الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالزُّخْرُفُ: الذَّهبُ. {مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} : يخلُفُ بَعْضُهُمْ بعْضًا.
* * *
{وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} الآية
4819 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهالٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ عَلَى الْمِنْبَرِ: {وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} .
وَقَالَ قتادَةُ: {وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ} : عِظَةً.
وَقَالَ غَيْرُهُ: {مُقرنينَ} : ضَابِطِينَ، يُقَالُ: فُلَانٌ مُقْرِنٌ لِفُلَانٍ: ضَابِطٌ لَهُ، وَالأكوَابُ: الأَبَارِيقُ الَّتِي لَا خَرَاطِيمَ لَها. {أَوَّلُ العابدِينَ} ؛ أَيْ: مَا كَانَ، فَأَنَا أَوَّلُ الأَنِفِينَ، وَهُمَا لُغَتَانِ: رَجلٌ عَابدٌ وَعَبِدٌ، وَقَرَأَ عَبْدُ اللهِ:{وَقَالَ الرسول يارب} وَيُقَالُ: {أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} : الْجَاحِدِينَ، مِنْ عَبِدَ يعبَدُ.
وقال قَتادَةُ: {في أم الكتاب} : جُملَةِ الكِتابِ، أصلِ الكِتابِ.
{أفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ} : مُشْرِكينَ، وَاللهِ لَوْ أَنَّ هذَا الْقرآنَ رُفِعَ حَيْثُ رَدَّهُ أَوَائِلُ هذِهِ الأُمَّةِ، لَهلَكُوا. {فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ}: عُقُوبَةُ الأَولينَ. {جُزءًا} : عِدلًا.
قوله: (ولا نسمع قيلهم) هذا يَقتَضي أنَّه فصَل بين المُتعاطفَين بجُمَلٍ كثيرةٍ، وينبغي حَمل كلامه على أنَّه أرادَ تفسيرَ المَعنى، ويكون التقدير: ونعلم قيْلَه، فحذف العامِل.
وقال السَّفَاقُسي: هذا التفسير أنكره بعضهم، وقالوا: إنما يصحُّ هذا لو كانت التلاوةُ (وقِيلُهم)، المعنى: إلا مَن شَهِد بالحقِّ، وقال قبلَه:{وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ} [الزخرف: 88] على الإنْكار.
(مقرنين: مطيقين)؛ أي: بالقاف، وقيل: ضابِطِين.
(يعشى: يعمى) قال الشَفَاقُسي: يَجب أن تكُون القراءةُ عليه بفتح الشِّين.
قال (ش): وكذا قال ابن قُتَيبة، فإنَّه حكَى قول أبي عُبَيدة على قِراءة الضمِّ: أنه تُظلِم عَينه (1)، قال: وقال الفَرَّاء: يُعرِضُ عنه، ومن قرأ:(يَعشَ) بنصب الشين أراد: يَعمَى عنه.
قال: ولا أَرى القول إلا قَول أبي عُبَيدة، ولم أَرَ أَحدًا يُجيزُ: عَشَوتُ عن الشَّيء: أَعرضْتُ عنه، إنما قال: تعاشَيْتُ عن كذا: تغافَلتُ عنه كأني لم أَرَهُ، ومثله: تَعامَيْت.
ورجَّح غيرُه قَولَ أبي عُبَيدة بأنَّه إنما يقال: عَشِي: إذا مَشَى ببصرٍ ضعيفٍ، ونظيره: عَرِجَ مَشَى مِشْيةَ الأعرج، وعَرِج إذا صار أَعرَج، فكذلك يُقال: عَشي يَعشَى إذا عَمِيَ.
(1) في الأصل: "تكلم عقبه"، والمثبت من "التنقيح" للزركشي (2/ 986).
{أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} [الزخرف: 5]) معنَى ضَرْب الذِّكْر عنهم: رفْع القُرآن من بَينهم إلى السَّماء بخلاف ما تقدَّم من تفسير مُجاهد، وكذلك فُسِّر المثَل هاهنا بمعنى العُقوبة، وفيما تقدَّم بمعنى الشَّبَه.
(يصدون: يضجون) يُريد بكسر الصاد، ومَن قرأ بالضم فالمعنى عنده: يُعرِضُون، وقال الكِسَائي: هما لُغتان بمعنًى، وأنكَر بعضُهم الضمَّ، وقال: لو كان مَضمومًا لكان: (عنْه)، ولم يكُن:(منه)، أي: مِن أَجْله، فيكون الضمُّ صحيحًا.
(أي: ما كان)؛ أي: فـ (إنْ) في قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ} الآية [الزخرف: 81] نافيةٌ.
(عابد وعبد) بفتح المُوحَّدة، كذا ضبَطه ابن فارِس، وغيره.
قال الجَوْهري: العَبَد بالتحريك: الغَضَب، وعَبِدَ بالكسر، أي: أَنِفَ.
(العابدين: الجاحدين من عَبَدَ يعْبُد) بفتح المُوحَّدة في الماضي، وضمِّها في المُستقبَل.
قال السَّفَاقُسي: كذا ضبطوه هنا، قال: ولم يذكُر أهل اللُّغة عَبَد بمعنى: جَحَدَ.
وذكر ابن عُزير: أنَّ معنى العابِدين: الآنِفِين، والجاحِدين، وذلك ما أشارَ إليه البُخاري.