الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4707 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا هارُونُ بْنُ مُوسَى أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَعْوَرُ، عَنْ شُعَيْبٍ، عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَدعُو: "أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ وَالْكَسَلِ، وَأَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَفِتْنَةِ الْمَحيَا وَالْمَمَاتِ".
الحديث فيه ظاهرُ المعنى.
* * *
17 - سورة بَنِي إِسْرَائِيلَ
(سورة بني إسرائيل)
4708 -
حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعبةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ فِي (بَنِي إِسْرَائِيلَ) وَ (الْكَهْفِ) وَ (مَريَمَ): إِنَّهُنَّ مِنَ الْعِتَاقِ الأُوَلِ، وَهُنَّ مِنْ تِلَادِي.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {فَسَيُنغِضُونَ} : يَهُزُّونَ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: نَغَضَتْ سِنُّكَ؛ أَيْ: تَحَرَّكَتْ.
{وَقَضَينا إلىَ بني إِسرائيلَ} : أَخْبَرنَاهُم أَنَّهُمْ سَيُفْسِدُونَ، وَالْقَضَاءُ عَلَى وُجُوهٍ؛ {وَقَضى رَبُّك}: أَمَرَ رَبُّكَ، وَمِنْهُ: الْحُكْمُ؛ {إن رَبَّكَ
يقضي بينهم}، وَمِنْهُ: الْخَلْقُ؛ {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} .
{نفِيًرا} : مَنْ يَنْفِرُ مَعَهُ. {وليتبروا} : يُدَمِّرُوا. {مَا عَلوا} . {حَصِيًرا} : مَحْبِسًا مَحْصَرًا. {حَقَّ} : وَجَبَ. {ميسُورًا} : لَيِّنًا. {خَطأً} : إِثْمًا، وَهْوَ اسمٌ مِنْ خَطِئْتُ، وَالْخَطَأُ -مَفْتُوحٌ- مَصْدَرُهُ، مِنَ الإثْم، خَطِئْتُ بِمَعْنَى: أَخْطَأتُ.
{تَخرِقَ} : تَقْطَعَ. {وَإِذ هُم نجوى} مَصدَرٌ مِنْ ناَجَيْتُ، فَوَصَفَهُمْ بِها، وَالْمَعنَى: يتنَاجَوْنَ.
{وَرُفاتًا} : حُطَامًا. {وَاستَفزِز} : اسْتَخِفَّ. {بِخَيلِكَ} : الْفرْسَانِ، وَالرَّجْلُ: الرَّجَّالَةُ، وَاحِدُها: رَاجِلٌ، مِثْلُ: صَاحِبٍ وَصَحْبٍ، وَتَاجِرٍ وَتَجْرٍ.
{حَاصِبًا} : الرِّيحُ الْعَاصِفُ، وَالحَاصِبُ أَيْضًا: مَا تَرْمِي بِهِ الرِّيحُ، وَمِنْهُ:{حَصَبُ جَهَنَّمَ} : يُرْمَى بِهِ فِي جَهنَّمَ، وَهْوَ حَصَبُها، ويُقَالُ: حَصَبَ فِي الأَرْضِ: ذَهبَ، وَالْحَصَبُ مُشْتَقٌّ مِنَ الْحَصْبَاءِ وَالْحِجَارَةِ.
{تَاَرةً} : مَرَّةً، وَجَمَاعَتُهُ: تِيَرَةٌ وتَارَاتٌ.
{لأَحتَنِكنَّ} : لأَسْتَأصِلَنَّهم، يُقَالُ: اختَنَكَ فُلَانٌ مَا عِنْدَ فُلَانٍ مِنْ عِلْم: اسْتَقْصَاهُ.
{طائِرُهُ} : حَظُّهُ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُلُّ سُلْطَانٍ فِي الْقُرآنِ فَهُوَ حُجَّةٌ.
{وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ} : لَمْ يُحَالِفْ أَحَدًا.
(في بني إسرائيل، والكهف، ومريم) فيه اختصارٌ، فقد رواه في (فضائل القرآن) بزيادة:(طه، والأنبياء).
(العتاق) العَتِيْق: كلُّ ما بلَغ الغايةَ في الجودة، وأراد أنَّ نُزولهنَّ متقدِّمٌ بمكة، وأنهنَّ مِن أوَّل ما تُعُلِّم من القرآن، وتَفضيلهنَّ لمَا تضمَّنه من ذِكْر القَصَص، وأخبار أجِلَّة الأنبياء، وما فيهنَّ من الغَريب الخارِق للعادة كالإِسراء، وقصَّة أهل الكَهْف، وقصَّة مريم، ونحوها، فالأَوليَّة إما باعتبار النُّزول، أو الحِفْظ.
