الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: وهذا أَقْرب من تأويل البُخاري بالرَّحمة؛ لأن الضَّحِك من الكِرام يدلُّ على الرِّضَا، وهو مُقدِّمة إنْجاح الطَّلَب.
قال: ويحتمل أنْ يكون للمَلائكة؛ لأنَّ الإيثار على النَّفْس نادرٌ في العادات مُستَغرَبٌ في الطِّباع، فعَجِبَ منه الملائكةُ.
* * *
60 - الْمُمتَحِنَةِ
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {لَا تجعلنا فِتنَةً} : لَا تُعَذِّبْنَا بِأيْدِيهِمْ، فَيقُولُونَ: لَوْ كَانَ هؤُلَاءِ عَلَى الْحَقِّ مَا أَصَابَهُم هذَا.
{بِعِصَمِ الكَوَافِرِ} : أُمِرَ أصحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِفِرَاقِ نِسَائِهِم، كُنَّ كَوَافِرَ بِمَكَّةَ.
(سورة المُمتَحَنة)
4890 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عمرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِي: أنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ أَبِي رَافِعٍ كَاتِبَ عَلِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَا وَالزُّبَيْرَ وَالْمِقْدَادَ، فَقَالَ:"انْطَلِقُوا حَتَّى تأتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ؛ فَإِنَّ بِها ظَعِينَةً مَعَها كِتَابٌ، فَخُذُوهُ مِنْها"، فَذَهبْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا، حَتَّى أتيْنَا الرَّوْضَةَ، فَإِذَا نَحْنُ بالظَّعِينَةِ، فَقُلْنَا: أَخْرِجِي الْكِتَابَ، فَقَالَتْ: مَا مَعِي مِنْ كِتَابٍ، فَقُلْنَا: لتخْرِجِنَّ الْكِتَابَ، أَوْ لنلْقِيَنَّ الثِّيَابَ. فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ
عِقَاصِها، فَأتيْنَا بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا فِيهِ: مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِمَّنْ بِمَكَّةَ يُخْبِرُهُم بِبَعضِ أمْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَا هذَا يَا حَاطِبُ"؟ قَالَ: لَا تَعجَلْ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ! إِنِّي كنْتُ امرَأً مِنْ قُرَيْشٍ، وَلَم أكُنْ مِنْ أَنْفُسِهِم، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ لَهُم قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ بِها أَهْلِيهم وَأَموَالَهُم بِمَكَّةَ، فَأَحبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي مِنَ النَّسَبِ فِيهِم أَنْ أَصْطَنِعَ إِلَيْهِمْ يَدًا يَحمُونَ قَرَابتيِ، وَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ كفْرًا، وَلَا ارْتدَادًا عَنْ دِيني، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكُمْ". فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللهِ! فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقَالَ:"إِنَّهُ شَهِدَ بَدرًا وَمَا يُدرِيكَ لَعَلَّ الله عز وجل اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بدرٍ، فَقَالَ: اعمَلُوا مَا شِئتم، فَقَد غَفَرْتُ لَكُم". قَالَ عمرٌو: وَنزَلَتْ فِيهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ} . قَالَ: لَا أَدرِي الآيَةَ فِي الْحَدِيثِ، أَوْ قَوْلُ عَمرٍو.
الحديث الأول:
(خاخ) بمعجمتين: مَوضع بين مكة والمدينة.
(ظَعِينة) بفتح المعجمة، وكسر المُهملة: المَرأة الهوْدجَ.
(تعادى) بلفْظ الماضي، أي: تَباعَدَ.
(عِقاصها) بكسر المهملة، وبقافٍ: الشَّعر المَضفور.
(حَاطِب) بكسر المهملة الثانية، وبموحَّدةٍ.
(بَلْتَعة) بفتح المُوحَّدة، والمثنَّاة، وسُكون اللام، وبمهملةٍ.
(لم أكن من أنفسهم) دليلٌ على أنَّ قوله أولًا: (لا مِن قُرَيْشٍ)، أي: بالحِلْف والوَلاء لا بالنَّسَب والوِلادة.
(يدًا)؛ أي: يَدَ مِنَّةٍ عليهم.
(غفرت)؛ أي: الأُمور الأُخرَوَّية، وإلا فتُقام عليهم أَحكامُ الدُّنيا.
وقد سبَق شرحُه مُستوفًى في (الجهاد)، في (باب: الجاسوس).
* * *
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ: قِيلَ لِسُفْيَانَ فِي هذَا، فَنَزَلَتْ:{لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي} قَالَ سُفْيَانُ: هذَا فِي حَدِيثِ النَّاسِ حَفِظْتُهُ مِنْ عَمرٍو، مَا تَرَكْتُ مِنْهُ حَرْفًا، وَمَا أُرَى أَحَدًا حَفِظَهُ غَيْرِي.
الثاني:
(قال سفيان) إلى آخره، أي: لا أَدري أن حِكايةَ نُزول الآية من تتمَّة الحديث الذي رواه عليٌّ رضي الله عنه، أو قَول عمْرو بن دِيْنار مَوقوفًا عليه.
وقال ابن المَدِيْني: قيل لسُفيان: أَفي هذا الحديث نَزلتْ: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي} [الممتحنة: 1]، فقال: هذا في حَديث النَّاس، ورِواياتِهم، وأما الذي حَفِظتُه أنا من عَمرو فهو الذي رويتُه عنه مِن غَير