الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تخصيص شجرة الزيتون لأنها شجرة مأكولة، ولا تحتاج لمعاهدة
.
قال تعالى: {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ} [المؤمنون 20]
• قال السمعاني رحمه الله: " قوله تعالى: {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ} وإنما خصها بالذكر، لأنها لا تحتاج إلى معاهد، فالمنة فيها أكثر، ولأنها مأكول ومستصبح بها ".
(1)
الدراسة:
استنبط السمعاني من سبب تخصيص وإفراد هذه الشجرة المباركة دون غيرها من أنواع الأشجار، أن هذه الشجرة لا تحتاج لحفر، أو سقيا، أو متابعة ومعاهدة، ولأنها تصلح للاصطباغ
(2)
، والادهان، قال الماوردي:" وخصت بالذكر لكثرة منفعتها وقلة تعاهدها ".
(3)
وزاد بعض المفسرين أن من منافع هذه الشجرة مع ماتستخدم بالادهان عند المداواة، وثمرة منفعتها، أن أعواده أيضا تستخدم للوقود، قال ابن عاشور: "وتخصيصها بالذكر مع كون الناس منها يأكلون، تنويه بشأنها، وإيماء إلى كثرة منافعها لأن من ثمرتها طعاما وإصلاحا ومداواة، ومن أعوادها وقود وغيره، وفي الحديث:(كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة)
(4)
.
(5)
(1)
تفسير السمعاني (3/ 468).
(2)
الاصطباغ: أن يجعل إداما للآكلين، انظر: تفسير السعدي ص 549.
(3)
النكت والعيون (4/ 50).
(4)
أخرجه الحاكم في مستدركه - كتاب التفسير - باب تفسير سورة النور - حديث 3504 (2/ 432)، قال عنه الحاكم صحيح على شرط الشيخين.
(5)
التحرير والتنوير (18/ 24).
وممن أشار إلى ما استنبطه السمعاني أيضاً: البغوي، والقرطبي، والخازن، وابن جزي، والسعدي.
(1)
وأضاف محمد أبو زهرة ما يعضد هذا الاستنباط، ببيان أن التنكير لهذه الشجرة، إنما يدل على فضلها، وكثرة خيراتها
(2)
.
وبهذا يظهر صحة استنباط السمعاني، إضافة إلى ما في هذه الشجرة المباركة من فضيلة، كون الربّ - سبحانه - قد أقسم بها، عند قوله تعالى:{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} إضافة إلى العديد من الآيات التي خصص فيها هذه الشجرة عند وصفه - سبحانه - لألوان نعمه على خلقه، والعديد من نصوص السنة المطهرة في بيان فضلها - أيضاً - والله أعلم.
(1)
انظر: معالم التنزيل (8/ 468)، والجامع لأحكام القرآن (12/ 114)، ولباب التأويل (3/ 270)، والتسهيل لعلوم التنزيل (3/ 50)، وتفسير السعدي ص 549، ومجلة البحوث الإسلامية، العدد 75، من صفحة 337 - 340.
(2)
انظر: زهرة التفاسير (1/ 5059).