَهْوَ غَيَابَةٌ. وَالْجُبُّ: الرَّكِيَّةُ الَّتِي لمْ تُطْوَ. {بِمُؤمنٍ لَنَا} : بِمُصَدِّقٍ. {أَشُدَّهُ} :
قَبْلَ أَنْ يَأخُذَ فِي النُّقْصَانِ، يُقَالُ: بَلَغَ أَشُدَّهُ، وَبَلَغُوا أَشُدَّهُمْ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَاحِدُها شَدٌّ.
وَالْمُتَّكَأُ: مَا اتَّكَأْتَ عَلَيْهِ لِشَرَاب أَوْ لِحَدِيثٍ أَوْ لِطَعَامٍ. وَأَبْطَلَ الَّذِي قَالَ: الأُتْرُجُّ، وَلَيْسَ فِي كلَامِ الْعَرَبِ الأُتْرُجُّ، فَلَمَّا احْتُجَّ عَلَيْهِمْ بِأَنَّهُ الْمُتَّكَأُ مِنْ نَمَارِقَ، فَرُّوا إِلَى شَرٍّ مِنْهُ، فَقَالُوا: إِنَّمَا هُوَ الْمُتْكُ سَاكِنَةَ التَّاءِ، وَإِنَّمَا الْمُتْكُ: طَرَفُ الْبَظْرِ، وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ لَها: مَتْكَاءُ، وَابْنُ الْمَتْكَاءِ، فَإِنْ كَانَ ثَمَّ أتُرُجٌّ، فَإِنَّهُ بَعْدَ الْمُتَّكَإِ.
{شَغَفَهَا} : يُقَالُ: إِلَى شِغَافِها، وَهْوَ: غِلَافُ قَلْبِها، وَأَمَّا (شَعَفَها) فَمِنَ الْمَشْعُوفِ. {أصْبُ}: أَمِيلُ. {أَضْغَاثُ أَحلامٍ} : مَا لَا تأوِيلَ لَهُ، وَالضِّغْثُ: مِلْءُ الْيَدِ مِنْ حَشِيشٍ وَمَا أَشْبههُ، وَمِنْهُ:{وَخُذْ يدِكَ ضِغْثًا} ، لَا مِنْ قولهِ:{أَضْغَاثُ أَحْلامٍ} ، وَاحِدُها ضِغْثٌ. {ونَمِيرُ}: مِنَ الْمِيرَةِ. {وَنَزدادُ كَيْلَ بعيرٍ} : مَا يَحْمِلُ بَعِيرٌ. {أَوَى إلَيْهِ} : ضَمَّ إِلَيْهِ. {السِّقَايَةَ} : مِكْيَالٌ. {تَفتَؤُا} : لَا تَزَالُ. {حَرَضًا} : مُحْرَضًا، يُذِيبُكَ الهمُّ. {تَحَسَّسُوْا}: تَخَبَّرُوا. {مُزجَاةٍ} : قَلِيلةٍ. {غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ} : عَامَّة مُجَلِّلَةٌ.
(سورة يوسُف عليه الصلاة والسلام
قوله: (عن مجاهد: مُتْكَأً)؛ أي: بضم الميم، وسُكون المثنَّاة، وتَنوين الكاف، فإنَّها القِراءة المَنقولة عن مُجاهد.
(الأتْرُج) وأصلُه: أترُنجْ، ولكن قد يُدغِمون النُّون في الجِيْم، فتُشدَّد الجيم.
(عن رجل عن مجاهد) هي روايةٌ أُخرى عنه بهذا السنَد المَجهول، ومَتَكَ الشَّيءَ: قطعَهُ، فهو أعمُّ من الأول؛ لكنَّ البخاري قد أَبطَل بعد أَسطرٍ هذا القَول، وسنُقرِّره بعد ذلك.
(مَكّوك) بفتح الميم، وتشديد الكاف الأُولى: مِكْيال فيه ثلاثُ كيلَجات.
(غيابة) تُقرأ بالجرِّ، لأنَّه حكايةٌ عما في قوله تعالى:{وأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ} [يوسف: 10].
(بلغ أشده، وبلغوا أشدهم)؛ أي: فيكُون: (أَشُدُّ) في المفردِ والجمعِ بلفظٍ واحدٍ خلافًا لمَن قال: واحدُ الأَشُدِّ شُدٌّ، كما حكاه (ع) عن بعضهم، وهو قول الكِسَائي، نحو: قُدٌّ وأَقُدٌّ.
قال سِيْبَوَيْهِ: جمع: شِدَّةٍ كنِعمةٍ وأَنْعُمٍ.
قال الطَّبَري: جمعٌ لا واحدَ له، وقيل: واحدٌ لا نظيرَ له في الآحاد.
(والمُتكأ)؛ أي: بضم الميم، وتشديد المثنَّاة، كما في القِراءة الجادة.
(ما اتكأت عليه) فهو اسم مفعولٍ من الاتِّكاء، وسَواءٌ فيما اتكأت عليه الجسم كالنُّمْرُقة وكالطعام، أو معنًى كالحديث.
(وأبطل)، أي: أتَى بقولٍ باطلٍ مَن قال: إنَّ المُتكَأَ بمعنى: الأُتْرُجِّ، إذ ليس في كلامهم ذلك.
