الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابْنُ شِهَابٍ: عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: يَرْحَمُ اللهُ نِسَاءَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلَ، لَمَّا أَنْزَلَ اللهُ {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} شَقَّقْنَ مُرُوطَهُنَّ فَاخْتَمَرْنَ بِهِ.
4759 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِم، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ: أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها كَانَتْ تَقُولُ: لَمَّا نزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} أَخَذْنَ أُزْرَهُنَّ فَشَقَّقْنَهَا مِنْ قِبَلِ الْحَوَاشِي، فَاخْتَمَرْنَ بِهَا.
الحديث الأول، والثاني:
(نساء المهاجرات)؛ أي: النِّساء المُهاجرات، نَحو: شَجَرُ الأَراكِ، أي: شجرٌ هو الأَراكُ.
(أُزرهن) الإزَار: المُلاءَة بضمِّ الميم، وخِفَّة اللام، والمَدِّ، أي: المِلْحَفة.
* * *
25 - الْفُرْقَانِ
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {هَبَاءً مَنْثُورًا} : مَا تَسْفِي بِهِ الرَّيحُ. {مَدَّ الظِّلَّ} : مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ. {سَاكِنًا} : دائِمًا. {عَلَيْهِ دَلِيلًا} : طُلُوعُ الشَّمْسِ. {خِلْفَةً} : مَنْ فَاتَهُ مِنَ اللَّيْلِ عَمَلٌ
أَدْركَهُ بِالنَّهَارِ، أَوْ فَاتَهُ بِالنَّهَارِ أَدْركَهُ بِاللَّيْلِ. وَقَالَ الْحَسَنُ {هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا} فِي طَاعَةِ اللهِ، وَمَا شَيْءٌ أَقَرَّ لِعَيْنِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يَرَى حَبِيبَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:{ثُبُورًا} : وَيْلًا. وَقَالَ غَيْرُهُ: السَّعِيرُ مُذَكَّرٌ، وَالتَّسَعُّرُ وَالاِضْطِرَامُ: التَّوَقُّدُ الشَّدِيدُ. {تُمْلَى عَلَيْهِ} : تُقْرَأُ عَلَيْهِ، مِنْ: أَمْلَيْتُ وَأَمْلَلْتُ، الرَّسُّ: الْمَعْدِنُ، جَمْعُهُ: رِسَاسٌ. {مَا يَعْبَؤُاْ} ، يُقَالُ: مَا عَبَأْتُ بِهِ شَيْئًا: لَا يُعْتَدُّ بِهِ. {غَرَامًا} : هَلَاكًا. وَقَالَ مُجَاهِدٌ {وَعَتَوْا} : طَغَوْا. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: {عَاتِيَةٍ} : عَتَتْ عَنِ الْخُزَّانِ.
(سورة الفُرقان)
قوله: (هباء منثورًا: ما تسفي به الريح)، ويُقال أيضًا على شُعاع الشَّمس الذي يدخُل من الكُوةِ، وهباءٌ جمع: هَباءَة.
(مد الظل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس) قال ابن عَطِيَّة: تظاهرَتْ أقوال المُفسِّرين على هذا، وهو مُعترَضٌ بأنَّ ذلك في غير نهارٍ، بل في بَقايا ليلٍ، لا يُقال له: ظِلٌّ، ثم لا خُصوصيَّة لهذا الوقْت، بل مِن بَعد مَغيب الشمس مُدَّةَ يسيرةً، فإنَّ في هذا الوقْت على الأرض كلِّها ظِلٌّ مَمدودٌ مع أنَّه في نهَارٍ، وفي سائر أوقات النَّهار ظِلالٌ مُتقطِّعةٌ.
(ساكنًا)؛ أي: دائمٌ غير زائلٍ، وقيل: لاصِقًا بأصْل الجِدار غير مُنبسِط.
(دليلًا)؛ أي: طُلوع الشمس دليلٌ على حُصول الظّلِّ، وقيل:
الشمس دليلٌ للنَّاس على أحوال الظِّلِّ، فيَستعينُون فيه على حاجاتِهم.
(خلفة: من فاته من الليل) إلى آخره، هذا التفسير تُؤيِّده رواية مسلم من حديث عُمَر مَرفوعًا:"مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِه مِنَ اللَّيلِ، أو عَنْ شيءٍ منهُ؛ فقَرأ ما بين صَلاةِ الفَجْر وصَلاةِ الظُّهْر كُتِبَ له كأنَّما قَرأَهُ باللَّيل".
وقال: أبو عُبيدة: أي: يَجيء الليلُ بعد النهار، والنهارُ بعد الليل، يَخلُف منه، وجعلَهما خِلْفَةً، وهما اثنان؛ لأنَّ الخِلْفة مصدرٌ، يكون للمُفرد، والمُذكَّر، وفُروعهما بلفْظٍ واحدٍ.
(ثبورًا: ويلًا)؛ أي: في قوله تعالى: {دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} [الفرقان: 13]، ودُعاؤه أنْ يُقال: واثُبوراه، أي: تَعالَ يا ثُبُورُ، فهذا حِينُك وزمانُك.
وقيل: الثُّبُور: الهَلاك.
(وقال غيره) هو قَول أبي عُبَيدة في "المَجاز"، وكذا قوله في الشُّعَراء، وقال غيرُه: شِرْذِمةٌ: طائفةٌ قليلةٌ.
(السَّعير: مذكر) المَشهور أنَّ السَّعير مؤنثٌ، قال تعالى:{سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} [الفرقان: 12]، قيل: يَحتمل عَود الضمير إلى الزَّبَانيَة، قاله في "الكشَّاف"، أو غرَضه أنَّ لفْظه مُذكَّر، ومَعناه لغةً: المَهِيْج والمُلْهَب إما فاعِلًا، أو مفعولًا، وتأْنيثه باعتِبار النَّار، أو أنَّ الفَعِيْل يصدُق عليه أنَّه مذكر، وأنَّه مؤنثٌ.
(الرس: المعدن) قيل فيه أيضًا: البِئْر، وقيل: قَريةٌ باليَمَامة، وقيل: الأُخْدود.