الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العدَد لا يُحتجُّ به.
وسبَق الحديث آخر (الاستسقاء).
* * *
14 - سورة إِبْرَاهِيمَ
(سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {هادٍ} : داعٍ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: صَدِيدٌ: قَيْحٌ وَدَمٌ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} : أَيَادَيَ اللهِ عِنْدكم وَأيّامَهُ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} : رَغِبْتمْ إلَيْهِ فِيهِ. {وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا} : يَلْتَمِسُونَ لَها عِوَجًا. {وَإذ تأَذَّنَ رَبُّكُمْ} : أَعْلَمَكُم آذَنَكُم. {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} : هذَا مَثَلٌ؛ كفُّوا عَمَّا أُمِرُوا بِهِ. {مقامي} : حَيْثُ يُقِيمُهُ اللهُ بَيْنَ يَدَيْهِ. {مِن وَرَائِهِ} : قُدَّامِهِ. {لَكمُ تَبَعًا} ، وَاحِدُها: تَابِعٌ، مِثْلُ: غَيَبٍ وَغَائِبٍ. {بِمُصْرِخِكُمْ} اسْتَصْرَخَنِي: اسْتَغَاثَنِي، يَسْتَضرِخُهُ، مِنَ الصُّرَاخ. {وَلَا خِلَالٌ}: مَصْدَرُ خَالَلْتُهُ خِلَالًا، وَيَجُوزُ أَيْضًا جمْعُ خُلَّةٍ وَخِلَالٍ. {اجتثَّت}: اسْتُؤْصِلَتْ.
قوله: (أيادي) جمع: يَدٍ، بمعنى: النِّعمة.
(رغبتم إليه فيه) قال النَّحَّاس: هذا قولٌ حسنٌ يذهب إلى أنَّهم أُعطوا ما لم يَسألوه.
قال: وذلك معروفٌ في اللُّغة أن يُقال: امضِ إلى فلانٍ؛ فإنَّه يُعطيك كلَّ ما سأَلتَ، وإنْ كان يُعطيه غيرَ ما سأَل، يُشير إلى أنَّ (مِنْ) في الآية ليست للتَّبعيض، ثم قيل: زائدةٌ على رأْي الأخفَش، وقيل: موصولةٌ، أي: مِن كلِّ الذي سأَلتُموه، يعني: مِن كلِّ الأشياء التي سأَلتُم.
وفي الآية قولٌ آخر: وهو أنَّه لا مفهومَ لهذا، فلم يَنفِ إتْيانَ ما لم يَسأَلوه.
(مصدر: خاللته) هو قول الجمهور.
(ويجوز أيضًا جمع)؛ أي: يجوز أن يكون جمع: خُلَّة كقُلَّة وقِلال، وبُرْمة وبِرَام، وهو قول الأخفَش.
(تأذن: آذن)؛ أي: مثْل: تَوعَّد وواعَد.
(مثل كفوا عفا أمروا) قال أبو عُبَيدة: لا أعلَم أحدًا قال: ردَّ يدَه في فيهِ إذا أَمسكَ عن الشَّيء، وإنما المعنى: أنَّهم عَضُّوا عليها حَنَقًا وغَيْظًا، أي: كما عَضُّوا عليكم الأناملَ من الغَيظ، وقال الشاعر:
يردون (1) في فيهِ غَيْظَ الحَسُود
(1) في الأصل: "يرددني"، والمثبت من "التنقيح" للزركشي (2/ 943).
أي: يُغيظون الحسودَ حتى يَعَضَّ على أصابعه العَشْر، وكذا فسَّر هذا الحَرْفَ ابنُ مَسعود.
(من ورائه: قدامه) هذا قول أبي عُبَيد، وقُطْرُب: أنَّه من الأَضْداد.
وقال ابن عَرَفة: هذا غير محصَّل إلا أَمامًا وصُدورًا، وإنَّما يصلُح هذا في الأماكن والأَوقات، يَقول الرجل إذا وعَد وَعْدًا في رجَب لرمضَان، ثم قال: مِن وَرائك شَعْبان، فيجوز وإنْ كان أمامه؛ لأنَّه يُخلِّفه إلى وقْت وَعْده، ألا ترى إلى قوله تعالى:{وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} [إبراهيم: 17] أي: يَدخُل في العَذاب، فيتخلَّف ما دخَل فيه وراءَه، وكذلك قوله تعالى:{وكَانَ وَرآءَهُم مَلِكٌ} [الكهف: 79]، والملِك أَمامَهم، فجاز أنْ يقولَه؛ لأنه يكون أمامَهم ويطلبُهم، فهو من وَراءِ مَطْلبِهم، وإلى هذا ذهب الفَرَّاء.
وقال الأَزْهري في قوله تعالى: {مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ} [إبراهيم: 16]، معناه: ما تَوارَى عنك فاستَتر، ومنه قول النابغة:
ولَيْسَ وَراءَ اللهِ للمَرْءِ مَذْهَبُ
أي: بعد الله تعالى.
(عوجًا) هو بفتْح العين: ما كان مُنتصِبًا فمالَ كالعُود ونحوِه، وبالكسر في الأَرض، والدِّين ونحوِهما، قاله ابن السِّكِّيْت، وابن فارِس، وغيرهما.
* * *