(تِلادي) وهو بكسر المثنَّاة: ما كان قَديمًا، يُقال: ما لَه طَارِفٌ ولا تَالِدٌ، أي: لا حديثٌ ولا قديمٌ.
(نَغِضت) بفتح النون، وكسر المعجمة الأُولى.
(والقضاء على وجوه)؛ أي: له في اللُّغة معانٍ مَردُّها إلى انقِطاع الشَّيءِ وتمامِه، منها:{ثُمَّ قَضَى أَجَلًا} [الأنعام: 2]، أي: حتَم، والأَمْر نحو:{وَقَضَى رَبُّكَ} [الإسراء: 23]، والإعلام:{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الإسراء: 4]، أي: أَعلمناهم إعلامًا قاطِعًا، وقضَى دينَه، أي: قطَع بالعزيمة عليه بالأَداء.
(من ينفر)؛ أي: يَذهب، ثم قيل: نفَر بمعنى: نافِرٍ؛ كقَديرٍ
وقادرٍ، وقيل: جمع نفَر كعبْد وعَبيدٍ، وأصلُه: القَوم يجتمعون فيَسيرون إلى أعدائِهم ليُحاربوهم.
(وهو اسم من خطئت) إلى آخره، هذا آخِرُه من كلام أبي عُبَيد، وفيه نظَرٌ من وُجوهٍ:
أحدها: جعْلُه (خِطْأ) اسمَ مصدرٍ ممنوعٌ، بل هو مصدرُ خَطِئَ يُخطِئُ، كأثِمَ يأْثَم إثمأ، وهذه أشهر القِراءَتين في السَّبْع.
ثانيها: جعْله (خَطَأً) بفتح الخاء والطاء، كما هي قِراءة ابن ذَكْوَان مصدرًا ممنوعٌ، إنما هو اسم مصدرٍ من أَخطأَ يُخطئ خَطأ إذا لم يُصِبْ، أو مصدر: خَطِأَ يُخطئ إذا لم يُصب أيضًا، كما خرَّجهما الزَّجَّاجيُّ وغيره على هذين الوجهين، والمراد عليهما أنَّ قتْلهم كان غير صوابٍ.
نعم، استَبعد قَومٌ هذه القراءة بأنَّ الخطَأ هو ما لم يُتعمَّد، ولا يصحُّ معناه هنا، وخَفِي عليهم ما سبَق من الوَجْهين.
ثالثها: كَون خَطِئْتُ بمعنى: أَخطأتُ خِلاف قول أهل اللُّغة أنَّ خَطِئ: أثِمَ وتعمد الذَّنْب، وأخطأ: إذا لم يتعمَّد.
(فوصفهم بها)؛ أي: بنجوى مُبالغة كما يُقال: أبو حَنيفة فقُهَ، كأنَّه صارَ نفْسَ الفِقْه.
(واحدها راجل)؛ أي: ضِدُّ الفارِس، وكذلك الرُّجَّل، بضم الراء، وشدة الجيم.
(وجماعته)؛ أي: جَمْعه.
(لم يحالف) بالمهملة، أي: لم يُوَالِ أحَدًا من أجْلِ مذلَّةٍ به؛ ليَدفعَها بمُوالاته.
* * *
*
4709 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يُونس (خ).
وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالحٍ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ، حَدَّثَنَا يُونس، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أسرِيَ بِهِ بِإِيلِيَاءَ بِقَدَحَيْنِ مِنْ خَمرٍ وَلَبَنٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا، فأَخَذَ اللَّبَنَ، قَالَ جِبْرِيلُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هدَاكَ لِلْفِطْرَةِ، لَوْ أَخَذْتَ الْخَمرَ غوَتْ أُمَّتُكَ.
(باب: {أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [الإسراء: 1])
الحديث الأول:
(بإيلِياء) بكسر الهمزة، واللام، وبالمَدِّ: بيت المَقدِس.
(للفطرة)؛ أي: للإسلام الذي هو مُقتضَى الطَّبيعة السَّليمة التي فَطَر الله الناسَ عليها.
وسبق في (حديث المعراج): أنَّه ثلاثةُ أقداحٍ، والثالث: عَسَلٌ، ولا مُنافاةَ بينهما.
* * *
4710 -
حَدَّثَنَا أحْمَدُ بْنُ صَالحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَني يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله رضي الله عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَمَّا كَذَّبَنِي قُرَيشٌ، قُمتُ فِي الْحِجْرِ، فَجَلَّى اللهُ لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُم عَنْ آيَاتِهِ، وأنَاَ أنظُرُ إلَيْهِ".
زَادَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهابٍ، عَنْ عَمِّهِ:"لَمَّا كَذَّبَنِي قُرَيْشٌ حِينَ أُسْرِيَ بِي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ" نَحْوَهُ.
الثاني:
(الحِجر) بكسر المهملة: تَحتَ مِيْزاب الكعْبة.
(زاد يعقوب) هو في "الزُّهْريات"، ورواها أحمد عن يَعقوب.
* * *
{قَاصِفًا} : رِيحٌ تَقْصِفُ كُلَّ شَيْءٍ. {كرَّمنَا} وَأكرمنَا وَاحِدٌ. {ضِعْفَ اَلحيَاةِ} : عَذَابَ الْحَيَاةِ، وَعَذَابَ الْمَمَاتِ. {خِلافَكَ} وَخَلْفَكَ سَوَاءٌ. {وَنَاء}: تَبَاعَدَ. {شَاكِلِتَهِ} : ناَحِيتهِ، وَهْيَ مِنْ: شَكْلِهِ. {صَرَّفْنَا} : وَجَّهْنَا. {قبيَلًا} : مُعَايَنَةً وَمُقَابَلَةً، وَقِيلَ: الْقَابِلَةُ؛ لأَنَّها مُقَابِلتها وَتَقْبَلُ وَلَدها. {خَشَيةَ الإنفَاقِ} ، أَنْفَقَ الرَّجُلُ: أَمْلَقَ، وَنَفِقَ الشَّيْءُ: ذَهبَ. {قتُورًا} : مُقَتِّرًا. {للأَذْقَانِ} :
مُجْتَمَعُ اللَّحْيَيْنِ، وَالْوَاحِدُ: ذَقَنٌ.
وَقَالَ مُجَاهدٌ: {مَوْفُورًا} : وَافِرًا. {تَبِيعًا} : ثَائرًا، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَصِيرًا.
{خَبَتْ} : طَفِئَتْ.
وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: {وَلَا تُبَذِّرْ} : لَا تُنْفِقْ فِي الْبَاطِلِ. {ابَتغَاء} رَحْمَةٍ}: رِزْقٍ. {مَثبُورًا} : مَلْعُونًا. {وَلَا تقفُ} . لَا تَقُلْ. {فَجاسُوا} : تَيَمَّمُوا. {يُزجي} الْفُلْكَ: يُجْرِي الْفُلْكَ. {يَخِرُّوُنَ للأَذقاَنِ} : لِلْوُجُوهِ.
(باب: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء: 70])
قوله: (شاكلته: ناحيته) قيل في معناه أيضًا: نِيَّتِه، أو على مَذهبِه، وطَريقِه.
(من شكله) بالفتح، أي: مُشتَقٌّ من ذلك، ومعناه: المِثْل، أو مِن الشِّكْل بالكسر بمعنى: الدَّلِّ، وفي بعضها: من شَكَلتُهُ: إذا قيَّدتَهُ.
(مقابلتها)؛ أي: مُقابلها.
(وتقبل ولدها) قال السَّفَاقُسي: ضبَطه بعضُهم بضم المثنَّاة، وليس ببيِّنٍ؛ لأنَّه من قَبِل يَقْبَل: إذا رضِيَ الشيءَ وأخذَه، ولعلَّهُ ظنَّ أنه من كَفَلَ يَكْفُل، وذلك لا يُقال قيس: إلا قَبَل به يقبَل به، ظنَّ أنه إذا تكفَّل به.
(ونفق) بفتح الفاء على الفصحى، ويُقال بكسرها.
(اللحيين) بفتح اللام وكسرها.
(ذقن) بفتح القاف.
(وافرًا)؛ أي: المفعول به بمعنى الفاعل، عكس:{عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} [الحاقة: 21].
(ثائرًا)؛ أي: طالبًا لأَخْذ الثَّأر.
(لا ينفق في الباطل) الإنْفاق فيما لا يَنبغي، أما الإسراف فالصَّرف فيما ينبغي لكن زائدًا على ما يَنبغي.
(فتيمموا)؛ أي: قَصَدُوا.
* * *
(باب: {وإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً} [الإسراء: 16])
4711 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا نقُولُ لِلْحَيِّ إِذَا كَثُرُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ: أمَرَ بَنُو فُلَانٍ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَقَالَ: أَمِرَ.
(أمِر) بكسر الميم، ورُويت هذه القِراءةُ عن ابن عبَّاس، وأنكَرها أهل اللُّغة؛ لأنَّ أمِرَ لا يتعدَّى، وإنما أَمِرَ بَنو فلانٍ: إذا كثُروا، وأَمَّرهم الله بالتشديد: أكَثَرهم، ولا يُعرف أمَرَهم اللهُ، كذا قال السَّفَاقُسي.