الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال ابن عباد: حدثنا مروان، عن يزيد)، فساق الإسناد، فهذا التصرف يشعر بأن السياق لرواية ابن عباد، ورواية ابن أبي عمر قريب منه.
ثانياً: المحدث يسوق حديثاً بإسناده ومتنه، ثم يلحقه بآخر يقتصر منه على الإسناد ويحيل المتن على الذي قبله قائلاً:(مثله)، أو (نحوه)، فهل يصح سياق نفس المتن للإسناد الثاني؟
الجواب: اختلف في ذلك المتقدمون، فوسع فيه سفيان الثوري في (مثله) و (نحوه)، ووافقه النقل عن يحيى بن معين في (مثله) خاصة، ومنع شعبة بن الحجاج من ذلك فيهما (1).
والاحتياط فيه أولى، وذلك بأن يقول مثلاً:(مثل حديث قبله متنه كذا وكذا) أو (نحو حديث قبله متنه كذا وكذا)، وهو اختيار الخطيب.
وفي باب الاعتبار، لا مانع من الاعتبار بالإسناد الثاني في تقوية الأول، اعتماداً على المحدث فيما ادعاه من المثلية أو النحوية، وإن كان الأولى الاجتهاد للوقوف على متن ذلك الإسناد في مصادر السنن والأخبار.
ثالثاً: الأخذ من نسخة مروية بإسناد واحد
، يجوز أن يساق الإسناد عند اقتباس بعض تلك الأحاديث، يذكر قبل المتن كما جاء في أول حديث في تلك الصحيفة، كصحيفة همام بن منبه عن أبي هريرة، وهو قول وكيع بن الجراح، ويحيى بن معين، وأبي بكر الإسماعيلي، وغيرهم.
وكان مسلم يسوق الإسناد لصحيفة همام إليه، قال:" هذا ما حدثنا أبو هريرة، فذكر أحاديث منها .. "، وهذه مبالغة في التحري والأمانة (2).
رابعاً: إذا أخرجت أحاديث أو حديثاً من جملة أحاديث، رواها
(1) خرج الروايات بذلك عنهم الخطيب في " الكفاية "(ص: 319، 320) بأسانيد صحيحة.
وكذلك النقل عن ابن مَعين موجود في " تاريخه "(النص: 2264).
(2)
صِيانة صحيح مسلم، لابن الصلاح (ص: 102، 103).
المخرج عن شيخ، نسبه تاما في أولها، ثم قال في سائرها:(وحدثنا فلان) ولم يزد على اسمه، جاز أن يبين على ما في أول تلك الأحاديث، ولو قلت عند قوله:(حدثنا فلان): (يعني) أو (أي: ابن فلان الفلاني) لكن أحوط، كما يفعل لبيان اسم مبهم في الإسناد.
وترى مثل هذا يقع كثيراً في " مسند أحمد " في تسمية شيوخه، و" مسند أبي يعلى " و " المعجم الأوسط " للطبراني، وغيرها.
خامساً: إذا وجدت اسماً مهملاً في الإسناد، وتيقنت من يكون فلا يجوز أن تقحم بيانه بعبارة تفهم أنه كذلك في الرواية، فلو جاء مثلاً:(عن هشام عن قتادة) فمع تيقنك أنه الدستوائي، فلا تجعله:(عن هشام الدستوائي عن قتادة)، ولكن قل:(عن هشام _ يعني الدستوائي _ عن قتادة)، أو (عن هشام _ هو الدستوائي _ عن قتادة).
وهذه فائدة، أنك إذا وجدت مثل هذه الصيغة (هو ابن فلان)، أو (الفلاني) فاعلم أنها ليست من قبل الراوي عن ذلك الشيخ، وإنما هي من بعض رواة الإسناد، أو من نفس مخرج الخبر (1).
* * *
(1) كما تقدم في (المبحث الثاني) من (الفصل الثاني) من هذا الباب.