الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طلب غوث الكفار بإفاضة الماء دليل عذاب الجوع والعطش عليهم
.
قال تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} [الأعراف 50]
• قال السمعاني رحمه الله: " قوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} في هذا دليل على أنهم كما يعذبون بالنار، فيكون عليهم عذاب الجوع والعطش مع عذاب النار، حتى يسألوا الطعام والشراب ".
(1)
الدراسة:
استنبط السمعاني من نداء أهل النار وسؤالهم للمؤمنين المتنعمين في الجنة بأن يفيضوا الماء عليهم، أو ما قد رزقهم الله من النعم، بأن في هذا دلالة على أنهم يعذبون بالجوع والعطش إضافة إلى ما يعذبون به من نار جهنم أجارنا الله من عذابها.
(1)
تفسير السمعاني (2/ 186)
وقد أشار جمع من المفسرين إلى هذا الاستنباط، قال النيسابوري:" فيكون في الآية دليل على نهاية عطشهم وشدّة جوعهم "
(1)
، وقال ابن عاشور:" والاستغاثة من شدة العطش الناشئ عن الحر فيسألون الشراب ".
(2)
وممن قال بذلك أيضا من المفسرين: الطبري، والرازي، والقرطبي، وحقي.
(3)
وقد استنبط بعض المفسرين استنباطاً آخر بأن معنى الإفاضة يستنبط منه أن أهل الجنة يكونون أعلى في المنزل والمكان من أهل النار، قال الرازي:" وفي قوله: أفيضوا دلالة على أن أهل الجنة أعلى مكاناً من أهل النار ".
(4)
وممن ذكره وقال به أيضاً: البيضاوي، وأبو السعود، والألوسي، ومحمد رشيد رضا.
(5)
(1)
غرائب القرآن (3/ 241).
(2)
التحرير والتنوير (15/ 57).
(3)
انظر: جامع البيان (12/ 472)، ومفاتيح الغيب (14/ 252)، والجامع لأحكام القرآن (7/ 215)، وروح البيان (3/ 129).
(4)
انظر: مفاتيح الغيب (14/ 252).
(5)
انظر: أنوار التنزيل (3/ 24)، وإرشاد العقل السليم (2/ 491)، وروح المعاني (4/ 365)، وتفسير المنار (8/ 390).