الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عظم ذنب الاستهزاء بالناس لكونه من كبائر الذنوب
.
• قال السمعاني رحمه الله: " وفي الآية دليل على أن الاستهزاء بالناس كبيرة".
(1)
الدراسة:
لما وصف تعالى هؤلاء الكفار وبما بسببه عذبوا، وأبعدوا عن الخير، وهو ما عاملوا به المؤمنين من استهزاء وسخرية، استنبط السمعاني عظم الاستهزاء ووصفه بأنه من كبائر الذنوب، وذلك لأن الله أخسأهم، وأخلدهم في نار جهنم جرَّاء استهزائهم وسخريتهم.
قال القرطبي: " ويستفاد من هذا: التحذير من السخرية والاستهزاء بالضعفاء والمساكين والاحتقار لهم، والإزراء عليهم والاشتغال بهم فيما لا يغني، وأن ذلك مبعد من الله عز وجل ".
(2)
وممن أشار إلى ذلك أيضا: شيخ الإسلام، وابن القيم، وابن عادل الحنبلي، والألوسي، والسعدي، وابن عاشور.
(3)
(1)
تفسير السمعاني (3/ 493).
(2)
الجامع لأحكام القرآن (12/ 154).
(3)
انظر: مجموع الفتاوى (15/ 48)، وإعلام الموقعين (3/ 63)، واللباب في علوم الكتاب (1/ 3788)، وروح المعاني (9/ 267)، وتفسير السعدي ص 560، والتحرير والتنوير (18/ 104).
ولا يخفى على ذي لب وعقل أن الاستهزاء بشيء مما جاء به محمدٌ صلى الله عليه وسلم أو بأصحابه سبب لحبوط العمل، وهو من نواقض الإسلام المتفق عليها، يؤيد ذلك قوله تعالى:{قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} فعاقبهم الله بأن وصفهم بالكفر الموجب للخلود جراء استهزائهم.
(1)
(1)
للاستزادة انظر: مجموع الفتاوى (15/ 48)، وإعلام الموقعين (3/ 63)، وإعانة المستفيد (2/ 190)، ومجلة البحوث الإسلامية، العدد 32، من صفحة 337 - 340.