الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حميد، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي، إلا أن يشاء الله "(1).
فهذا من كذب هذا المصلوب الذي فضحه الله به.
السبب الثاني: نصرة الأهواء:
ومن سلك هذا أصناف بحسب الأهواء:
1 _
فمنهم من يضع للسلاطين تزلفاً لهم، في فضائلهم أو مثالب خصومهم، كالذي وضع في بني أمية وبني العباس.
ومنه التقرب إلى السلطان بوضع الحديث في فضل ما يحب.
قال داود بن رشيد: دخل غياث بن إبراهيم على المهدي، وكان يعجبه الحمام الطيارة التي تجيء من البعد، فروى حديثاً: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل أو جناح " قال: فأمر له بعشرة آلاف درهم، فلما قام وخرج قال:" أشهد أن قفاك قفا كذاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جناح، ولكن هذا أراد أن يتقرب إلينا، يا غلام، اذبح الحمام "، قال: فذبح الحمام في الحال (2).
2 _
ومنهم من يضع نصرة للمذهب العقدي، كالأحاديث التي وضعت لنصرة عقائد أهل الإثبات في أبواب الصفات، كبعض المنتسبين إلى طريقة الإمام أحمد، وأكثر منهم مقابلوهم كالمنتصرين لمذهب جهم، والأحاديث التي وضعها سني لنصرة مذهبه في الصحابة، فقابله شيعي فوضع في فضائل أهل البيت وفي مثالب الصحابة.
(1) ذكره الحاكم في " المدخل إلى الإكليل "(ص: 51 _ 52). وأخرجه الجُورْقاني في " الأباطيل "(رقم: 116). والحكم بوضْعه مما لا يختلف فيه .......
(2)
قصة صحيحة. أخرجها الحاكم في " المدخل إلى كتاب الإكليل "(ص: 55) والخطيب في " تاريخه "(12/ 324) وإسنادها لا بأس به. ولها إسنادٌ آخر عند الحاكم، وثالثٌ عند الخطيب.
ومن أمثلة هؤلاء:
عمرو بن عبد الغفار الفقيمي، قال ابن عدي:" كان السلف يتهمونه بأنه يضع الحديث في فضائل أهل البيت، وفي مثالب غيرهم "(1).
ومحمد بن شجاع ابن الثلجي، قال ابن عدي:" كان يضع أحاديث في التشبيه ينسبه إلى أصحاب الحديث ليثلبهم به "، فذكر منها حديثاً، ثم قال:" مع أحاديث كثيرة وضعها من هذا النحو، فلا يجب أن يشتغل به؛ لأنه ليس من أهل الرواية، حمله التعصب على أنه وضع أحاديث يثلب أهل الأثر بذلك "(2).
ومن أكثر ما يوجد من هذا ما شحنت به كتب الأصول والفروع العتيقة عند الشيعة، فإن فيها الكثير من الأحاديث والأخبار مما ينسب إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وغيره من سادة أهل البيت، بأسانيد واهية.
قال عبد الرحمن بن أبي ليلي: " صحبت عليا، رضي الله عنه، في الحضر والسفر، وأكثر ما يحدثون عنه باطل"(3).
وكان عامر الشعبي يقول: " ما كذب على أحد من هذه الأمة ما كذب على علي بن أبي طالب "(4).
3 _
ومنهم من يضع للمذهب الفقهي، كمن وضع في فضل أبي حنيفة وذم الشافعي، ومنه الحكايات الكثيرة المتضمنة للمبالغات في الفضائل، والتي تنسب إلى الأئمة الفقهاء؛ وذلك بغرض تنفيق مذاهبهم عن طريق نسبة تلك الفضائل لهم.
(1) الكامل (6/ 253).
(2)
الكامل (7/ 551).
(3)
أخرجه الجوزجاني في " أحوال الرجال "(ص: 40) والبيهقي في " المدخل "(رقم: 84) واللفظ له، وإسناده صحيح.
(4)
أخرجه البغوي في " الجعديات "(رقم: 2556) وإسناده جيد .......