الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثاني:
كالذي قبلَه.
* * *
54 - اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ
(سورة اقْتَربَتْ)
قَالَ مُجَاهِدٌ: {مستمر} : ذَاهِبٌ. {مُزْدَجَرٌ} : مُتَنَاهٍ. {وَازْدُجِرَ} : فَاسْتُطِيرَ جُنُونًا. {ودُسُرٍ} : أَضْلَاعُ السَّفِينَةِ. {لمَن كانَ كُفِرَ} : يَقُولُ: كُفِرَ لَهُ جَزَاءً مِنَ اللهِ. {محتصر} : يَحْضُرُونَ الْمَاءَ. وَقَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ: {مهطِعِينَ} : النَّسَلَانُ، الْخَبَبُ السِّرَاعُ.
وَقَالَ غيْرُهُ: {فتعاطي} : فَعَاطَها بِيَدِهِ، فَعَقَرها {المحتظر}: كحِظَارٍ مِنَ الشَّجَرِ مُحْتَرِقٍ. {وَازدُجِرَ} : افْتُعِلَ مِنْ زَجَرْتُ. {كُفِرَ} : فَعَلْنَا بِهِ وَبِهِم مَا فَعَلْنَا جَزَاءً لِمَا صُنِعَ بِنُوحٍ وَأَصحَابِهِ. [مُستَقرٌّ}: عَذَابٌ حَقٌّ. يُقَالُ: الأَشَرُ: الْمَرَحُ وَالتَّجَبُّرُ.
4864 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحيَى، عَنْ شُعبةَ، وَسُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِرْقتَيْنِ؛ فِرْقَةً فَوْقَ الْجَبَلِ، وَفِرْقَةً دُونه، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"اشْهدُوا".
4865 -
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ،
عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ وَنَحنُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَصَارَ فِرْقتيْنِ، فَقَالَ لَنَا:"اشْهدُوا، اشْهدُوا".
4866 -
حَدَّثَنَا يَحيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبه بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
4867 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يُونس بنُ مُحَمدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قتادَةَ، عَنْ أَنسٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يُرِيَهُم آيَةً، فَأَرَاهُمُ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ.
4868 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحيَى، عَنْ شُعبةَ، عَنْ قتادَةَ، عَنْ أَنسٍ، قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ فرْقتيْنِ.
قوله: (ذاهب)؛ أي: سيَذهب، ولا يَبقَى، وقيل: مُحكَم.
(متناهي) بفتح الهاء: اسم مفعولٍ من التَّناهي بمعنى: الانتِهاء، أي: حاكِمٌ من أجناد هذه الأُمَم السَّالفة ما فيه مَوضعُ الانتِهاء عن الكُفْر، والإخبار عنه، أو بصِيْغة الفاعِل، أي: مُنتهاه في الزَّجَر لا مَزيدَ عليه.
(وازدجر فاستطير جنونًا) وقيل: معناه ازدجرتْه الجِنَّة، وتَخبَّطتْه، وذَهبَتْ بعَقْله.
(أضلاع (1) السفينة) وقيل: المِسْمَار.
(1)"أضلاع" ليس في الأصل.
(لمن كان كفر) من الكُفْران بالنِّعمة، والمُراد أنَّا فعَلنا بنُوح عليه الصلاة والسلام[وبهم ما فَعلْنا مِن فتْح أَبواب السَّماء]، وما بعدَه من التَّفجير ونحوه جزاء من الله بما صنَعوا بنُوح عليه الصلاة والسلام، وأصحابِه.
وذكر البخاريُّ في الباب خَمسةَ أحاديثَ في انشِقاق القمَر. وقد سبَق المَباحثُ في ذلك في آخِر (المناقب)، وأنها من أُمَّهات المُعجِزات الفائِقة على مُعجِزات سائر الأنبياء؛ لأنها لم تَتجاوَز عن الأَرضيَّات، وأنَّ الفَلَكيَّاتِ قابلةٌ للخَرْق، والالتِئام، وأنَّه لا يَلزم اطِّلاع أكثَر النَّاسِ عليه.
(النَّسَلان) بفتحتين. قال صاحب "العين": وحَرَكة العَين تدلُّ على حَرَكة العَين، وهو بمعنى: الخَبَب بالمعجمة، والمُوحَّدة المَفتوحة: وهو بمعنَى المُسارَعة.
(فعاطها) قال السَّفَاقُسي: لا أعلمُ لتَفسير: فتَعَاطَى بذلك وَجْهًا إلا أَنْ يكون من المَقلُوب الذي قُدِّمتْ عَينُه على لامه؛ لأنَّ العَطْو التَّناوُل، فيكون المعنى: تَناوَلَها بيَده، وأما عَوَط فلا أَعلمُه في كلامٍ، وأما عَيَطَ فليس معناه مُوافِقًا لهذا.
والذي قالَه المُفسِّرون: فتعاطَى عَقْرَ النَّاقةِ، فعقَرَها، وقال ابن فارس: التعاطي الجُرْأة، والمعنى: أنَّه تَجرَّأَ بعَقْره.
(المحتضر كحضار من الشجر) يَجُوز في (الحضار) فتح الحاء وكسرها.