الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وممن ذكر هذا الاستنباط من العلماء: ابن عطية، وشيخ الإسلام، وابن القيم، والنسفي، وأبو السعود.
(1)
وقد بين العلماء بأن السبب الذي لم يخرج حاطبًا من الإيمان، هو كون موادته لأجل أمر من أمور الدنيا وهو الرحم، فيكون ناقص الإيمان، لا منتفِ الإيمان.
(2)
قال شيخ الإسلام رحمه الله: " وقد تحصل للرجل موادتهم لرحم أو حاجة، فتكون ذنباً ينقص به إيمانه، ولا يكون به كافراً كما حصل من حاطب بن أبي بلتعة، لما كاتب المشركين ببعض أخبار النبي صلى الله عليه وسلم ".
(3)
تسمية المهاجرات بالإيمان لأنهن على قصد إليه
.
قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} [الممتحنة 10].
• قال السمعاني رحمه الله: " قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} سماهن مؤمنات قبل وصولهن إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لأنهن على قصد الإيمان ".
(4)
(1)
انظر: المحرر الوجيز (1/ 319)، ومجموع الفتاوى (7/ 523)، وزاد المعاد لابن القيم (3/ 371)، ومدارك التنزيل للنسفي (3/ 420)، وإرشاد العقل السليم (6/ 308).
(2)
انظر: سبب النزول.
(3)
مجموع الفتاوى (7/ 523). وانظر: شرح ثلاثة الأصول لصالح آل الشيخ (1/ 28).
(4)
تفسير السمعاني (5/ 417).
الدراسة:
استنبط السمعاني من سبب تسمية المهاجرات ووصفهنَّ بالمؤمنات، وذلك لأن ظاهر أمرهن هو الإيمان وهن على قصد إليه، قال ابن عطية:"وسماهم مؤمنات قبل أن يتيقن ذلك إذ هو ظاهر أمرهن ".
(1)
وزاد بعض المفسرين على ماذكر من السبب السابق في وصفهن بالمؤمنات، بأنهن أيضا قد نطقن بالشهادة، ولم يظهر ما ينافي ذلك، قال أبو حيان:"وسماهن تعالى مؤمنات قبل أن يمتحن، وذلك لنطقهن بكلمة الشهادة، ولم يظهر منهن ما ينافي ذلك، أو لأنهن مشارفات لثبات إيمانهن بالامتحان ".
(2)
وممن أشار إلى ما استنبطه السمعاني، والاستنباط الآخر من المفسرين: الزمخشري، والرازي، والنسفي.
(3)
مما سبق يتبين سلامة ما استنبطه السمعاني، وذلك مصداق حديث النبي صلى الله عليه وسلم:(إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)
(4)
. فنجد بأن المهاجرات سموا مؤمنات قبل وصولهن للنبي صلى الله عليه وسلم لأن قلوبهنَّ قد انعقدت على الإيمان، لا لظاهر الأمر فحسب، والله أعلم.
(1)
المحرر الوجيز (6/ 343).
(2)
البحر المحيط (8/ 193).
(3)
انظر: الكشاف (4/ 516)، ومفاتيح الغيب (29/ 521)، ومدارك التنزيل (3/ 323).
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الوحي - باب كيف كان بدأ الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم حديث 1 (1/ 3).