الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(فعلوها)؛ أي: أَفَعلوها؟، فحُذفت همزة الاستِفهام.
قال في "الكشاف": رُوي أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم حين لَقِيَ بني المُصطَلِق وهزَمَهم ازدَحَم على الماءِ جَهْجَاه -بفتح الجيمين، وسُكون الهاء الأُولى- ابن سَعيد، أَجِيْرٌ لعُمر بن الخَطَّاب، يَقُودُ فرسَه، وسِنَان -بكسر المُهملة، ونونين- الجُهني حَليفٌ لأُبَيِّ بنُ سَلُول، واقتَتَلا، فصَرَخ جَهْجَاه: يا لَلمُهاجرين، وسِنانٌ: يا لَلأَنْصار، فأَغاثَ بعضُهم جَهْجَاهًا ولطَم سِنَانًا، فقال ابنُ سَلُول مَا قالَ.
وسبق الحديث في (مَناقب قُريش).
(لا يتحدث) بالجزْم جَوابًا للأمر، وبالرفْع استئنافًا، وذلك من الحُكْمِ بالظَّاهر، أو لأنَّ في قَتْله تَنفيرًا للخَلْق عن الإسلام، فيُرتكَب أخَفُّ المَفسدتين؛ لدَفْع أَشدِّهما.
(يقتل أصحابه) أَدخلَه فيهم باعتِبار الظَّاهر.
* * *
(باب: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} [المنافقون: 7])
4906 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنس بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: حَزِنْتُ عَلَى مَنْ أُصِيبَ بِالْحَرَّةِ، فَكَتَبَ إِلَيَّ زيدُ بْنُ أَرْقَمَ وَبَلَغَهُ شِدَّةُ حُزْني، يَذْكرُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَلأَبْنَاءِ الأَنْصَارِ" -وَشَكَّ ابْنُ الْفَضْلِ فِي: أَبْنَاءِ أبنَاءِ الأَنْصَارِ- فَسَأَلَ أَنسًا بَعْضُ مَنْ كانَ عِنْدَهُ، فَقَالَ: هُوَ الَّذِي يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "هذَا الَّذِي أَوْفَى اللهُ لَهُ بِأُذُنِهِ".
(حَزِنت) بكسر الزَّاي.
(بالحرة)؛ أي: اللَّابَة التي حَول المَدينة، وقَع فيها حربٌ بين عَسكَر يَزيد بن مُعاوية وأهلِ المَدينة.
(فسأل أنسًا بعض من كان عنده)؛ أي: سأَلَه عن حال زَيدٍ.
قال القَابِسِيُّ: هو الصَّواب خِلافًا لمَا يقع: (أنسٌ) بالرَّفْع، و (بعضَ) بالنصب.
(بأُذنه) بضم الهمزة، وسُكون الذال، ورُوي بفتحهما، أي: أَظهر صِدقَه في إظهاره عما سَمعتْ أُذْنه، يعني: فسمعه على مجرَى قوله: {سميعٌ عَلِيُمُ} [البقرة: 181]، وذلك أنَّه لمَّا حكَى لرسول صلى الله عليه وسلم قَولَ ابن سَلُول قال صلى الله عليه وسلم:(لعلَّه أَخطأَ سَمعُك)، قال: لا، فلمَّا نزَلَتِ الآيةُ لَحِقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زيدًا مِن خَلْفه، فَعَرَكَ أُذْنَه، وقال:(وَفَّتْ أُذنُك، يا غُلامُ).
قال (ك) كأنَّه جعَل أُذُنه في السَّماع كالضَّامنة تصديقَ ما سمعتْ، فلمّا نزلَ القرآنُ به صارتْ كأنَّها وافيةٌ بضَمانها.
* * *