الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا يدلُّ على أنه عند المُستَمْلي دون الحمُّوي، وأبي الهيْثَم.
(تاركون) في بعضها: (تَارِكُو)، ووقَع الجارُّ والمَجرور وهو (لي) صلةً بين المضاف والمضاف إليه، وذلك جائزٌ.
ومرَّ في (فضْل أبي بكر).
* * *
{وَقُولُوا حِطَّةٌ}
(باب: {وَقُولُوا حِطَّةٌ} [الأعراف: 161])
4641 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} [البقرة: 58]، فَبَدَّلُوا، فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ، وَقَالُوا: حَبَّةٌ فِي شَعَرَةٍ".
(يزحفون على أستاههم)؛ أي: يَدِبُّون على أَوراكِهم.
وسبَقَ أوَّل (البقرة).
* * *
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
الْعُرْفُ: الْمَعْرُوفُ.
(باب: {خُذِ الْعَفْوَ} [الأعراف: 199])
4642 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ، فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسٍ، وَكَانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ، وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرتهِ؛ كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا، فَقَالَ عُيَيْنَةُ لاِبْنِ أَخِيهِ: يَا ابْنَ أَخِي! لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الأَمِيرِ، فَاسْتَأْذِنْ لِي عَلَيْهِ. قَالَ: سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَيْنَةَ، فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ، قَالَ: هِيْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ! فَوَاللهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ، وَلَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ. فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ بِهِ، فَقَالَ لَهُ الْحُرُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} ، وَإِنَّ هَذَا مِنَ الْجَاهِلِينَ. وَاللهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللهِ.
4643 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} قَالَ: مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَّا فِي أَخْلَاقِ النَّاسِ.
4644 -
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ بَرَّادٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَمَرَ اللهُ نبَيَّهُ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْخُذَ الْعَفْوَ مِنْ أَخْلَاقِ النَّاسِ، أَوْ كمَا قَالَ.
الحديث الأول، والثاني:
(ومشاورته) بلفْظ المصدر عطْفًا على (مَجالِس)، وبلفظ المفعول أو الفاعل عطفًا على (أصحاب).
(هِيه) بكسر الهاء الأُولى، وفي بعضها:(إِيْهِ)، وهو من أسماء الأفْعال، تقول للرجل إذا استَزَدتَه من حديثٍ أو عملٍ: إيهٍ، وفي بعضها:(هِيْ) بحذف الهاء الثانية، أو هي: ضَمير، وهناك مَحذوفٌ، أي: ذَا هيه، أو القِصَّة هذه.
(يحيى) قال ابن السَّكَن: هو ابن مُوسَى، وقال أبو إسحاق المُستَمْلي: هو ابن جعفر البَلْخي.
{خُذِ الْعَفْوَ} [الأعراف: 199] قال جعفر الصَّادق: ليس في القرآن آيةٌ أجمَعُ لمكارمِ الأخلاق منها.
ولعلَّ ذلك أنَّ المعاملة إما مع نفْسه أو مع غيره، والغير إما عالمٌ أو جاهلٌ، أو لأَنَّ أُمَّهات الأخلاق ثلاثةٌ: العَقليَّة، والشَّهويَّة، والغَضَبيَّة، ولكلِّ قوةٍ فضيلةٌ هي وسَطُها، للعمليَّة: الحِكْمة، وبها الأمر بالمعروف، وللشَّهوية: العِفَّة، ومنها أَخْذ العَفْو، وللغَضَبيَّة: الشَّجاعة، ومنها الإعراض عن الجُهَّال، والخُلُق تعريفه: ملَكَةٌ تصدُر