الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بلوغ سن التكليف لإخوة يوسف إبان فعلتهم بأخيهم يوسف عليه السلام
.
قال تعالى: {قَالُوا يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} [يوسف 97]
• قال السمعاني رحمه الله: " قوله تعالى: {قَالُوا يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} هذا دليلٌ على أنهم عملوا ما عملوا وكانوا بالغين ".
(1)
الدراسة:
استنبط السمعاني من طلب إخوة يوسف من أبيهم أن يستغفر لهم أن هذا يدل على عدم صغرهم بل إنهم قد بلغوا، ووجه الدلالة أنه لا يطلب المغفرة ولا يعترف بالخطأ إلا من عبد مكلف، وإلا فالصغير مرفوع عنه القلم.
قال الجصاص: " ولا يقول مثله من فعل شيئا في حال الصغر قبل أن يجرى عليه القلم ".
(2)
وقد ذكر هذا الاستنباط جمع من المفسرين أمثال: الماوردي، والبغوي، والرازي، والخازن، وأبو السعود، وغيرهم.
(3)
بل تؤيد نصوص الآيات من نفس السورة هذا الاستنباط كما في قول يوسف لهم: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ} ، فهذا يدل على أنهم فعلوه بعد البلوغ.
(1)
تفسير السمعاني (3/ 64).
(2)
أحكام القرآن للجصاص (4/ 394).
(3)
انظر: النكت والعيون (3/ 10)، ومعالم التنزيل (4/ 218)، ومفاتيح الغيب (18/ 76)، ولباب التأويل (2/ 515)، وإرشاد العقل السليم (3/ 472).
وكذلك من قبل هذا كله عندما تآمروا وتشاوروا على قتل يوسف قال بعضهم لبعض: {وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ} وهذا يدل على أنهم قبل التوبة لا يكونون صالحين، مما ينافي كونهم من الصبيان.
(1)
وبهذه الاستنباطات المؤيدة لاستنباط السمعاني يخلص الأمر على سلامة هذا الاستنباط، والله أعلم.
(1)
وقد ذكر السمعاني الأدلة النقلية والعقلية على ثبوت كون إخوة يوسف بالغين حال فعلتهم المشينة بإرادة قتل أخيهم يوسف عليه السلام، انظر: تفسير السمعاني (3/ 64).