الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تخصيص السموات والأرض لعظم خلقهما، وتعدد منافعهما
.
قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [الأنعام 1]
• قال السمعاني رحمه الله: " وقوله: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} إنما خصهما بالذكر، لأنهما أعظم المخلوقات فيما يرى العباد، ولأن فيهما العبر والمنافع للعباد".
(1)
الدراسة:
استنبط السمعاني من سبب تخصيص السموات والأرض دون سائر مخلوقاته لعظم هذا الخلق في أعين العباد، ولما يعتبر فيهما من الآيات الإعجازية والكونية، ولما ينتفع بهما العباد لقضاء أمورهم وسائر معاشاتهم.
وقد وافق السمعاني على هذا الاستنباط جل المفسرين، قال القاسمي:" خصهما بالذكر، لأنهما أعظم المخلوقات، فيما يرى العباد، وفيهما العبر والمنافع، لأن السماوات بأوضاعها وحركاتها أسباب الكائنات والفاسدات التي هي مظاهر الكمالات الإلهية والأرض مشتملة على قوابل الكون والفساد التي هي المسببات".
(2)
(1)
تفسير السمعاني (2/ 86).
(2)
محاسن التأويل (4/ 1).
وممن قال بذلك ونحوه: البغوي، وجلال الدين المحلي، والخازن، والشهاب الخفاجي، والألوسي، والشنقيطي.
(1)
ويتبين لنا عيانا أن استنباط السمعاني ومن وافقوه يترتب عليه حكم أخرى، فبما أن هذا الخلق عظيم ومعجز فما سواه من خلق الناس وموتهم وبعثهم أهون من باب أولى، لأن من قدر على خلق الأعظم فهو على غيره قادر من باب أحرى. والله أعلم.
(1)
انظر: معالم التنزيل (3/ 126)، وتفسير الجلالين (2/ 297)، ولباب التأويل (2/ 97)، وحاشية الشهاب الخفاجي على تفسير البيضاوي (4/ 106)، وروح البيان (3/ 2)، وأضواء البيان (1/ 18).