(فرّوا)؛ أي: لَمَّا ثبت أن المُتكأَ هو النُّمرُقة والمَخدَّة ونحوهما لا الأُتْرُنج = فرُّوا إلى تفسير المُتكَأ بشرٍّ من تفسيرهم الأول، فقالوا: المُراد من المتَّكأ بالتشديد إنما هو المُتْك، أي: بضم الميم، وسُكون المثنَّاة، الذي هو طرَف البَظَر بموحَّدةٍ، ومعجمةٍ، أي: الفَرْج.
(متكاء)؛ أي: مؤنَّث الأفتَك.
(وابن المتكاء)؛ أي: ابن المَرأة التي هي مَتْكَاء، أي: التي لم تُخفَض، وقيل: التي لا تُحسِن لولدها.
(فإن كان ثم أترُج) أشار إلى ما قالَه أبو عُبَيدة، فإنَّه قال: المُتكَأ: النَّمرُقة التي يتكأ عليها، وزعَم قومٌ أنَّه الأُتْرُنج، وهذا أبطَلُ باطلٍ في الأرض، ولكن عسَى أنْ يكون مع المُتكَأ تُرُنجْ يأْكلونه، وكذا أوضَح بذلك ابن عَطيَّة، فقال: المُتكَا: ما يُتكَأ عليه من فُرُشٍ ووسائد، ومعلومٌ أن هذا النوع والكرامات لا تَخلو من طعامٍ وشرابٍ، فلذلك فسَّر مُجاهد وعِكْرمة المُتكأَ بالطَّعام.
ووجَّهه الزَّمَخْشَري: بأنَّه على سَبيل الكِناية مِن قولهم: اتكأْنا عند فلان، أي: طَعِمنا؛ لأن من دعوتَه ليَطعَم عندكَ: اتخذتَ له مُتكأةً يتكِئُ عليها.
(بعد المتكأ) يُهيَّأُ، ويُرتَّب بعد تهيئة المُتكَأ، وفي بعضها:(قبْل المُتكَأ).
قال في "الكشاف": قال الشاعر:
وأهدت متكةً لبني أبيها
…
تخبّ بها العَثَمثَمة الوقاح
تخبُّ: بمعجمةٍ وموحدةٍ، والعَثَمثَمَة: بفتح المهملة، والمثلَّثتين: الناقة الشَّديدة، والوِقاح: بقافٍ، ومهملةٍ: الصُّلبة.
قال: وكانتْ أهدتْ أُترنْجةً على ناقةٍ، فكأنَّها الأُتْرُنجة التي ذكَرها أبو داود في "سننه": أنَّها شُقَّت بنِصْفَين، وحُمِلا كالعِدلَين على جَمَلٍ.
(إلى شغافها) قال السَّفَاقُسي: في كتُب اللُّغة بفتح الشين، وضبطَه المُحدِّثون بكسرها.
(وأما شعفها)؛ أي: بالعين المُهملة كما هي في قراءة عليٍّ وغيره، أي: عَلاها كلُّ مرتبةٍ من الحُبِّ، مأخوذٌ من شَعَف الجِبال: أَعاليها.
وقال (ك): شغَفَه الحُبُّ، أي: أحرَقَ قلْبَه.
(الميرة)؛ أي: الطَّعام.
(كيل بعير) قال مُجاهد: أرادَ كَيْل حمارٍ.
قال: وكان بعض العرَب يقول للحِمار بَعير، وهذا شاذٌّ، وذلك أنَّ يعقوب وإخوة يوسُف كانوا بأَرض كَنْعان، ولم يكُن هناك إبِلٌ، وكذا ذكَره مُقاتِل.
وفي زَبور داود: البَعير كلُّ ما يَحمِل، ويُقال لكلِّ ما يُحمل
بالعِبْرانية بعيرٌ.
قال ابن خَالَوَيْهِ: وهذا حرفٌ نادرٌ ألقيتُه على المتنبِّي بين يدَي سيف الدَّولة، فكسَرتُ من قَرْنه، انتهى.
ولم يأتِ بحُجَّةٍ؛ لأنَّ المَقالة لم تكُن بأرض كنْعان، بل بأرض مِصر.
وما حكاه عن الزَّبُور لا سبيلَ إلى إثْباته؛ لثُبوت البعير، ثم إنه لم ينزل لبَيان اللُّغات حتى يصحَّ ذلك عنه.
ونظيرُه ما حكاه الأصفهاني في "الأَغاني": أنَّ في التَّوراة أبر (1) درست زور.
(مكيال) قيل: كان يَسقي بها الملِك، ثم جُعلت صاعًا يُكال به.
(يجلله) بالجيم، يُقال: جلَّلَ الشيء تجليلًا، أي: عَمَّه.
(يئسوا)؛ أي: الاستِفعال بمعنى الثُّلاثي.
(معناه)؛ أي: معنى عدَم اليَأْس.
(الرجاء) ومعنى التَّركيب الرَّجاء؛ إذ لا رَوْحَ هناك حقيقةً.
(نجيًّا)؛ أي: يُطلق للواحد والاثنين والجمْع، وقال الأزهري: نَجِيٌّ جمع: أُنجيَة، وكذا قال ابن فارس: الواحد نَجِيٌّ.
(1) في الأصل: "ابن"، والمثبت من "التنقيح" للزركشي (2/ 938).